٢- الا تتعبين؟

11.9K 428 8
                                    

-اتظنين ان بامكاننا ان ناخذ مصلحة الطفلين بعين الاعتبار ؟
وحملق ماكس فى هذه المتطفلة فى مطبخه وهو يعجب لشعوره البالغ بالحاجة اليها . رغبته فى ان يخنقها تعادل قوة الرغبة التى راودته ذات مرة فى ان يعانقها ! الرغبة الاولى كانت طبيعية تماما ، وكان يشعر بها طوال الوقت ، اما الثانية فشكلت صدمة له
هذه هى فوبى صديقة اخته الجامحة . كانت رؤيته لها تدفعه لان يصر باسنانه . وهو ، فعلا يصر باسنانه الان
كان شعرها المتمرد الذى يتدرج لونه من الاشقر الى البنى مكوما فوق راسها وفى وسط هذا الشعر وجه وردى اللون تميزه عينان سوداوان . كان لها وجه عفريت صغير ، بذقن مستدق الرأس يوحى له بالتحدى على الدوام ، وتمتمت وهى تمضغ الشطيرة : انا اعطى الاولوية لولديك
-لا اظن ذلك
وانتقلت نظراته من وجهها الى ثيابها غير المتناسقة . كانت ملابسها العليا ذات لون وردى متالق للغاية ما جعل عينيه تؤلمانه ، فيما قميصها الاخضر يتناقض معها بشكل كريه ، وهاهى تاكل بهدوء بينما جيك وجوش واقفان ينظران اليها جائعين . كيف يفيد هذا الطفلين ؟
-اهدا يا ماكس
كانت فوبى قد بلعت ما فى فمها من طعام ثم استعدت لتناول لقمة اخرى ضخمة
-انا اريد رعاية كاملة للولدين على مدار الساعة ، رعاية تقدمها مربية كفؤة وليس مخلوقة عجيبة اشبه بجنية جائعة لا تعرف سوى التحدث بحماقة بشكل قد يجعل الولدين يصرخان فى الليل!
وكأن ماكس بحاجة الى مزيد من الهموم . فى الواقع ، لم يخلق ليكون أبا ، وهو لن ينسى المشاكل التى واجهها عندما حاول ان يربى اخته كاثرين بعد موت والديهما . بعد اسابيع قليلة من المحاولة ، توسلت اليه اخته ابنة الاثنى عشر عاما كى يعود الى العمل لساعات طويلة . بعدئذ جاء دور جيك وجوش ليصبحا تحت رعايته لكنه لم يصادف اى نجاح ... لعله ناجح فى كسب المال لكنه فاشل جدا كرب اسرة ، وكلما اسرع فى وضع ولديه تحت رعاية جيدة منظمة وعاد الى عمله كلما كان ذلك افضل بالنسبة للجميع
عليه اولا ان يتخلص من هذه المرأة التى اسمها فوبى . لكنه ما لبث ان شعر بالندم ، لعلها تأكل لانها جائعة ، فهى تبدو اكثر نحولا مما رآها اخر مرة ... متى ؟ منذ سنة اشهر . اليس لديها ما يكفى من المال ؟ هذه الفكرة جعلت الغضب يعود فيتملكه وهو يتذكر كيف كانت ترفض عرضه كلما اراد ان يتاكد من اكتفائها ماليا
كانت صديقة كاترين ، وهو لديه الكثير من المال ... لكن فوبى تبقى على الدوام ، عنيدة متصلبة لا تريد ان تصغى الى كلام كهذا ... حتى الى اكثر الاراء حكمة . كان يمكن ان تقبل منه بقرض لكى تستقر فى بيت خاص بها ثم تتعلم مهنة ما ، لكنها رفضت واخذت تتنقل من عمل الى اخر بحسب مزاجها
-ما الذى كانت كاترين تفكر فيه حين دعتك للمجئ الى هنا ؟
ولم مازال هو يقف هنا سامحا لهذه المهزلة بان تستمر ؟
فكرت بذكاء وهو ما يبدو انك فقدت القدرة على القيام به حاليا
ولعقت قطرة حليب على جانب فمها فتقلصت معدته
ولم يهم لما يحدث له هذا . هذه فوبى لعنه حياته ، انه لايراها مثيرة . لكن مشاعره اخذت تكرر انه كذاب .... كذاب ...
-انا لا اخاف من الشطائر الكبيرة
-ولا انا
تقدم الصبيان من فوبى بخطوات ثابتة وذقن مرفوعة . منذ وصولهما الى البيت اى منذ اسبوع وهما يلعبان ويصرخان من دون توقف ويجريان ويهشمان كل ما تصل اليه ايديهما ، وكان ابوهما يتساءل دوما عن نوع الانفجار التالى . قد تجعل فوبى ولديه يتكلمان ، لكن طرقها يمكن ان تقود الى المشاكل ، ومن الافضل ان يتخلص منها الان . سمرها بنظرة غاضبة واشار الى غرفة الجلوس : اذا انتهيت من تدمير مطبخى تماما ، علينا ان نتحدث
-ليس الان
ابتسمت له بلطف ، لكن التهديد التمع فى عينيها الزرقاوين
-لايمكن للمرء ان يترك شطيرة كبيرة فى مكانها فقد تقفز فجأة وتهرب
-لا تجعلى منفسك سخيفة اكثر مما انت عليه فعلا
لقد سمع ما يكفى من حديثها السخيف هذا ... لكن الولدين ضحكا واخذا يهللان لثوان
ودار فى اعماق ماكس صراع . كيف سيتمكن من القيام بهذا ؟ انهما عاجزان للغاية ، وهما بحاجة اليه . كيف سيتمكن من ان يربيهما او بالاحرى ، يجد من يربيهما ؟ ويكون على مقربة بحيث يسد النقص ؟ شخص يسمح لهما بالاستمتاع بحياتهما والشعور بالسعادة ؟
قال جيك : انا اكل هذه
فاضاف جوش : وانا ايضا
همهمت فوبى لكنها تقدمت منهما تشاركهما الشطيرة الضخمة وعيناها تلمعان برضى
وبعد لحظات ، كان ولداه ياكلان ووجهاهما يطفحان سرورا
شرب كل منهما كوبا من الحليب ، وبينما كانت فوبى تجمع الاطباق المتسخة وتضعها فى الحوض وقف ماكس يحدق فى ما يحصل بذهول وقد تسمرت قدماه فى الارض
لم يمض على وجود فوبى هنا سوى دقائق ، واذا بها تتمكن من جعل الطفلين ياكلان من يدها . هذه المعجزة الصغيرة ... كيف حدثت ؟ لم يكن لديه وقت ليفكر اكثر فحالما انتهى الولدان من الاكل والشرب حتى تدلى راساهما فسارعت فوبى للعمل وهو تقول : ثياب النوم النظيفة الى الحمام ، يا ماكس
وحملت الطفلين ثم ابتعدت بهما
لحق بها ماكس حاملا ثياب النوم ، فوجدها قد غسلت وجيهما وخلعت عنهما ملابسهما فالبستهما ملابس النوم ووضعتهما فى فراشهما قائلة لهما : سانام فى الغرفة المجاورة لغرفتكما حيث يمكنكما ان تناديانى اذا كان الفراش غير مريح او لاى سبب اخر
واتجهت الى الباب وهى تضيف : انا اعرف غرفتى لاننى سبق ونمت فيها كثيرا من الليالى من قبل ، ليلة سعيدة
ولوحت لهما بيدها وهى تبتسم ابتسامة عريضة ثم خرجت من الباب وهى تجر ماكس معها . احتكاكها به جعل جسمه يرتعش
-سيصيحان قبل ان تلتقطى انفاسك
وقف فى الممر منتظرا ان يسمع صراخا او صيحة غضب او خوف لكنه لم يسمع شيئا
ووجد ماكس نفسه يواجه خيارين ، اما ابقاء فوبى واما طردها من منزله ، وكانت رغبته فى الامرين متماثلة فقال لها بخشونة : انا من التعب بحيث لايمكننى التفاهم معك الليلة
كانت خشونة صوته تماثل شعوره نحوها . انها صديقة اخته المفضلة
-لا استطيع ان اتركهما نائمين لاعيدك الى المدينة كما ان البستانى الجديد خرج الليلة ولن استطيع ان اطلب منه ذلك . سيكون عليك ان تبقى هنا الليلة
-لا داعى لان تشكرنى الان
وتجاوزته الى الغرفة التى كانت تستعملها كلما جاءت لزيارة اخته وهو امر لم يعد يتكرر مؤخرا ، قبل ان تضيف : انا ادرك ان كبرياءك قد جرحت الان . اذهب لتنام وربما ستتمكن غدا من ان تتقبل فكرة اننى احسن ما حدث لك هذا الاسبوع
-لن تبقى هنا
لكن كلماته هذه ذهبت عبثا لانها كانت قد صفقت الباب فى وجهه
اخذ يحدق فى الباب . من تظن نفسها على اى حال ؟
كان هذا صوت تحطم ضخم . فى الواقع ، لم يبد هذا مهما حتى التفتت فوبى لترى الخراب ، فهتفت : لقد وقعت فى ورطة الان
كانت يدها على مقبض باب سيارة ماكس الضخمة الرباعية الدفع تستعد للخروج عندما تذكرت ما لديها وكانت نسيته لجزء من الثانية ، وهو انها ليست وحدها
لم يتردد الطفلان فى ان يذكراها بوجودهما وقال جيك الذى استطاع ان ينزلق من مقعده فى السيارة ليتمكن من رؤية شرفة البيت الريفى المحطمة : لقد حطمتها . سيجن ماكس ... سيجن ، يجن ، يجن !
عبست فوبى فى المرآة وهى ترى الوجهين الضاحكين المتشابهين مفكرة فى روعة ان يشعرا بكل هذا الامان والسعادة ما يجعلهما يعبران عن نفسيهما . قالت : ماكس هو ابوك يا جيك وكما قلت لك مرات عدة اليوم ، عليك ان تناديه باباوليس ماكس . كما انك لا تدرى ان كان سيجن لانه لم ير الضرر بعد
كانت فوبى تعلم انه سيغضب ، لكن هذه ليست مشكلتها الان ، لقد نجحت اليوم ايضا اذ ايقظت الولدين والبستهما ملابسهما ثم اخرجتهما من البيت لتدع ماكس ينام
ارغمت نفسها على قيادة سيارته الضخمة الى اقرب مدينة كبيرة بالرغم من خوفها ، واشترت للطفلين فطورا بما بقى لديها من نقود تقريبا . لقد فعلت هذا ككله لمساعدته . ولكن هل سيفكر ماكس فى هذا الان ؟ انها تشك فى ذلك . لم تشأ فوبى ان تعترف بانها تريد ان تنال استحسان ماكس على مجهودها الاضافى هذا . ما الفائدة من ذلك ؟
وركلت الفرامل بقدمها باحباط ... انه ذنبه اذ ترك المواد الغذائية تنقص بهذا الشكل ، فلا حبوب فطور فى الخزائن ولا حتى الحليب كما لم تجد خبزا او فاكهة
ورفضت ان تعترف باى مشاعر اخرى مثل القلق او الخوف او الشعور بالذنب . هذه المشاعر كانت فى ما مضى حين كانت مراهقة لا تشعر بالاستقرار ، خصوصا هنا ، تحت نظرات ماكس التى تراقبها على الدوام . وتمتمت بان صداقة كاترين كانت تستحق ذلك . انما ثمة امر واحد عليها ان تفعله ، ان تصل الى ماكس قبل ان يصل هو اليها .
وقالت بملامح جادة للغاية : جيك ، جوش . انتظرا هنا حتى اخرجكما ، اياكما ان تتحركا ، مفهوم ؟
نزلت فوبى من السيارة الى حيث هواء الصباح المنعش ببرودته وتنفست بعمق . لمحت شابا يعمل فى احدى الحظائر بعيدا ، لكن لا بد انه لم يرها . اتراه ... البستانى الجديد ؟
ما الذى كانت تفكر فيه وهى تقود السيارة بتلك الطريقة ؟ هذا حسن ، فلتذهب لمواجهة العاصفة الان . وفيما اتجهت نحو المنزل ، جاء ماكس متجهما ، وفى عينيه نظرة تنذر بالسوء .
كان يرتدى بنطلون جينز وقميصا اسود مقفلا بدا وكأنه لبسه على عجل ، وقد تشعث شعره من الفراش لتوه ، وحدثت فوبى نفسها بأن تهدأ وتتماسك لتنهى الامر كعادتها
-لم لا يدهشنى ان ارى سيارتى تصعد الى الشرفة ؟ الشرفة التى اصبحت مهشمة الان تماما . آه ، صحيح . هذا لانك فى المنزل
تحولت نظراته الى طفليه اللذين كانا لايزالان يحدقان ضاحكين من فوق ظهرى مقعديهما
-كنت اعلم انك ستؤثرين عليهما بشكل سئ وها هو ذا البرهان . لم يمض حتى اربع وعشرين ساعة على حضورك . لا اظنك ستحاولين شرح ما كنت تفكرين فيه
-كنت اعلم انك ستتصرف بهذا الشكل
لعلها اخطأت قليلا فى هذه المسألة بالذات ، لكنها لم تشأ ان تعترف بذلك
وتقابلا وجها لوجه اسفل الشرفة
-ما الذى جعلك تاخذين سيارتى وتتلفين الاشياء بها
واشار الى السيارة ثم الى الضرر الذى تسببت به واضاف : انظرى ماذا فعلت . انت تعلمين انك لست سائقة ماهرة ، ما كان لك ان تصعدى اليها قط
-لو كنت سائقة سيئة ، وانا لست كذلك ، فعليك ان تلوم نفسك
ايظنه ان ما حدث جعلها سعيدة ؟ لقد حدث هذا عن حسن نية
-انت من حاول ان تعلمنى القيادة ، لكنك اظهرت انك لست بالرجل الذى يجيد عمله . فى الواقع انا اخذت السيارة لاساعدك
-لا افهم كيف ان تحطيم السيارة سيساعدنى ، ولمعلوماتك لقد واجهت الموت منذ اشهر لكى اعلمك القيادة . ويبدو ان هذه هى طريقتك فى شكرى
انه يحملها الذنوب كلها ، ولم لا يفعل ؟ ورفعت اليه وجهها الذى بدا عليه التجهم : كنت اشترى مواد بقالة ، الثلاجة فارغة
-وهل هذا ذنبى ؟ انت اكلت كل ما فى المطبخ الليلة الماضية
اخذ يتاملها من راسها حتى اخمص قدميها ، من السروال الجينز الازرق الى الحذاء والجورب ، ثم رفع عينيه عائدا الى القميص البرتقالى اللامع ، وبلغ منه الغضب اقصاه : انت فوضوية
-وانت غير عقلانى على الاطلاق
رد ماكس ببطء ووضوح : اذا كنت غير عقلانى فلآنك تثيرين اعصابى كلما تقابلنا فنبدا بالصراخ على بعضنا البعض
كانا من القرب من بعضهما البعض بحيث استطاعت ان تنظر فى عينيه وترى الغضب العاصف عندما حدق فيها ، وانقطعت انفاسها وحاولت ان تسيطر على سخطها . لا اريد ان اعانقه !
-سادفع لك تكاليف اصلاح سيارتك وشرفة منزلك يا ماكس
وابتعدت عنه وهى تهز بيدها وكانها لم تشعر بالانزعاج لقربه هذا منها . فوضع يديه على وركيه : لاباس ، ساتكفل انا بهذا كله . كيف جئت الى هنا امس ، بالمناسبة ؟
لم يهتم بذلك ؟ هزت كتفيها وردت : بايقاف السيارات المارة
فقال مستنكرا : هذا خطر
-ايقاف السيارات ليس خطرا حين تعرف السائق او السائقة
ونظرت خلفها مضيفة : ولا تحاول ان تلهينى . سوف ادفع نفقة اصلاح السيارة والشرفة ، انا اتحمل مسؤولية تصرفاتى بعكس بعض الذين اعرفهم
-اتعنين الوالد الجديد ؟
وحذرتها لهجته ، لكنها اومات وردت : نعم ، بالضبط . اتساءل عن رأى اخر صديقاتك بالضيفين الجديدين فى بيتك ؟
-ما من ....
وهز راسه ، ثم انفجر قائلا : ها انت تنتقديننى مرة اخرى . الا تتعبين ابدا ؟
فوكزته باصبعها فى صدره : انا لا افعل هذا بدون سبب
بدا هذا منذ وصولها الليلة الماضية ، او بالاحرى منذ اخبرتها كاترين ان ماكس اكتشف فجأة انه أب . ربما من الافضل ان تصرح بذلك وينتهى الامر : لم يسبق لك ان كنت من النوع الملتزم ، اليس كذلك ؟ حبيبة تلو الاخرى ، تودع الواحدة منهن عند اول اشارة منها الى انها تريد علاقة طويلة الامد . لا عجب فى انك لم تعلم انك أب ويدهشنى الا تهتم بامر كهذا
ووكزته باصبعها مرة اخرى : هل تريدهما حقا يا ماكس ؟ انت لا توحى بذلك
عندما نطقت بتلك الكلمات ، ادركت انها تمادت ، وتمنت لو تستطيع ان تستعيدها . فقد ارتسم الجمود على ملامح ماكس وقال بصوت ببرودة الثلج وهو يمسك بذراعها : اظن ان الوقت حان لتصمتى قبل ان افقد اعصابى . اما بالنسبة الى حياتى العاطفية فهى ليست من شانك
فقالت متظاهرة بالشجاعة : هل يفترض بى ان اخاف ؟
حملق فيها ببساطة : لعلها فكرة جيدة
-حسنا ، انا لست خائفة ابدا
وجذبت ذراعها من يده فتركها . لكنها لم تستطع ان تدع هذا الحديث ، فتابعت مدركة انها تثير موضوعا حساسا : هل تنكر انك تحاول فقط ان تبعد ولديك عنك وتوكل رعايتهما لمربية ، وبهذا يمكنك ان تتجاهلهما ؟ لايمكنك ان تدفن نفسك فى العمل فقط ، مدعيا ان لا وجود لاى شئ اخر
مضت لحظة لم ينطق فيها باى كلمة ، وعندما تكلم جاءت كلماته باردة : سافعل ما فيه مصلحة ولدى وهذا ، يا فوبى امر لن ابرره لك او اتفاوض معك حوله
ورغم انه بدا غاضبا الا انها شعرت بانها المته . تملكها الندم فمدت يدها اليه : ماكس
تجاهل اليد وتراجع الى الخلف ، ثم اشار الى السيارة : لقد تملك الضيق الولدين . ربما عليك ان تخرجيهما من السيارة ، اذا ما انتهى هذا الحديث
عضت شفتها : وماذا عنك ؟ ماذا ستفعل الان ؟
-سادخل الى البيت واجرى اتصالات بحثا عن مربية جديدة
لم تشأ الرحيل رغم انها لم تظهر ذلك ، اليس هذا غباء منها ؟ ان تبقى هنا وتدور فى الانحاء ؟ وهذا ممكن اذا ما وطدت صلتها بولدى ماكس لكنها ستتالم عندما تضطر لان تتركهما
حاولت فوبى السيطرة على غريزة الامومة لديها لكنها عجزت
كما انها رفضت الاعتراف بانها ربما لاتريد ان تترك ماكس
-افعل ما تظنه الافضل يا ماكس . كل ما يهمنى هو ان اشعر بأن ولديك فى ايد امينة وهذا امر اريد ان اتاكد منه تماما
هز راسه : هل انا بحاجة حقا لان اذكرك ان هذا امر لا يعنيك ؟
هذا صحيح ، ولم تجد ما تقوله فالولدان ليسا ولديها وليس لها اى حق فيهما رغم انهما احتلا زاوية من قلبها بظرفهما وحدة مزاجهما
لا ينبغى على فوبى ان تشعر بهذا الانجذاب نحو ماكس ايضا ، حتى لو كان الشعور جسديا فقط
-يمكنك ان تقول ما تريد لكن هذا لن يغير موقفى مثقال ذرة
وبادلته التحديق ، متاكدة من انه لن يخمن انه لمس منها وترا حساسا حين قال كلامه الاخير
-احقا ؟ سوف ننظر فى هذا الامر
واستدار ماكس على عقبيه ثم ابتعد

الابوة الملائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن