الحلقة الثالثة عشر

1.1K 118 6
                                    


🔹إقتربتُ من النافذة، فتحتُها وبداخلي شعورٌ غريب...إستَنشقتُ الهواء لعلّي بذلك أتخلص من ذلك الغمّ الذي كان مُطبقاً على صدري..

🔸حاولتُ التوجّه إلى مولاي صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه) كما كان سابقاً يلهجُ قلبي بمناجاته كل ليلة، لكني شعرتُ أن قلبي أصبح قاسياً😔.. أين ذلك القلب الملهوف على صاحب الزمان (عج) ؟ أين تلك الدموع التي كانت تنهمر بالدعاء لتعجيل الفرج ؟ أين تلك النبضات التي كانت تزداد كلما ذكرتُ حبيبي (عج) ؟ ماذا فعلتَ يا علي رضا ؟ إلى أين أوصلت نفسك.. آهٍ وصلاة الليل ؟ وصلاة الفجر ؟ وزيارة عاشوراء...؟

🔹أشعر كأني أصبحت إنساناً آخر.. جلستُ في مُصلاي، أردتُ أن أعود إلى سابق عهدي لكن لم ينزل من عيني دمعة ! ولا خشعَ قلبي لحظة ! وسُرعان ما غلبني النُعاس فذهبت إلى الفراش وغفَوت..

🔸مضى أسبوعٌ ولم أستيقظ لصلاة الصبح.. قمتُ من فراشي وقد أشرقَت الشمس.. أردتُ أن أذهب للثانوية، فتحت خزانتي أقلِّبُ بين ثيابي محتاراً ماذا سأرتدي ؟ هذا أصبح قديماً، وهذا لم يعد يُعجبني.. وليس لديّ الكثير من المال لأشتري ثياباً جديدة.. وإذ بأمي تُناديني :
🌸علي رضا .. أين أنتَ يا حبيبي لقد تأخرَت..

😔 لا أعلم ماذا جرى لي .. صرختُ في وجهِها بأعلى صوتي ودفعتُ الباب بكل قوةٍ وخرجتُ !

🔹أصبحَت حياتي تزداد بُؤساً وتعاسةً يوما بعد يوم، حتى مُستواي في الدراسة قد تراجع، أصبحتُ أشعر بالكآبة، كنت أنظرُ الى رفاقي كل واحدٍ منهم لديه حبيبة، لِمَا لا أكون مثلهم ؟ حملتُ هاتفي وفتحت الفيسبوك  رُحتُ أراقب صُوَر الفتيات، صحيحٌ أنني كنتُ أتجنَّبُ النظر إلى غير المُحجّبات لكني قد تأثرَت..

🔸وبينَما أنا أتصفح، لفتَتني صورةٌ لإحدى زميلاتي في الصف إنها 《ريم》
▫️إنها فتاةٌ محجبةٌ لماذا لا أدخل وأشاهد صوَرها ؟

صحيحٌ أنها مُحجبة لكنّها متبرجة ! رحتُ أتأملُ صُوَرها واحدةً تِلوَ الأخرى..
▫️ إنها جميلة ! لماذا لم أنتبه لها قبل ذلك ؟؟ لا بد أن ألفُتَ انتباهها غداً.. سأكلِّمُها.. سيكون عندي حبيبة ! لكن يجب أن أكون بمظهرٍ لائقٍ وملفت !

🔹رحتُ أُجادِل أمي وأصرُّ على شراء ثيابٍ جديدة، لا أعلم لماذا كنت في تلك الحظات قاسياً هكذا، لا أعلم من ماذا حرمَت أمي نفسها كي تُعطِيني المبلغ الذي طلبتُه😔
ثم خرجتُ فرحاً فاشتريتُ ثياباً جميلة وحذاءً جديدا وعُطور..

🔸لقد حمَّلتُ عِدّة صُوَر لريم على هاتفي وصرتُ أنظرُ إليها بين الحين والآخر، شعرتُ أن قلبي بدأ ينجذِبُ لها، استيقظتُ منذ الصباح سرَّحت شعري وارتديت ثيابي وتعطَّرت وذهبتُ للثانوية..

🔹رحتُ أراقبُها من بعيدٍ، كانت تقفُ بين صديقاتها، فصرتُ أمُّرُ من أمامَها وأنظر إليها محاولاً لَفتَ انتباهِها فنظرَت إليَّ وابتسمَت !!
عندها شعرتُ وكأن قلبي يطيرُ من الفرَح..

😔كم كنتُ غبيّاً حينَها، لقد بِعتُ تلك السعادة التي لا تقدَّر بثمن والقربُ من الله، وبِعتُ قلبَ إمام الزمان (عج) بتلك الإبتسامة الشيطانية.. كم كنت غبيّاً وحقيراً.. لقد تمكَّن الشيطان مني.. كيف لا وهو لسنواتٍ يتربَّص بي محاولاً إيقاعي، وكان يغلي غيظاً من تلك الحالات المعنوية التي كان يراها مني..

❗️أظنُّ أنني اليوم قد قدمتُ له نفسي على طبقٍ من فِضّة لينتقِمَ مني... والآتي أعظم !

سيد حسيني

كنت في أنتظارك 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن