✿ الــــفــــصـــل السَّابع و العشرون ✿

4.5K 231 9
                                    

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

قراءي الأعزاء لم ارغب في جعلكم تنتظروا أكثر , استمتعوا و فجروا الفصول بالتصويتات و دمتم سالمين

كل ما كانت تشعر به في تلك اللحظة الجمود فقط و كأنما الزمن توقف و أوقف حواسها معه حاولت كثيرا و جاهدت أن ترسل لعقلها اشارات للتحرك لكن قداماها خانتها و لم تتزحزح و لو شبرا واحد و هي ترى بأم عينيها السيارة البيضاء تقترب منها لتقذفها بعيدا و استسلم جسدها كليا لتلك الفكرة فما كان عليها فقط أن تنتظر إحساس الضربة التي ستأتيها بقوة و تجعلها تطير عاليا في السماء و من ثم تستقلبها الأرض بروح صعدت إلى خالقها , صرير حاد صدر من السيارة تعلن توقفها في اللحظة الأخيرة عن الإصطدام بذلك الجسد ليزيد إصفرار وجهها و تغرق ملامحها في صدمة عارمة و بقت على حالها تنظر بلا إستوعاب لذلك الشخص الذي كاد أن يخطف روحها و هو أيضا بدى لها و كأنه في أضعاف صدمتها حين لمحته ينظر إليها بنفس الدهشة و نفس الفزع الذي يقطن الآن داخل قلبها .. ترجل الرجل من السيارة بسرعة آتيا نحوها قائلا بقلق يفيض من نبرة صوته متجاهلا نظرات الناس المتسائلة و المدهوشة لما كان سيؤول عليه الوضع لولا تحكمه في الثانية الأخيرة بمكابح السيارة

- هل أنتِ بخير سيدتي ؟!

ثبتت عيناها عنه و طالعته كالصنم المتجمد في نصف الطريق من شدة الصدمة و الضغط الذي عاشته الآن ليطالعها بغرابة من أخفض قدميها إلى قمة رأسها و عاود سؤاله مجددًا

- سيدتي ؟ هل أنت على ما يرام ؟

رمشت ( ريتاج ) بسرعة و كأنها توًا فطنت لسؤاله المطروح و أردفت بشفتان مبيضتان و حنجرة أصبحت جافة للغاية

- أنا بخير .. أنا بخير .. لم يحدث لي شيئ

- هل أنتِ متأكدة !!

أخبرها و هو يطالع وجهها و تفاصيله لتفعل هي أيضا و بدأت للآن تلاحظ شكله جيدًا حين إستيقظت من سباتها و قالت مركزة على عيونه العسلية بملامح وسيمة و ما زاده أكثر جاذبية حين إختلط عسل عيونه بظلام شعره و لحيته

- نعم , بالفعل أنا بخير و لم يحدث لي شيئ , لا تقلق

بلع ريقه و بدى الهدوء قد اصطبغ عليه أخيرا و تكلم معتذرا لها

- أنا حقا أعتذر منكِ لقد سببتُ لكِ الفزع و أرجو أن تقبلي أسفي

إبتسَمت بجمود و هزت رأسها بالموافقة فلم يعد لديها القوة الكاملة للتحدث , قطعت تفكيرها سرعان ما رأته ينزل بجسده أرضًا يلملم أشياءها لتنتبه فورًا أنها قد رمت حقيبتها و مفاتيح المنزل دون أن تدرك حتى , ليعدل ذلك الرجل من وقوفه و قدم لها أغراضها بإبتسامة لتأخذهما بيدان مرتجفتان مازالتا متأثرين بما حدث ليردف برجولية

ثمن الخطيئة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن