الحلقة الخامسة عشر

1.1K 134 15
                                    

🔹في تلك الليلة، بعد أن غرِقتُ في نومٍ عميق وأمي غير راضية عني، رأيتُ في عالَم الرؤيا وكأن الموت قد أدركني !

🔸رأيتُ روحي قد فارقَت جسدي، واجتمع الجيران والأقارب حولي.. كانت أمي تبكي بشِدّة، حاولتُ أن أُكلِّمها وأخبرها أني بخير، لكن هيهات ! لم تكن تسمع صوتي😔 أدخلوني غرفةً وبدؤوا بتغسيل جسدي.. إلى تلك اللحظة كان كلُّ شيءٍ على ما يُرام رُغم وحدتي ووحشتي، لكن عندما وصلوا بي إلى المقبرة وجدتُ أحدهم وكأنه ينتظرني !

🔹لقد كان يراني على خِلاف أمي وباقي المجتمعين في جنازتي..
وعندما صرتُ على مسافةٍ قريبةٍ منه، لمحتُ وجهه النورانيّ وجماله الملكوتي، لكنه كان ينظرُ إليّ نظرة سخطٍ وعبوس😔
▫️يا إلهي إنه هو ! إنه أبي !!

🔸كنتُ أرغب بشدّة أن أركض إليه وأضمَّه وأقبِّل يديه وأعتذر منه عن فعلي.. لكنني لم أستطِع ! فهؤلاء القوم مُصرّون على جرّي وإنزالي في تلك الحفرة الضيّقة والمظلمة !

🔹أنزلوني غصباً وكُرهاً، وبدؤوا بِوضع الحجارة على قبري وراحوا يُغلِقون كلّ منفذٍ للنور والهواء..
في تلك اللحظات تملَّكني خوفٌ شديد، لقد ثقُل جسدي وضاق صدري ونَفَسي..

😔 كنتُ أبكي وأصرخ بأعلى صوتي :
▫️لا تتركوني وحيداً ! أخرجوني من هنا..

لكنهم لم يُبالوا برجائي.. وفجأةً إنهال التراب دفعةً واحدةً وبكميّة كبيرة على قبري، فساد الظلام وخيّم صمتٌ مُرعِب إخترقه نداء أمي بحرقةِ تَقطَّع لها قلبي، كانت تقف فوق قبري وتُنادي :
🌸《يا راد يوسُف على يعقوب رُدَّ عليَّ ولدي》

🔸في تلك اللحظة، إسيقظتُ من نومي مرعوباً خائفاً، قدماي ترتجفان وأشعرُ بعطشٍ شديد..

نهضت لأشربَ الماء، فسمعتُ أنيناً من غرفة أمي، إقتربت بهدوءٍ نحو الغرفة، فسمعتها تبكي وتدعو بنفس الدعاء الذي سمعته في الحلم !
🌸《يا راد يوسف على يعقوب رُدّ عليّ ولدي》

🔹نظرتُ إلى الساعة، إنها الثالثة فجراً ! في تلك اللحظة تقطَّعَ نِياط قلبي.. يا الله ! أيّ عذابٍ سبّبته لأمي😔
لم أتمالك نفسي، دخلتُ عليها ورميتُ نفسي في حضنها وأنا أجهشُ بالبكاء كالطفل الصغير : ▫️ سامحيني يا أمي 😭 وأخذتُ أقبِّل يدَيها وأشمُّهما، قبَّلتُ رأسها ..
فغمرتني بدفئ حنانها وأجابتني والدموع في عينيها : 🌸 وهل يمكن لقلبي أن يقسُو عليك يا ثمرة فؤادي..؟

🔸كيف ردَّت على قسوتي عليها وسوء معاملتي لها بكل هذا العطف والرحمة.. أغمضتُ عيناي في حِجرها، وقلتُ في نفسي : ▫️ربِّي، إذا كانت أمي قد عفَت عني برحمتها وأنت الذي بقُدرتك أودَعتَ في قلبها هذه الرحمة، وليَّنتَ قلبها على ولدها، فكيف وأنت أرحم الراحمين !! أستغفرك يا رب وأتوب إليك💔

🔹لقد كانت هذه الرؤيا العجيبة رحمةً لي من ربّي حتى لا أخسر دنياي وآخرتي، فإن رضا الله مرتبط بالإحسان إلى الوالدين، كيف نسيت كلام الشيخ فواد عندما أخبرني عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله : "من أصبح مسخطًا لأبويه، أصبح له بابان مفتوحان إلى النار"

🔸في تلك الليلة أرضَيتُ أمي وعاهدتها أني سأتغير، سأعود إن شاء الله أفضل مما كنت، علي رضا الذي كان حُلم أبيه الشهيد أن يكون من الصالحين ومن أنصار الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف..

🔹ودّعتُها ودخلتُ غرفتي.. وقفتُ على شباكي الذي كنت أناجي منه مولاي صاحب الزمان.. وبكل خجلٍ نظرت ناحية الأضواء المتلألئة من بعيد وهمست :
▫️ هل إلى رضا قلبك يا مولاي من سبيل ؟

سيد حسيني

كنت في أنتظارك 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن