🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
( تمام محفوظ) (تمام محفوظ )
ظلت جودي تخط الاسم لدقائق معدودة فوق أوراقها وهي تتظاهر بالدراسة .. منذ عودتها من عشائها الكارثي برفقة طارق وأصدقائها
لحسن حظها أن ريما لم تجد الفرصة لسؤالها عما حدث .. ولكنها ستراها غدا في الجامعة .. ولحظة الاستجواب قادمة لا محالة(تمام محفوظ) .. (تمام ) اسم غريب .. تذكرت ملامح عازف الجيتار الوسيمة والخيالية .. وفكرت بأن أي اسم عادي لن يليق به .. فهو رجل غير عادي .. بحاجة الى اسم غير عادي ..
يا الهي .. إنها تفكر به منذ ساعات .. وهاهي تبدأ برسم خطوط وجهه التي حفظتها عن ظهر قلب فوق أوراقها البيضاء .. لماذا لا تفكر بطارق .. طارق .. طارق .. رددت الاسم مرارا بصوت عالي ولكنها لم تنجح إلا في العودة الى ذلك الوجه الساحر لتمام .. ما الذي أصابها ؟. أهو توتر طبيعي تواجهه كل فتاة مخطوبة قبل أشهر من موعد زفافها ؟ فتظل في شك بصحة اختيارها للشريك .. وتظل ترى في كل وجه ذكوري بديل عنه ؟
يا للهول من الأفضل أن تبدأ بتأليف كتاب عن حماقتهاأجفلت للطريقة العنيفة التي فتحت فيها أماني باب غرفتها ودخلت قائلة بلهجتها الساخرة والجافة :- أنت هنا إذن .. لم أتوقع عودتك باكرا .. لا تقولي لي بأنك قد تشاجرت مع عريس الهنا .. فلست في مزاج جيد لمواساتك
اعتدلت جودي بقلق .. لم يكن من عادتها السكوت عن سخرية أماني .. ولكنها لاحظت بأن عدائية أختها لم تكن طبيعية هذه المرة .. أو أنها طبيعية أكثر من اللازم ؟ سألتها :- مع من تشاجرت هذه المرة ؟ مع أبي أم مع صلاح ؟
قالت أماني وهي تدعك شعرها الرطب من تأثير الاستحمام بمنشفة صغيرة ناعمة :- الاثنين معا .. هل تصدقين هذا ؟ الواحد تلو الآخر كان في انتظاري ليحيل ليلتي الساحرة الى جحيم
تأملتها جودي للحظات ثم قالت بهدوء :- لقد سمعتك تتقيئين بالحمام
وقفت أماني أمام المرآة التي توسطت خزانة الملابس الضخمة بينما تساءلت جودي بخفوت :- هل حاول أن يلمسك ؟
هتفت أماني بخشونة أظهرت كل البغض الذي يملأ قلبها :- كنت قتلته قبل أن يفعلصمتت للحظات طويلة وهي تنظر الى نفسها في المرآة .. ومن خلفها كانت جودي تتأمل بدورها أختها الكبرى .. ذات القامة الطويلة والنحيلة .. لقد فقدت الكثير من الوزن خلال السنوات السابقة .. ولكن نحولها لم يؤثر أبدا على جمال تكوين جسدها الأنثوي .. أو جمال وجهها المميز .. بل زاد من اخضرار لون عينيها الواسعتين .. ما منحها مظهرا جذابا وغامضا متناسقا مع شعرها النحاسي الأشقر القصير
كانت هذه هي إحدى المرات القليلة التي تبعد فيها أماني شعرها الكثيف عن صدغيها .. فظهرت لجودي وبكل وضوح آثار ذلك الجرح الذي امتد من منابت شعرها حتى أذنها اليسرى .. السنوات أحالتها الى مجرد ندبة بالكاد كانت ظاهرة للناظر عن قرب .. ولكن بالنسبة لأماني ما زال الجرح طازجا وينزف بغزارة
أنت تقرأ
حب💜 على أنغام المطر
Fiksi Penggemarنظر إليها بتأمل شعرها الأشقر الرطب الذي التصقت أطرافه بجبينها ووجنتيها.....واسترخائها الكامل تحت المطر فقال: سيدة الشتاء. رددت بإضطراب: سيدة الشتاء ابتسم بغموض قائلا: كان لها حبيب قاسي القلب بارد المشاعر... تشاجرا ذات ليلة ممطرة وه...