Blonde: 10

3.3K 224 54
                                    


أشقر:  الفصل العاشر
































في اليوم التالي، وقف سيد الظلام وسط حديقته الخاصة، محاطًا بالورود السوداء والحمراء التي تنمو في تناسق دقيق، وكأن الطبيعة نفسها تخضع لإرادته.

كانت الأزهار تتمايل بخفة مع النسيم البارد، تتنفس الحياة من حوله في هدوء شبه مقدس. بدا المزاج الذي يحيط به مختلفًا عن المعتاد؛ كان ثمة شيء مبتهج يكمن في عمق نفسه، حيث ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة، صادقة وغير متكلفة، تشع من قلبه كما لو أن شمسًا خفية تضيء داخله.





خطا سيد الظلام ببطء بين صفوف الورود، وقد تدلت ملابسه السوداء الفضفاضة حوله بانسيابية تشبه تلك التي تمتاز بها عباءة الليل. كانت خطواته ناعمة، كأن الأرض تحت قدميه كانت تسعى لعدم إزعاجه. امتدت يده ببطء نحو وردة سوداء مخملية، مائلة رأسها قليلاً كأنها تستجيب لوجوده. داعب بتأنٍ إحدى بتلاتها، عيناه تراقبانها بتمعن.

تبع هذا الفعل لحظة صمت. كان صمته متأملًا، فقد انشغل ذهنه بما حدث بينه وبين إيفا في الليلة الماضية. بدأ يعيد تذكر تلك اللحظات الغريبة بينهما؛ كيف نظرت إليه بعينيها اللتين تحملان في أعماقهما خيوطًا من التردد، ثم شعورها بالانجذاب الذي لم يكن قادرًا على مقاومته. حتى في خدرها، كانت قادرة على العبث به..


ابتسم بشكل أوسع قليلاً وهو يمرر يده على وردة حمراء هذه المرة. الوردة كانت زاهية، نابضة بالحياة مثل مشاعره الجياشة تجاه إيفا. تلك الوردة، بلون الدم، عكست رغبته الكامنة. هناك شيء فيها، في روحها المتمردة وجمالها غير العادي، أثار شيئًا مظلمًا وعميقًا في كيانه. شيء لم يكن حبًا بالطريقة التقليدية، بل كان هوسًا يتغذى على قوتها وصمودها أمامه.

ظل يتجول بين الورود، يتفقدها وكأنها جزء من ذاته. عادت أنامله لتلامس وردة أخرى، و في عقله تتردد أصداء ما قالته له إيفا في الليلة الماضية. كانت نبرتها تحمل شيئًا من المقاومة، لكنها أيضًا لم تكن خالية من الفضول. لم تكن مقاومة كاملة، بل أشبه بصراع داخلي بين رغبتها في رفضه وبين شعور غامض يجذبها إليه.

Blonde || JJKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن