Blonde : 13

2.9K 175 109
                                    

أشقر:  الفصل الثالث عشر

أشقر:  الفصل الثالث عشر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.








دخلت إيفا إلى غرفتها بخطوات متثاقلة، كأن ثقلاً هائلاً قد سُكب في قلبها. الصباح كان مشؤومًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تلك الأشعة الخافتة التي تسللت عبر النافذة لم تحمل معها الأمل بل المزيد من الحيرة، والندم الذي يغلي في قلبها.

قضت الساعات قبل بزوغ الفجر في الحديقة الخاصة، تائهة في ظلام أفكارها. لم تستطع الهروب من الطريقة التي انسحب بها سيد الظلام، كيف تحول إلى ظل يتلاشى في العتمة بعد أن رفضته مرة أخرى. وكأنه لم يكن حاضراً من الأساس، وكأن وجوده كان سرابًا، ولكن عينيه... عينيه لا تزالان محفورتين في ذاكرتها، نظرة لم تستطع أن تهرب منها.

ارتعدت وهي تقف في منتصف الغرفة، غارقة في صراعها الداخلي. لقد تلاعبت بمشاعره، أوهمته بقبولها فقط لتسحب الحصيرة من تحت قدميه في اللحظة الأخيرة.

لماذا؟ هي نفسها لا تفهم. كانت تظن أنها تملك زمام الأمور، ولكن كلما اقتربت منه، كلما شعرت بأنها تفقد نفسها. هو كان الغموض المتجسد، الجاذبية القاتلة، ولكنها كانت غير قادرة على مجاراته، لأنها بالكاد تفهم نفسها.

بحركة سريعة و عشوائية، نزعت ثوبها الحريري بفوضوية، وألقته على الأرض بلا اهتمام. لم يكن يهمها أي شيء الآن، فقط شعور الخوف الذي يتزايد في صدرها. سارت مباشرة نحو الحمام،  تحاول الهروب من كل تلك المشاعر التي تكاد تغرقها.

أدارت الصنبور ، وتركت الماء البارد يتدفق. دخلت تحت المرش دون أن تنتظر حرارة المياه لتعتدل، كانت تحتاج إلى صدمة.

أغلقت عينيها بإحكام، محاولة أن تجد في البرودة ما يعيد إليها توازنها. شعرت بوخز الماء وهو يضرب جلدها، ولكنه كان بعيدًا عن تخفيف الأوجاع التي استوطنت قلبها.

كان جسدها يرتعش، ليس فقط من البرد، بل من التوتر الذي يتملكها. كان الماء يتدفق، يغمرها، وكأنه يحاول أن يمحو الذكرى الأخيرة التي حدثت في الحديقة، ولكن بلا جدوى. كلمات سيد الظلام، نظرته، وصوته العميق الذي همس في أذنيها قبل أن تبتعد عنه... كل ذلك لا يزال ينبض في عقلها.

Blonde || JJKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن