💜إبنة عاقة💜

603 25 3
                                    


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
أصدر محرك سيارة أماني القديمة ضجيجا كبيرا قبل أن يتوقف تماما أمام فيللا والدها الكبيرة .. أعادت ظهرها إلى الخلف مسندة إياه إلى المقعد البعيد تماما عن الراحة .. وزفرت بقوة حامدة الله على وصولها سالمة الى البيت.

هذه الخردة القديمة التي اشترتها مستعملة وتقودها منذ أكثر من عامين بحاجة الى تغيير .. ولكنها مضطرة لإحتمال ضجيجها ومشاكلها حتى تدخر ثمن سيارة جديدة .. وهي مستعدة لقتل نفسها شنقا قبل أن تطلبه من والدها ..

فتحت الباب الكبير للسيارة بحذر وبطء خوفا من أن يسقط إلى جانبها على قارعة الطريق ولكن عندما ترجلت من السيارة .. اضطرت لصفقه بعنف كي تتأكد من إغلاقه جيدا.

كان الجو دافئا بالنسبة لإحدى ليالي منتصف شهر أكتوبر .. وضوء القمر الشاحب الذي اتخذ شكل هلال لم ينجح في تخفيف الجو الكئيب للمبنى المكون من طابقين . والمحاط بحديقة صغيرة..من الغريب أن تشعر كل مساء بأنها مرغمة على العودة الى المكان الذي ولدت فيه وعاشت قرابة الخمسة وعشرين عاما ..

نظرت الى ساعة معصمها .. التاسعة ليلا .. هذا يعني المشاكل .. فقد تأخرت 3 ساعات عن موعد عودتها المعتاد الى البيت .. لابأس .. لقد اعتادت على الجدال مع والدها العجوز كل ليلة تقريبا .. وربما ستفسد ما تبقى من ليلتها برؤية وجه ابن عمها الوسيم في حال كان موجودا ليناقش والدها في أمور العمل كالعادة .. ثم ترى وجهه الجميل مجددا في أبشع كوابيسها.

لمحت سيارته الأنيقة تقف خلف سيارة والدها .. فزفرت بقوة وقد أحست بالامتعاض .. إنه موجود .. ثم لمحت سيارة جودي البيضاء الصغيرة . هذا لا يعني أنها موجودة .. فغالبا ما تخرج برفقة خطيبها المتأنق الشبيه بالدمى المحشوة .. دون أن يحاسبها أحد على الوقت الطويل الذي تقضيه خارجا معه .. ما دامت الإبنة العاقلة والمطيعة في البيت.

زفرت بضيق متمنية لو أنها كانت تنتمي إلى عائلة أخرى تقل ثراء وتعقيدا عن عائلتها .. كانت أنوار حديقة المنزل مضاءة جزئيا .. بفوانيس صفراء منحت المكان طابعا خياليا وقد انعكست أضوائها على النباتات الخضراء التي اصطفت بتناسق حول ممر حجري مؤدي الى الباب.

دست مفاتيحها في قفل الباب الزجاجي الضخم وفتحته ثم دخلت
لجزء من الثانية تنفست بارتياح لعدم وجود لجنة الاستقبال التقليدية في انتظارها .. ولكن أملها خاب عندما هدر صوت والدها الجهوري يقول بصرامة :-
:- أين كنت حتى الآن ؟

رفعت عينيها نحو الرجل الستيني النازل عبر الدرج الرخامي الفخم الرابط بين الطابقين مستعينا بعصاه الثقيلة التي قلما فارقته .. وروبه المنزلي يحيط بجسده الرياضي الممتلئ.

تصلب جسد أماني بتوتر لرؤية والدها وانتظرت حتى أصبح يقف على بعد أمتار منها وكرر سؤاله الصارم :- ينتهي دوامك في تمام السادسة .. فأين كنت حتى الآن؟

حب💜 على أنغام المطر             حيث تعيش القصص. اكتشف الآن