Blonde: 04

5.5K 306 43
                                    


أشقر: الفصل الرابع








بينما كانت إيفا تقود السيارة، تعطل المحرك فجأة و توقف، مما تركهم عالقين في وسط طريق مظلم و خال يقطع غابة كثيفة. كان الليل قد حل بالفعل، وكان الضوء الوحيد يأتي من المصابيح الأمامية الخافتة للسيارة ومن وهج القمر الخافت الذي يتسلل عبر الأشجار.

كانت إيفا  في حيرة من أمرها. حاولت تشغيل السيارة مرة أخرى، وهي تدير المفتاح مرارًا وتكرارًا، لكن في كل مرة يصدر المحرك صوتًا كما لو كان على وشك التشغيل، كان يتعثر ويموت. بدا الإحباط والقلق على وجهها وهي تحاول مرة أخرى، لكن السيارة ظلت صامتة بعناد.

وضع جيك كتابه وسأل "ماذا حدث؟"

أجابت إيفا، التي شعرت بضيق مفاجئ في صدرها وشعور متزايد بعدم الارتياح " لا أعرف... ما اللعنة!"

بعد أن شعر جيك بضيقها، حاول طمأنتها. قام بفك حزام الأمان واستعد للخروج من السيارة لفحص المحرك

"لا بأس، سأخرج لأرى ما حدث.. "

لكن إيفا أمسكت بيده سريعًا، وكان صوتها مشوبًا بالانزعاج والخوف "لا تنزل يا جايك! "

عبس جيك من رد فعلها

" هل تريدين أن نبقى عالقين هنا حتى الصباح؟"

هزت إيفا رأسها، واتسعت عيناها بمزيج من الخوف

" أشعر بشيء سيء بالقرب مني. لا أعرف ما هو، لكن لا تنزل.. من فضلك!"

كان حدس إيفا يصرخ في وجهها بأن هناك خطأ ما. لم يكن الأمر مجرد تعطل السيارة؛ لقد كان شعورًا عميقًا ومقلقًا ينخر في دواخلها. شعرت بضيق في صدرها، وكأن يداً خفية تضغط على قلبها. جلدها وخز بالقشعريرة، واندلع عرق بارد على جبهتها. بدا أن الغابة من حولهم تقترب، والظلال أصبحت أكثر قتامة وأكثر خطورة.

عندما رأى جيك الخوف الحقيقي في عينيها، قرر ألا يجادل. لم يكن يريد تخويفها أكثر بإصراره. مرت نصف ساعة، ولم يقطع الصمت في السيارة إلا حفيف أوراق الشجر في الخارج. أصبح جيك مضطربًا بشكل متزايد وقرر أخيرًا فحص المحرك على الرغم من تحذيرات إيفا.

بمجرد أن فتح الباب، هب نسيم بارد، مما جعل إيفا ترتعش. لكن لم تكن البرودة هي التي أرسلت الرعشة إلى جسدها؛ لقد كان الهمس الخافت المخيف الذي حملته الريح معه. كان صوتًا يبدو وكأنه قادم من أعماق الغابة، همسًا يتحدث عن الخطر والأعين غير المرئية التي تراقبهم.

Blonde || JJKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن