✿ الــــفــــصـــل الثَّاني و الثلاثون ✿

5.1K 308 69
                                    

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

...لا ترحلوا دون ترك بصمة لوجودكم ..

ذلك الصباح كان على غير عادته تمامًا , كان صباح العاشقين و المحبين الذي زيَّن لهم الغرام الدنيا بألوانه العجيبة و الجميلة , سارت في رواق الشركة بالضبط في الطابق الذي تعمل فيه بوجه مشرق كشمس هذا اليوم و إبتسامة تعلوها السعادة و بريق الحب الذي يلمع من بؤبؤ عينيها فوداعًا للأحزان و همومه كل شيئ انقضى و بات رائعا , جلست على مكتبها بحماس شديد واضعة حقيبتها فوق المكتب و توجهت بيداها لذلك الجهاز اللوحي كي تذهب به ل ( إيهاب ) و تُعلمه بجدول مواعيده و طبعت تلك الأوراق من الكمبيوتر كي يوقع عليها و راحت تضرب الأرض بكعبها الأزرق الذي امتزج مع فستانها الأبيض المغطي بالدنتيل حتى أسفل ركبتيها و بشغف طفولي دقت الباب لكنها لم تسمع أي رد فأدارت مقبض الباب و تخطت إلى الداخل بقليل من الخيبة حين لم تجده و إستدارت للعودة إلى أدراجها لكنها شهقت بصدمة و هي تصطدم بصدره لترفع رأسها إليه ناظرة إلى إبتسامته التي تجعلها تذوب كالشمعة من كثرة وسامته و إعجابها بإبداع الله في تصوير شكله

- صباح الخير وردتي

احمر وجهها خجلا و تلبكت لأنها غير متعودة على كل هذا الغزل من الرجل الذي تحبه ليضيف بحنان غير راحم حالتها

- كنتُ أنتظركِ على أحر من الجمر

ابتسمت ( ريتاج ) و حاولت أن تخفي تأثيره الكبير عليها بقربه و كلامه و نظراته و آه من تلك النظرات التي ستُسقطها الآن أرضا و أردفت رافعة حاجبها

- حقًا ! إذن لما لم أجدكَ في المكتب حال وصولي

ليرفع يده مباشرة حاملا ملفا و أجابها

- هذا لأني كنتُ في مهمة لإحضار هذه الأوراق من مدير الإدارة

و إستدار فورًا مغلقا الباب عليهم بعدما تركته هي بعد دخولها مفتوح لتتلوى معدتها إثر تلك الفكرة التي طرأت على بالها خاصة حين طالعها بعدها برغبة عاشق من أخفض قدميها إلى قمة رأسها لكنه أردف بشيئ معاكس تماما لما كانت تريده عيناه

- هل أتيتِ لأنكِ إشتقتِ لي أم لأن العمل أتى بكِ ؟

ضربت صدره بتلك الأوراق التي تحملها بخفة و أخبرته بمشاكسة

- أكيد و بالتأكيد السبب الثاني

ليقهقه بخفة و هو يضع يده على خصرها من الخلف يحثها على السير معه و جلسوا متقابلين على الكراسي التي بجانب طاولة مكتبه قائلا بلطف

- إذَا أتيتِ لأجل العمل فهاتِ لي ما عندكِ

و صمت جالسا بطريقة رجولية بعثرتها فتأملته بإعجاب فحقًا أخطأوا حين قالوا الرجال قساة القلوب فهم لم يروا أبدًا قلب الرجل إذا أحَب لتبتسم له فورًا و ذهبت بأصابع يدها البيضاء الجميلة فوق شاشة الجهاز قائلة بجدية تملي عليه مواعيده

ثمن الخطيئة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن