✿ الـفـصــل الأول ✿

25.3K 790 251
                                    

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

كَبرنَا في هذِه الحيَاة و ذُقنَا حُلوُها و مُرُها و عشنَا فرحَها و حزنَها و تَقبلنَا ذلك و قُلنَا أن هَذه هِي

سُنة الحياَة إلا أن يَأتِي يومًا في حَياة الانسَان , يومٌ واحِد في عمْرِه يُغَير مجْرى حَياتِه و يُقلِبها رأسًا على

عَقَب و يجعله يَمرُ بظروفٍ تُعَكر صَفو اسْتقرارِه و آماَنه و تَسْلب منه السَّعادة التي لطَالما ارَاد تحقِيقهَا

فيُصبح الحُزن رفِيقه و مِلاذَه الدَّائم ...

✿ قبل خمسة أشهر ✿

استيقَظَت من النَّوم بكَسلٍ و هيَ تلعَن في سرهَا بكل غضبٍ علَى صوت صُراخ أمُ أحمد تِلك الجاَرة
الشَّمطاء التي لا تمُلُ أبدًا من المُشاجَرة مع صاحِب الدُّكان بسبب ضربِه لولَدِها المُفتعِل المَشاكِل
أزاحَت الغطاءَ عنها بإنزِعَاج و قَامَت من فراشهَا الدافئ بسخطٍ تسير حافية القدمين على الأرضية الباردة التي لم تهتم ببرودتها و راحَت تُغلقُ تلكَ النافذة المطلة على شارعهما المتواضِع بكل نزقٍ منهَا لعلَ ذلكَ الضجيج تَقُل أصواته بمجرد إغلاق أبواب نافذتِها

- أوه . . تبًا على هذا الحظ السيئ الذّي رمَانِي في حياة بائِسَة مع جيرانٍ كاللَّعنة

أردفت بإنزعاج و صوتٍ مسموع محمل بنبرةٍ نَعِسة و هى تتجه نحو الحمام تغسِل وجهَهَا كي يَخُف غضبها قليلا و تستَعِد للذَّهاب الى عملها فها هي عطلة إجازتها القصيرة قد إنتَهت بسرعةٍ كبيرة و مازَالَت هي لحد الآن لم تكتفي من النوم بعد ..


بعدَ استِحمامِهَا السَّريع ارتَدَت سروال جينز أسود و قميص ربيعي أبيَض اللَّون يُماثل لون
ح

ذائِهَا الرياضي و اكتَفَت بلَمِ شعرها على شكلِ كعكة و خَرجَت من غُرفتها بعدما أخذَت حقيبتها
صافقةً الباب وراءَها بسرعةٍ و هي تتَوجه الى المطبخ حيث تجد والدتها هناك تُجَهز الفطور
كعادتها . . .

- صبَاح الخير ياسمينتِي

قالتهَا بصوتٍ عالي مرح و هي تطبَع قُبلة عميقَة على خذِ أمها الواقفَة أمام موقد النَّار تسلِق
البيض من أجلها ثم تابعَت بسرعة و هي تسرق تفاحةً حمراء من مائدة المطبخ تنوي أكلها في
الطَّريق بينَما تصل الى العمل

- أمي لا داعي لتلكَ الوجبَة أبدًا فلَقَد تأخرتُ بالفعل عن العمل , وداعًا

لتصرخ ( ياسمين ) بعتَب و هيَ تضَع البيضَ على الطبق بسرعة كي تُقدمه لإبنتَها

- أيتها المجنُونة ! هل تريدينَ قتلِي بجنونك هذا يومًا ! تعَالِي و تناول أكلكِ أحسَن لكِ

و لكن لا حيَاة لمَن تُنادِي فلقد كانت تُحدِث نفسَها كالمجنونة فقط و هي تسمَع صوت صفقِ باب
المنزل يُغلق بقوة دليل على ذهاب ابنتهَا المتهورة

- يالله صبِرني على هذه الفتاة المعتُوهة

قالتها ( ياسمين ) بتَنهد و هي تخرُج من المطبخ في طريقهَا الى غُرفة فتاتها توضِبَها و تُرتِبها

.............................

جَالِس في قاعة الإجتمَاعات الواسِعة برجُولَة طاغيَة و وسَامة جذَّابة و جسَد ذو بُنيةٍ عريضَة يكادُ
يَجعَل قميصه الأبيض لبدلته السَّوداء تتَمزَق من عضلاته القوية الرّياضية التي تتَهاتف عليها
النِسَاء يسمَع بكل تركِيز و دِقَة الى طاقَم عُماله و اقتِراحاتهم المتعددة و أفكارهم المختلفة
للتَّجهيز الى المشروع القادِم لشركتهم المشورة ... رنِين هاتِفه الفَخم الموضوع على سطح
طاولة الإجتماعات جعَل الكُل يصمت احترامًا له فصَعَد بعيونه السودَّاء الباردة نحوهم و قال
بصوتٍ جلِيدي آمرًا إيَّاهم

- تَابِعوا

ليمتَثِل الجميع لأمره و قَام هو بفتح الهاتف و شَرَع في قراءة تلكَ الرّسالة بإهتمامٍ أخفَاه ببرودتٍه
المُعتَادة

[ سأَخرج للتَّنزه مع رفيقتي قليلاً ]

ردَّ على تلك الرسالة سريعًا و هو يعود بتركيزه من جديد الى الإجتماع بعدما وضع هاتفه جانبًا

                                    ................................. 

مُستَلقيَة على سرِير غُرفتهَا تنظُر الى ذلكَ الهاتِف الموضوع أمامهَا بشرودٍ و هي تنتظِر الرَّد منه
بشوقٍ كبير و قَليل من الخَوفِ إذَا رفضَ طلبَها و يفسَد نهارها بالكَامِل , تنَبَهت حواسَها و هي
تسْمع في تلكَ الرَّنة التي لم تدُم للحظَة تُعلن عن وصُول رسالةٍ ما لتَحمل هاتفها فورًا و
ارتَسَمت على شفتيَها ابتسامة واسعة جعلت أسنانها البيضاء تظهر و هي تقرَأ ردّه لرسالتَها
فراشَهَا

[ حسنًا عزيزتي اذهبي و لا تتأخري هناك مفاجأة لكِ ]

صرخَت بسَعادة و هي تعيد قراءة الرّسالة و ما لبَثَت طويلاً حتى وضعَت الهاتِف في أذنِها تنتَظر
الطَّرف الآخر يرفع السَّماعة و لم تعطِه الفرصة أبدًا للكلام لتقول بحماسٍ كبير

- فقط خمس دقائق و أكون جاهزة , لن أتأخر فاليوم سنستمتِع كثيرًا

و أنهَت المكالمة متجهة نحو خزانتها بسرعة البرق لتنتقي أفضل الملابس لديها للذهاب الى
وجهَتهَا .... ( يُتبَع )

الرجاء الدعم : ✿
👈 بتصويت
👈 بتعليق
أو
👈 منشن للأصدقاء @

ملاحظة : سيكون موعد تنزيل الفصول ( يوم الجمعة )

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

ثمن الخطيئة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن