ثرثار ...

573 46 5
                                        

" و طراااخ قمت بضربه على عنقه بقوة و جاء أبي و أطبق عليه و قيد يديه ، لكن أخي الصغير بدأ بالبكاء المدوي ، المضحك في الأمر أن أمي أحضرت المكنسة و ضربته بقوة بها ، كان يجب عليه ألا يحاول السرقة من عائلة مثلنا ، لو رأيتما مظهره بعدها هاهاهاها ... "

ها هو مجدداً يستمتع برواية قصصه الغريبة عن عائلته ، لم يسكت من ربع ساعة ، بقيت و صديقي ماهر نستمع له بدون أية كلمة معارضة أو محاولة اسكات ، لكن يبدو أن الكيل قد طفح ، فقد قام ماهر و قال :" اااخ تباً لك اسكت ، من الصباح و أنت تزعجنا بقصصك التافهة عن عائلتك ألن تسكت ؟ و بالمناسبة رويت لي هذه القصة خمس مرات على الأقل و في كل مرة تزداد الدراما و لا أعلم كيف !!! " ..

ضحكت و أشرت لماهر بالجلوس و قلت :" لا عليك أنا أحب قصصه فهي مشوقة " ، انتفخ خدا يامن و قال :" بالطبع قصصي مشوقة لشخص يكره عائلته ! و الآخر فقدها و يعيش تحت ظل عمه ! " ، انتفض ماهر من جملة يامن القاسية و هم لضربه ، لكني منعته ، قبض على يديه و قال :" أرأيت كيف وصفك ؟ ألن تخرسه للأبد ؟ أنا لا يهمني أن يتتكلم بسوء عني أو عائلتي لكن ... "

هدأت من روعه و قلت :" هذا شيء عادي ، دائماً ما نمزح بهذا الخصوص ، و الآن لنكمل حفل المبيت "

نظرا إلي بسخرية و قالا :" أنت تمزح صحيح ؟ هذا ليس حفل مبيت ، سنعود قبل منتصف الليل " ، نفخت خدي و رددت :" تباً لكما لا أحد يريد البقاء بجانبي " ، و بدأت بالحركات التمثيلية ، و ضحكا بقوة ، فعدنا لأحاديثنا المعتادة ...

رن هاتف يامن ، و علت ملامح وجهه الصدمة حين رأى من المتصل ، قام من فوره و خرج مسرعاً من بيتي دون أن يغلق الباب وراءه ، ذهب ماهر لاغلاق الباب ، و فيما هو يغلقه قال :" أتعلم ؟ إنه يفعلها دائماً ، يخرج بسرعة من كل اجتماعتنا ، ولا نعرف السبب للآن ، بربك ! أتعلم كم سنة مضت على صداقتنا ! كنا أصدقاء حتى قبل أن نتعرف عليك ، لكن للآن لا زلت أجهل الكثير من الأمور بشأنه "

همهمت بهدوء ، عاد ماهر و جلس للحديث الطويل ، و لحسن حظي أصبح السهر حفل مبيت بالفعل ...

استيقظنا متأخرين ، جيد أنه ليس لدينا محاضرات في الصباح الباكر ، كان ماهر يبحث عن نظارته بيأس وسط كل المخلفات التي سببناها ، و كان يردد :" آدم أين أنت ؟ إن كسرت النظارة فستكسر أمي عنقي " ، لسوء حظه أنا ذلك النوع من البشر الذي يجلس لنصف ساعة ، بعد الاستيقاظ من النوم ، فاقداً لذاكرته ، قمت أترنح لا أعلم وجهتي ، و دست على شيء ...

أجل ما دست عليه ما تطننونه ، نظارة ماهر ، تجمدت عروقي و نظرت إليه بخوف ، سمع هو أيضاً صوت الطحن ....

تعرضت لأقوى لكمة في حياتي ، لذا سأدعكم تتخيلون منظر خدي الأزرق و أنا أسير في الجامعة برفقة فتى يتخبط بكل شيء أمامه ....

مجموعة قصص قصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن