Blonde: 16

2.4K 152 152
                                    

أشقر: الفصل السادس عشر



أشقر: الفصل السادس عشر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.














كان الليل قد خيم على المكان، وهدأ كل شيء حولها، حتى صوت الرياح بدا خافتًا، وكأنه لا يريد إزعاج السكون الذي يحيط بها. إيفا كانت تغفو بعمق على سريرها، وقد غطتها طبقات من الدفء الذي يمنحه الفراش. لكن فجأة، خُرق هذا السكون بصوت ضجيج خافت، كأنه آتٍ من عالم بعيد.

فتحت عينيها ببطء، بين الحلم واليقظة، لتجد نفسها جالسة وسط السرير، تلتقط أنفاسها وتسأل نفسها كيف وصلت إلى هذا الوضع. لحظة غياب تام للعقل، ثم بدأ عقلها يستوعب، تحاول أن تذكر كيف عادت إلى هنا، كيف نامت... لكن كل تلك التفاصيل تبدو وكأنها قد تبعثرت في غياهب النسيان.

نظرت حولها، كل شيء كان هادئًا، الغرفة غارقة في الظلال، لكن هذا الصوت الخافت ظل يتردد في سمعها، يشبه تمتمات خافتة أو حفيف أوراق يثير في نفسها إحساسًا غامضًا بالقلق.

أنصطت للحظات، لتكتشف أن الصوت يبدو كأنه ينبعث من زاوية الغرفة، من خزانتها التي ظلت مغلقة منذ مدة طويلة.

ضيقت عينيها بشك، و نهضت من سريرها ببطء، وقد أثارت حركة شعرها حول وجهها هالة من الأنوثة التي تلتف بطبقات من الغموض.

تقدمت بخفة، تتجنب إزعاج هذا الضجيج..

وقفت بجانب الخزانة للحظات، تستجمع شجاعتها. ترددت، ثم رفعت يدها ببطء نحو المقبض البارد، كأنما تتوقع أن تلتف يد أخرى حول يدها، تمنعها من فتح هذا الباب الغامض.

وأخيرًا، بشيء من التحدي والخوف الممزوجين، أدارت المقبض بحذر، وفتحت الباب على مصراعيه.

داخل الخزانة، لم يكن هناك سوى فراغ مطلق... ظلام عميق، كثيف، لا يمكن تفسيره. لم يكن مجرد خلو، بل كان أقرب إلى بوابة سحيقة، كأن الفراغ نفسه يناديها، يهمس لها بأن تعبر، بأن تغامر في عوالم لم تطأها قدم بشرية.

Blonde || JJKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن