الحلقة الثامنة

1.4K 137 23
                                    

🔹منذ العودة من هذه الزيارة المباركة، وزينب تنظر يومياً إلى هذه الورقة، تشمّها وتُقبّلها، وتقرأ لـ علي رضا ما كتب له أبوه فيها..
لقد حوَت هذه الرسالة وصايا قيّمة تحمل معانٍ عميقة خاصةً في موضوع الصلاة، والابتعاد عن الذنوب، والعلاقة بالإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه..

🔸بالمقابل كان علي رضا مُتلهفاً للسؤال عن هذه الأمور ومعرفتها..
فكان في كل يوم بعد أن يستيقظ وقبل أن ينام، يفتح القرآن الكريم حيث إحتفظَت أمُّه بالورقة، يُقبّلها وكأنه يلتمس ذلك الحنان الذي شعر به من قِبَل الشخص الذي أعطاه إيّاها، أو كأنه يتحسَّس وجود والده إلى جانبه، وكان لا ينفَك عن طرح الأسئلة على والدته عن مضمون الورقة..

🔹لذلك قررَت زينب إخبار سماحة الشيخ فؤاد بالقضية التي حصلت معهم في مقام أنيس النفوس عليه السلام، عسى أن يتكفَّل بالإجابة المناسبة على هذه الأسئلة ويتابع تربية علي رضا وتطَوّره، خاصةً أنها كانت واثقة من تقوى هذا الشيخ وإيمانه كَونها مقربةً من زوجته..

🔸إتصلَت بزوجة سماحة الشيخ، أخبرتها بالأمر وطلبت منها أن توصل طلبها إلى سماحته..
بعد أن سمع الشيخ فؤاد القضية، تغيّر حاله وتأثر كثيراً لهذه الألطاف الإلهية التي حظِيَ بها علي رضا، فنظر إلى زوجته وبريق الدموع واضحٌ في عينَيه وقال لها :
❄️ إنه لَشرفٌ لي أن أهتَّم به وأرعاه.. لو سمحتي يا عزيزتي أسرعي وقولي للحاجة أم علي رضا أن تُهيىء ولدها، ولينتظرني أمام منزلهم، سأمرُّ الآن لآخذه معي إلى صلاة الجماعة.

🔹دقائق ووصل الشيخ فؤاد إلى جانب منزل الحاج جهاد، انتظر بسيارته خروج علي رضا، وما إن خرج علي رضا وتوَّجه نحو السيارة، إقترب منه الشيخ فؤاد، إنحنى على ركبتَيه ونظر في عينَيه، ثم همسَ بكلماتٍ تخنقها العَبرة :
❄️ هل رأَت هاتَين العَيْنَين ذلك الجمال؟

🔸ضمَّ علي رضا بحرارة، وأخذ يمسحُ على رأسه ويشمُّ شعره ويُقبِّلُ خدَّيه والدموع في عَيْنَيه، يُرَدِّدُ بكلماتٍ كانت تطرق مسامِع علي رضا، كان يتسأءَل : ❄️ أكانَ هو ؟ أهُنَا مرَّت يَدَهُ المباركة؟ هل بقِيَ أثرٌ من رائحتِه على ثيابك ؟

🔹 كان علي رضا متفاجئاً من تصرف الشيخ، فقال له : ▫️لكن ألم تره يا عمّ ؟ لقد كان قُربك ينظر إليكَ عندما كنت واقفاً تُقبِّل ضريح الإمام الرضا عليه السلام!

غصَّ الشيخ فؤاد بعَبرته وأجابه بحسرةٍ وخجل : ❄️ لا لم اتمكن من رُؤيته 😔

ثم قام الشيخ يجرُّ علي رضا إلى سيارته، يمسح دموعه بكفَّيه ويقول في نفسه : ❄️ ماذا أقول له😔؟ هل أقول له أنني بسبب غفلتي وذنوبي حجبتُ نفسي عن إمام زماني ؟ هل أقول له أن الإمام بإنتظار كل مؤمن وشيعي منذ أكثر من ألف سنة، ولكن نحن المتخلِّفون عنه؟ أوَلَسنا نحن الذين لم نكن على إجتماعٍ من القلوب في الوفاء بالعهد😔

🔸وبعد وصولهما إلى مسجِد القرية، علَّم الشيخ فؤاد علي رضا كَيْفية الوضوء الصحيح وشرح له بعضاً من أهميته، وبينما كانا ينتظران الأذان، فاجئ علي رضا الشيخ فؤاد بسؤاله :
▫️عمّاه، لقد قالَت لي أمي أن الله غنيّ ولديه كلّ شيء، وهو كريمٌ يُعطينا الكثير من دون مُقابِل.. فلماذا إذاً يريدُ منا أن نصلي؟

سيد حسيني

يتبع غدا إن شاء الله 🙏

كنت في أنتظارك 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن