جعلتني أستيقظ مرة أخرى على الساعة السادسة ..
قفزها المزعج على السرير و تكرارها لنفس السؤال حتى أقوم :" هل تريد القهوة ؟ "..
أزيل الغطاء بسرعة و أحاول النيل منها لازعاجي ، لكنها تختفي ...
و عندما أنزل لتناول الفطور ، تكون في المطبخ مرتدية المئزر و تسألني إن كنت أحب البيض بعيون أم مخفوقاً ..
أعد كوب القهوة الخاص بي و أستمع لدندنتها و هي تغسل الأطباق ...
تحرك خصرها بانسيابية كأنها في حفلة راقصة ، تماماً كأول مرة رأيتها ، أكثر فتاة حركة و نشاطاً ..
أرتدي بدلة العمل ، و تساعدني في وضع ربطة العنق ، و تطبع قبلة خفيفة على خدي قبل خروجي ..
أغلق الباب و هي تلوح لي ..
ألتفت لجانبي و أراها بجانبي مرتدية أجمل الثياب ، مبتسمة ، تمسك بيدي و تبدأ بثرثرتها ..
أمر بمتجر الزهور ، و أشتري وردة صفراء ، كما تحب ، و أقصد إلى الحديقة العامة ..
أتخطى الحديقة و أذهب للمقبرة ، تبتسم و تقبلني على خدي ، و تذهب راكضة لقبرها ، و أتبعها ..
أضع الزهرة و أدعو لها ، كما وعدتها ..
يومياً عليّ وضع زهرة على قبرها ...
تعانقني للمرة الأخيرة في يومي و تتمنى لي يوماً سعيداً ..
و هي لا تعلم أن سعادتي ذهبت منذ رحيلها ...
