الحلقة الاولى

6.3K 298 80
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

🔹 عند غروب شمس يوم الخميس شارفَت الطائرة على الهبوط في مطار مدينة مشهد المقدّسة، كان الحاج جهاد يجلسُ قرب النافذة وقلبه يكاد يسبق الطائرة بالهبوط إلى أرضِ أنيسِ النفوس الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، راح يراقب القِبّة الشريفة وهو يُلقي سلام الملهوف على الإمام الرؤوف..

🔸 دقائقٌ وهبطَت الطائرة بسلام، توجهَت الحملة إلى الفندق لإستلام الغُرف، ثم توّجهوا إلى المقام الشريف للزيارة، راح الحاج جهاد يقرأ إذن الدخول ودموع الشوق على خدَيه:

💓《... ءَأَدْخُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ ، ءَأَدْخُلُ يا حُجَّةَ اللَّهِ ، ءَأَدْخُلُ يا مَلآئِكَةَ اللَّهِ الْمُقَرَّبينَ الْمُقيمينَ في هذَا الْمَشْهَدِ ، فَأْذَنْ لي يا مَوْلايَ فِي الدُّخُولِ أَفْضَلَ ما أَذِنْتَ لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيآئِكَ ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً لِذلِكَ ، فَأَنْتَ أَهْلٌ لَهُ..》

🔹 ثم تقدَّم وهو يُهلِّل ويُكبِّر وما إن وصل إلى العتَبة المُشرِفة حتى رمَى بنفسه على الأرض يُقبّلُها ويشمُّها كطفلٍ صغيرٍ رمَى نفسه في حضن أمِّه يشمّها ويقبِّلها..

❤️ فأهلُ البيت عليهم السلام وإنْ غابَت أبدانهم عنّا، فأرواحهم قريبةٌ منّا وهم أحياءٌ عند ربهم يُرزقون، يَرَون مقامنا ويسمعون كلامنا ويردُّون سلامنا، ولو حُجِب عن سمعنا كلامهم لكن الله سبحانه فتح باب فهمنا بلذيذ مناجاتهم.. وهم أولياء الله في أرضه وحُجَجِه على خلقه وعِترة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فطُوبى لِمَن أحبَّهم وأرضاهم، وخَسِر والله من أبغضهم وعصاهم..

🔸 بقِيَ الحاج جهاد في مدينة مشهد ثلاثة أيام، لقد كان منشغلاً خلالها بالزيارة والدعاء والتوسل، وفي قلبه حاجتان لا يعلمهما إلا الله سبحانه والإمام الرضا (عليه السلام).. وفي ساعةٍ متأخرةٍ من الليل، وبينما كان يجلس مقابل الضريح الشريف غلَبَه النُعاس، فرأى فيما يرى النائِم أن الأرض تحترق بأهلها، وكأن النار أخذت تلتهم الشجر والبشر فلا تُبقي ولا تذر.. وكل الناس تصرخ وتبكي وتستغيث، وبينما هو كذلك رأى زوجته تُقبِل نحوه من بعيد، وبدأ يشعر بزخَّات المطر تقترب معها شيئاً فشيئاً حتى أصبحت قربه تبلل جسده، وأطفأت الأمطار كل ما يحترق حوله، وإذ به يراها تحمل على يدَيها طفلاً نورانيّ الوجه، ثم قدمته له وقالت:
🌸 حاج جهاد هذا إبننا علي رضا !

🔹عندها أفاق مذهولاً مما رآه، فعلِم أن الله سبحانه استجاب حاجته الأولى، فزوجته حامل وقد اقتربَت ولادتها وكان الحاج جهاد يتوسل إلى الله سبحانه أن يكون هذا الولد من الصالحين ومن أنصار الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف)، فكأنّ هذه إشارة أن هذا المولود سيكون إن شاء الله مباركاً ومن الصالحين، ومولده سيحمل الخير والخَلاص للمعذّبين والمستضعفين..

🔸فخَرَّ ساجداً لربّ العالمين، وأقبل يُقبّل الضريح الشريف شاكراً للإمام الرؤوف، ونوى إذا وضعَت إن شاء الله زوجته مولوداً ذكراً سيُسَميه علي رضا !

سيد حسيني

كنت في أنتظارك 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن