|١٠|حَفل.

56 12 23
                                    

فتحتُ عَينَاهَا بِبُطئ أثر عَدم إِعتَادِها على الضَوْء المُنبَعِث مِن الشُرفَة،وبَعد ثَوانِي قَلِيلة إِستَطاعت فَتحهَا بالكَامِل،لتَرى إِنها نائِمة بِحُضن نايل على الأرِيكَة.

هيَّ حتى لا تَتذكر كيف إنتهى بِها الأمر نَائِمة!
خَرجَت بِبُطئ مِن بين ذِراعَيهَ لِكَي لا تُزعِجهُ،لَكِنَها تَفاجَأت بِهُ يَجذِبها مِن خَصرِها لتَعُود مُجددًا لوضعِهَا.

"صَباح الخَيْر عَزِيزتِي."نبس بِنُعاس وهو يُقبِلها على وجنتِها،فَنَمت إِبتِسامة على ثَغرِها،ثُمَ أردفت:"صَباح الخَيْر نايل."

"أكُنتَ مُستَيقِظ مُنذُ مُدة؟"سألتِهُ فأُومِأ لَها نَابِسًا:"أجل،لكِنِي فَضلتُ البَقاء هُنا لمُرقبتِكِ..بالمُناسبة أنتِ تَبدِين فَاتِنة حتى وانتِ نائِمة."

شَعرت بِالخَجل قلِيلًا،فَهيَّ مِن هَؤلاء النَاس الذِين لا يَستطِيعوا الرد على هذا النَوع مِن الحَدِيث.
فَإِبتسمت لهُ بِلُطف وحَاولَت التَحدُث:"أنـ..اشكُركَ..اعني،أُحبُكَ..."

وَضع أنامِلهُ علِي شَفتاهَا ليَتحدث هُوَ:"أعلم أنكِ لا تَستطِيعِي الرد لِيليَان..لا بأس،وانا أيضًا أُحبُكِ كَثِيرًا."
إِعتدلا فِي جلستِهُم لتقُول هيَّ:"سَأذهب لأُحضِر الإِفطَار.."
ثُمَ طَبعت قُبلة خَفِيفة على وجنتِهُ،وتَرجلت مِن بين حُضنَهُ هَارِبة مِن ذَلِك المَوقِف،فَهِيَّ لَيست مُعتَادة بَعد على نايل كَحبِيب!

فكَيف لِشَخص كَان بِصَدِيقُكَ المُقرب وتتعَامل مَعهُ بِحمَاقة غَير مُبالِي بِشيء،أن يُصبِح حَبِيبُك على حِين غَرة تتَعامل مَعهُ بِطَريقة مُختَلِفة وتَتبادلَان القُبل بَين حِين والآخر وأحَادِيث الأحِباء تِلكَ؟
الأمر صَعب أليسَ كَذلِك؟

***

"لِيزِي،هل يُمكِنكِ فَتح البَاب مِن فَضلُكِ؟"صَاح نايل مِن مَكتبِهُ،لتَقف هيَّ مِن مَكَانِها ذَاهِبة للبَاب بُخُطى سَائِمة،وفَتحت البَاب لتَجِد أن زِين صَدِيقُهمَا،فَإِعتلت إِبتِسامة لَطِيفة ثَغرِها:"زِين،يا إِلهِي،أشتَقتُ لكَ!"

قَهْقهَ مُعانِقِها لتَقف على أطرَاف أصابِعها لتُبادِلهُ،بَينما هو يَقُول:"كَاذِبة أيَتُها اللعِينة الصَغِيرة."

إِبتَعدت عَنهُ مُوبِخاهُ:"اللعنة زِين أنا لَستُ بِصَغِيرة،انا بالرَابِعة والعُشرون!!"
تَخطَاهَا عَابِثًا بِشَعرَها،ليُردِف:"لا يُهم..انا أكبر مِنكِ على أي حَال.."فرَفعت لهُ إِصبعِها الأوسَط دُون أن يَراهَا او كَما ظُنت هيَّ..

"رَأيتُكِ.."قال بِبُرود وهُو يَبحث بِعينَهُ عن نايل؛لتُحَمْحم هيَّ بِبعضٍ من الحَرج..

"لِيليَان أقتَلتِي نايل! أم طَردتِهُ مِن مَنزِلهُ؟أين هو مُختفِي واللعنة!!"
صَاح زِين بِدرامِية،ليَخرُج نايل مِن مَكتَبِهُ نابِسًا بِتَذمُر:"لِمَ تَفتعِل الضَوضَاء زِين،أنتَ مُزعِج.."

وَهَج المَاضِّي.Where stories live. Discover now