الحلقة السابعة عشر

1.3K 163 19
                                    

🔸وصلتُ إلى الصف، إستأذنتُ الأستاذ ليسمح لي بالدخول واعتذرتُ له عن تأخري، دخلتُ وإذ بِريم تنظُر إليَّ متبسِّمة !

🔹لم أكُن أريد أن أَجرَح مشاعرها، لكن لا خَيَار أمامي، فإن لم أكُن حازِماً من أول الطريق لن أتمكَّن من التخلّص من تِلك الأمور التي أَوقعتني في المهالِك..

🔸لم أُعِرها إهتِماماً، تابعتُ سيري وجلستُ على مقعدي.. كنتُ أرغبُ بشِدّة أن أنظر إليها، لكني تمَالكتُ نفسي، فأنا لا أريد أن أُفسِد الأمر.

🔹رنّ جرس الفُرصة، وتدافع الطلاب في الخروج إلى الملعب، أمّا ريم فكانت تنتظرُني قُرب الباب لنخرج سويّاً، وقَع نظري عليها فابتسمَت نفس تلك الإبتسامة.. لكني اليوم رأيتُ أن الشيطان يقِف خَلف هذه الإبتسامة على عكس المرّة الأولى حيث أعماني هوى نفسي..
مِلتُ بِبصري ناحية أصدقائي وتوَجّهتُ صَوبهم غير مبالٍ لها، لِتفهم من ذلك أنني لا أريد التكلُّم معها..

🔸أثناء الفُرصة، وصلَتني رسالة على هاتفي، فكانت ريم : ▪️لماذا كل هذا الجَفاء ؟ هل من تفسير لتصرفاتك ؟

🔹عندها أخذتُ قراري الحازِم بصعوبة، فكنتُ مُتضايقاً جداً لكنني إعتصمتُ بالله واستعذتُ به من الشيطان الرجيم، وأرسلتُ لها :
▫️السلام عليكم ريم.. أنا أعتذر منكِ لكن لم يعُد هناك شيء يربطنا، نحن نختلف بأفكارنا وتوَجُّهاتنا، أتمنى لكِ حياةً طيبة.

🔸إنهالَت رسائلُها عليّ، تريدُ تبريراً لفِعلي، لكني لم أُجِبها، فماذا أقولُ لها ؟ هل أقول أن حبِّي لكِ يحجُبني عن حبِّ مولاي وسيّدي صاحب الزمان؟ لكنها حتماً ستَستهزِئ من كلامي، فهي لن تتفَهَّم مُعاناتي وما جرَّتني إليه من ذنوبٍ ومعاصي..

🔹لا أُخفي عنكم أنّي عانَيتُ بِداية الأمر كثيراً، كنتُ أرغب في التكلّم معها مِراراً لكني بحمد الله كنتُ أُصبِّر نفسي بحبِّ صاحب الزمان (عليه السلام)، وكنتُ على ثِقةٍ بأن الله سبحانه سيُعوضني خيراً منها، بفتاةٍ مؤمنةٍ قد اختلَج قلبَها حبُّ الإمام المهدي عليه السلام ..

🔸لكن بعد فترةٍ وجيزة، تغيّرت نظرتي لها فباتَت مثَلُها كمثَل باقي الفتيات لا أملِكُ أدنى مشاعر ناحِيَتها، بل على العكس عندما تخلَّصتُ من عمَى هواها، إستغربتُ من نفسي كثيراً ! فكيف وقعتُ في حبِّها ! هذا الحبّ الدُنيَوي الذي زال وفنَى بكل هذه البساطة تماماً كطبيعة هذه الدنيا !

🔹في ذلك اليوم، عندما عُدتُ من الثانوية، توَجهتُ إلى السوق، بِعتُ هاتفي الجديد وبثمنه اشتريتُ هاتفاً آخر متواضعاً وأقل سعراً، أمّا باقي المبلغ فقد إشتريتُ أغراضاً وحاجاتٍ لأمي كانت قد حرمَت نفسها منها لأجل تلبية مُتطلباتي السخيفة😔

🔸في طريق العودة إلى المنزل، زُرتُ ضريح والدي وتَلَوتُ عنده بعض آيات القرآن الكريم..

🔹منذ ذلك اليوم، شملتني الرحمة الإلهية وبدأَت علاقتي بالله تتحسن، لم أنَم يوماً قبل أن أُقبِّل يد أمي وأسألُها الرِضا، كما داوَمتُ على إهداء الأعمال الصالحة والصدَقات إلى والدي الشهيد..

🔸إلتزمتُ ببرنامج التوبة لأكثر من سنة، خاصةً الإستغفار في السحر فكان له أثراً كبيراً في قَبول توبتي..
لا أُنكِر أني قد واجهتُ بعض الصُعوبة في المُداومة على الإلتزام به، لكن عند إدنى تهاوُنٍ مني، كنت أُسارِع في الإستغفار وتجديد العزم مُعتصماً بالله تعالى..

🔹لكن حسرتي الوحيدة أنني لم أتمكّن من الشعور بلذّة الصلاة كما كنتُ في سابِق عهدي، لكن مع المُجاهدة في تأديتَها بحضور قلب، وإهتمامي الشديد بأول وقتها، كانت صلاتي في تحسُّنٍ مستمرٍ بفضل الله.

🔸وفي إحدى الليالي الباردة، كنتُ أفكّرُ بمولاي صاحب الزمان (عليه السلام) قبلَ نومي، كنتُ أبكي لغَيبته عنّا، كنتُ أُناجيه بصوتٍ خافِت : أين أنت يا مولاي في هذا البرد القارِس، كيف أهنأُ بنومي الدافئ وأنا لا أدري بأيّ حالٍ أنت يا مولاي💔

🔹غفَوتُ وأنا على هذه الحالة، فرأيتُ في عالَم الرُؤيا وَجهَ سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين (عليه السلام)، كان ينظرُ إليّ ويبتسِم.. إستيقظتُ من نومي والسرور يغمرُني❤️

🔸فهمتُ من رُؤياي أنها علامة الرِضا، وأن الإمام الحسين عليه السلام قد دَعاني لزيارته، وبالفعل ما هي إلا أياماً معدودة، حتى تيّسرَت أمور الزيارة إلى كربلاء المقدّسة....

سيد حسيني

أنتم على موعد الليلة إن شاء الله مع الحلقة الأخيرة من كنت في انتظارك ❤️

ماذا حصل بعد أن تاب علي رضا توبةً نصوحة؟

هل فِعلاً أن الله سبحانه قد غفر له بعد مُرور أكثر من عام أذاب فيه الندم لحمه؟ وسلَبه الحزن والحسرة نومه؟ فقام في الأسحار مستغفراً، وتضرع لربّه منيباً، وبكى على خسارة علاقته بإمام زمانه(عجل الله فرجه الشريف) بكاء الأم الثَكلى على ولدها؟

ماذا بعد أن رأى سيد الشهداء (عليه السلام) في منامه وتوَفق للزيارة؟ ماذا كان ينتظرهُ في مقام سيد الشهداء (عليه السلام)؟

حلقة يجب أن تُغيِّر حياتك ❤️

اذا وجدت تفاعل سأنزلها اليوم 😊
لكن اذا لا 😏 ف اعذروني

كنت في أنتظارك 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن