الحلقة الاخيرة

1.8K 220 94
                                    


...ما هي إلا أياماً معدودة، حتى تيّسرَت أمور الزيارة إلى كربلاء المقدّسة..

🔸لا أصدّق نفسي ! أنا في حَضرة مولاي الحسين (عليه السلام) 💔 كانت تنهمرُ الدموع من عيني وكنت أشعر بحرارتها التي تحكي حرارة الحبِّ وشدّة الحزن الذي يحرق قلبي على مولاي الحسين المظلوم الشهيد..

🔹تقدَّمتُ خطواتٍ وقلبي يرتجف من هَيْبة المكان، وما إن وقعَت عيناي على الضريح الشريف حتى عَلا صوتي بالبكاء... في تلك اللحظة، نسيتُ كل شيءٍ حولي، تفجَّر في نفسي ندمٌ رهيبٌ على كل ما اقترفتُه من ذنوبٍ وإسرافٍ على نفسي..

😔 تُرى يا مولاي هل ترحم قلبَ عبدٍ مُنيبٍ أتاكَ بعد مُرور أكثر من عامٍ أذاب فيه الندم لحمه؟ وسلَبه الحزن والحسرة نَومه؟ فقام في الأسحار مستغفراً، وتضرع لربّه منيباً، وبكى على خسارة علاقته بإمام زمانه(عجل الله فرجه الشريف) بكاء الأم الثَكلى على ولدها؟

🔸أردتُ أن أقابِل الحسين بقلبٍ طاهر.. وبكلِّ ما أعطاني ربّي من عزمٍ، عاهدتُ نفسي على هجران كل الذنوب ما دُمت حياً.. رَمَقتُ الضريح الشريف بنظرةٍ ومن أعماق قلبي قلتُ {أستغفر الله ربّي وأتوب إليه}

🔹لم أتمكّن من الإقتراب لِتقبيل الضريح بسبب الحُشود المتدافعة.. رُحتُ أنظر إلى الضريح من بعيدٍ ولسان حالي :
💔 السَّلَامُ عَلَى الشِّفَاهِ الذَّابِلَاتِ‏..
💔السَّلَامُ عَلَى الدِّمَاءِ السَّائِلَاتِ، السَّلَامُ عَلَى الْأَعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ..
💔السَّلَامُ عَلَى الشَّيْبِ الْخَضِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الْخَدِّ التَّرِيبِ‏ ، السَّلَامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّلِيبِ، السَّلَامُ عَلَى الثَّغْرِ  الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ..
😭سَلَامَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ..

🔸في تلك اللحظة، شعرتُ أن غليان العشق في قلبي قد تأجّج ثم تفجَّر، وأن نفسي قد تقطَّعت لأشلاء..
إن الدنيا قد سقطَت من عيني من غير رَجعة {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ...}
لقد تمَّت البَيعة.. لكَ يا ربِّ دَمي ولَحمي وروحي ونفسي، وإنّ جنَّتي هي رضاكَ، فاجعَلني من أنصار حُجّتك على خلقِك واشفِي بِلحمي ودَمي ألَم الحسين ووَجع الزهراء..

🔹وبينما أنا مُستغرقٌ في مناجاتي، شعرتُ وكأن أحدهم قد إقترب من خَلفي ووضع يدَه على كَتِفي، إلتفتُ إليه فإرتجفَ بَدني من أعلى رأسي إلى قدمَي..
إنّه هو ! ذلك الوَليّ الذي رأيته في صِغري عند الإمام الرضا ! إنه صاحب الزمان💓

🔸كنتُ أرتجف من هَيبته، مدهوشاً من جماله، آهٍ وكيف يَخفى عليكَ سيّدي كم بكَت عيناي لخسارتك، وكم لطمتُ صدري، وكيف أذاب الندم لَحمي على ذنوبٍ حالَت بيني وبينك، آهٍ كم أشتاق لتلك المَسحة التي مسحتَها يوماً على رأسي، وتلك البسمة التي تعلَّق بها قلبي.. آهٍ.. آهٍ..

🔹 أمسكَ بيدي واحتضنَني، ومسح على رأسي، كنتُ أستطيعُ سماع نبضاتِ قلبه الشريف في أُذني، وبينما أنا واضعٌ رأسي على صدره الشريف، همس في أذني :
✨ #كنت_في_انتظارك، ثم أكملَ {..وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

🔸إقشَعَّر بدني من كلامه لكنّ ابتسامته قد أذابَت قلبي، ولو قلت أنها كانت بالنسبة لي أعظم من نعيم الجنّة ما كذَبت..

🔹ثم جرَّني بيَدِه الشريفة ومشيتُ معه بِضع خُطواتٍ، وإذ بي أرى نفسي في مكّة المكرّمة ! الكعبةُ الشريفة أمامي ! كنتُ واقفاً على يمين الإمام، نظرت حولي وإذ هناك جَمعٌ من الأنصار !
كنتُ أنظرُ إليهم مدهوشاً وأنا أحمدُ الله جلّ جلاله، فوقَع نظري على شيخٍ نورانيّ الوجه، إنه الشيخ فؤاد ! تبادلنا إبتسامات الحبّ والشوق، الحمد لله الذي مَنَّ علينا فأصبحنا من ٣١٣ ناصراً للإمام

🔸تقدَّم الإمام المهدي (عليه السلام) إلى الكعبة الشريفة ووجهه الكريم يتلألأ نوراً، أسند ظهره الشريف إلى الكعبة المكرَّمة ونادى بنداءٍ سمِعه الإنس والجِنُّ، وإهتزَّ له عرش الرحمن :
✨ألَا يا أهل العالم ! إنَّ جدِّيَ الحُسين قتلوه عطشانا !
ألَا يا أهل العالم ! إنَّ جدِّيَ الحُسين سحقوه عُدوانا !

لقد أشرقَت الأرض بنور ربِّها ! لقد ظهر قائِم آل محمد !!

🔹وفجأةً  رأيتُ نفسي مُلصقاً بشُبّاك ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) واضِعاً خدّي عليه !! وفحَّت رائحة مِسك الإمام في المقام !

🔸أين هو ! رُحت أبحثُ يميناً وشمالاً عنه بين الزُوّار، أين اختفى ؟! كيف اجتَزتُ هذا الحشد من الزُوّار ووصلت إلى الضريح ؟! هل ما رأيته كان في حلم أم يقظة ؟!! كيف يُمكنني أن أغفو وأحلم وأنا وسط هذا التدافع بين الزوّار ؟؟!

🔹في ذلك اليوم؟ شعرت أن الله قد نفخ الروح فيَّ فأحياني، ومنذ ذلك الحين ما أحزنتُ قلبَ إمامي بذنبٍ ولا غاب ذكرُه عن بالي..

إمامك في انتظارك وبيدك مفتاح الفرج

فهل من تائبٍ صادق حتى يمسح الإمام بيده الشريفة على رأسه؟

هل من باكٍ على ذنبه حتى يضمّه الإمام إلى صدره ؟

《يَبِست القلوب من الإيمان ونور المعرفة، افحصوا عن القلب العامِر بالإيمان وذكر الله، حتى نُوَقع لكم أن إمام الزمان (عج) حاضرٌ هناك (العارف بالله الشيخ محمد تقي البهجة رض)》

والحمد لله رب العالمين 🌹

سيد حسيني



السلام عليكم أحبتي ورحمة الله وبركاته🌹

كل واحد منكم إخوتي وأخواتي يمكنه أن يكون علي رضا إذا ما كان جاداً في الإلتزام بواجباته وتجنُّب الوقوع في الذنوب والمعاصي..

فمعظم أحداث قصة كنت في انتظارك تُحاكي الواقِع الذي يعيشه بعض المخلصين والتائبين الصادقين..

🎉 لقد انتهيت من قراءة كنت في أنتظارك 💔 🎉
كنت في أنتظارك 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن