✿ الــــفــــصـــل العشرون ✿

5.8K 292 28
                                    

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

كان الصمت يعم أجواء المكتب و أطرافه هو ينتظر جوابها على أسئلته و هي تشجع نفسها على إتخاذ القرار اللازم في نفس الوقت و كانت كل تلك المدة تتحاشى النظر إلى عينيه و هي تشعر بنظراته المسلطة عليها لا تنكر أبدا انها بكلامها قد أغضبته و كان ذلك جلي من نبرة صوته من كلامه الأخير معها لكن كان لها كل الحق في كل ما قالته و لم تندم على أي حرف واحد تفوهت به لكن هناك أمر وحيد جعلها تغضب منه كثيرا كيف قد يكون بتلك الأنانية ؟ فالبرغم من معرفته الحقيقة إلا أنه أخفاها و ترك ذلك القذر في عمله دون أن يطرده لماذا ؟ لتسخر فجأة في سرها فمن تكون هي حتى يُطرد مالك الإقتصاد مدير أفخم مطعم في المدينة لأجلها هي لأجل ناذلة فقط كان هذا الإستنتاج الأخير جعلها نوعا ما تتألم بداخلها فحين شعرت أنه إنسان ذو قلب إلا أن تصرفه هذا معها جعلها تعلم أنه مجرد من الإنسانية تماما فلم يأبه لأمرها أبدا و لم يكثرث لما حدث لها بالرغم من وجوده في تلك الغرفة و رؤيته لمعاناتها و هي يكاد يُعتدى عليها .. بلعت ريقها و جعلتها تلك الفكرة الأخيرة تندفع من أجل إتخاذ ذلك القرار الحاسم في ما ستفعله فبما أن كل شخص هنا تهمه مصلحته هي أيضا تهمها مصلحتها كثيرا و لا يهمها ماذا فعل وراءها بذلك العجوز فهذا لن يجدي فائدة معها طالما لم يطرده من هنا.. رفعت عيونها الجميلة له تنظر إلى هدوءه و فحمة عينيه التي لم تكن في مزاج لقراءة ما بداخلهما .. زفرت الهواء بقليل من الهدوء الممزوج بالتوتر و بنفس هدوءها عن الحالة الغاضبة التي كانت تعيشها قبل قليل قالت بنبرة واثقة من اختيارها فهذا هو الحل الأنسَب و السبيل الوحيد لإنهاء كل هذا الأمر فهي قد تعبت حقا من هذا لا تريد ان تُغامر من جديد فإذا حالفها الحظ في المرة الأولى و استطاعت أن تنجو و تنفذ من تلك المصيبة ففي المرة الثانية لن يحالفها الحظ أبدًا .. قهر كبير أحست به داخلها عند تلك النقطة فمالذي فعلته كي يحدث لها كل ذلك مالذي أخطأت فيه كي يفعل بها العجوز تلك الفعلة الشنيعة فهل حقا الناس سيئون لهذه الدرجة و عديمون الرحمة ليقسو قلبها فورا و هي تردف بحزم

- سأقول لكَ ماذا سأفعل

طالعها بتركيز شديد و حافظ على برودته بالرغم من ذلك الفضول الممتزج بالقليل من الخوف الذي أحس به مصدوم من حالته فكيف يمكن لهذه الفتاة الصغيرة بقامة القزم أمامه أن تُشعره بالخوف كيف يمكنها ان تجعل داخله يضطرب هكذا و هو الذي جعل الناس تهابه و تخافه بمجرد سماع اسمه .. قطع تفكيره الداخلي يسمعها و هي تلقي عليه قنبلتها بثقة عالية و بجدية ظاهرة على ملامح وجهها و لو كان يعلم كيف فكرت من ناحيته قبل قليل و بتلك الطريقة السيئة كان سيفجر رأسها حتما

- سَأستقيل عن العمل نهائيًا

ظل يحدق في عينيها لعله يرى القليل من التردد داخل مقلتيها الا انه لم يلمح شيئًا سوى تلك النظرات الواثقة و المتأكدة التي زادته إنزعاجًا ليتقدم منها بوجه مكفهرٍ و هو يقول ببرود

ثمن الخطيئة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن