كنت في السابعة عندما بدأ ذاك الشيء يظهر لي .. سأعتبره شيئاً لأنه مخلوق غريب، يشبه الفأر، لكن أبشع ...
أول مرة رأيته كانت عندما خرجت لألقي النفايات في الليل ، كان ينظر لي من بعيد ، عيون لامعة ، لو رأيتها في عمري الحالي لقلت أنه يريد أن يبكي .. رأيته و تسمرت في مكاني ، جمد الخوف عروقي ..
اقترب مرتها لأرى شكله بدقة ، عيناي لم تكذبا ، سرت رعشة كهربائية بجسدي جعلتني أهلع و أنا أبكي لأمي؛ حدثتها عن الأمر و لكنها قالت أنه يمكن أن يكون كلباً .. تكررت رؤيتي له ، و كان الخوف يزيد ، في كل مرة أراه يقترب إلي أكثر من موقعه السابق ، حتى بت لا أكذب أبداً ما أراه ..
ذات مرة كان يقف لدى الباب ، في الصباح الباكر ، عندما كنت ذاهباً للمدرسة ، لم يتحرك، عيناه تفترس عيني ، شعرت أنه يريد مساعدة ما ...
لكني كنت طفلاً ! ماذا عساي أن أفعل وقتها ؟! كل ما قمت به وقتها هو الصراخ ، صراخ هيستيري، جاءت أمي و تبعها أبي ، كلاهما يحاولان تهدأتي بدون أن يعلما ما خطبي .. تغيبت عن المدرسة في ذلك اليوم ، رعبي صار أسوأ ، لدرجة تعرضي لحمى في الليل و أصبت بحالة التبول اللاارادي ، و أرق في ليال ، استمر الأمر أسبوع لحين قرر والدي أخذي للطبيب ، كانت النتيجة مجرد أمر طبيعي يحدث للأطفال في سني ..
معاناتي انتهت في يوم ماطر ، لكن أقسم أني بكيت عليه، كمن فقد شخصاً عزيزاً ، في ذلك اليوم ، و كاليوم الأول خرجت لألقي القمامة ، و حينها رأيته ، ملقى على الأرض بلا حراك في وسط الشارع، يبدو أن سيارة قد صدمته ، لم أتمالك أعصابي و بدأت بالبكاء ..
لم أعد أراه لكن تأثيره بقى ، و أنا أفتقده ..
