💜وداع💜

374 16 0
                                    


❄❄❄❄❄❄
تسلل صوت طارق إلى عقل جودي ليوقظها من شرودها بقوله :-
:- جودي .. أنت تعبثين بطبقك منذ دقائق
نظرت إلى طبقها الذي بالكاد لمسته ثم قالت بأسف :- لست حقا جائعة
التقت نظراتهما عبر المائدة المختارة بعناية في زاوية أحد أفضل مطاعم المدينة .. ثم سرعان ما أشاح كل منهما بعينيه بعيدا .. بالرغم من أن جودي تحاول جاهدة إصلاح الأمور مع طارق .. إلا أن الوضع بينهما قد تغير منذ قبلها أمام باب منزلها قبل أسابيع بناءا على طلبها .. شيء ما قد فقد أو كسر .. وتعرف جودي بأنها هي الملامة في هذا بعد تجاهلها القاسي وعديم الذوق لطارق لفترة طويلة ..
قال طارق محاولا كسر الارتباك الذي ساد بينهما :- يبدو أن ثمة ما يشغل بالك

ردت باقتضاب :- لا شيء.. مجرد مشاكل بسيطة مع أماني
همهم دون معنى وعاد يركز اهتمامه على طبقه .. لقد أدرك جيدا بأن اماني هي أحد المواضيع المحظر عليه مناقشتها مع جودي ..ولم يرغب بزيادة علاقتهما توترا وسوءا ..تنهدت جودي وهي تتابع العبث بطبقها دون ان تأكل منه شيئا ..على الأقل هي لم تكذب على طارق هذه المرة ..فما زال عقلها مشغولا باتصال أماني بها هذا الصباح ..

لقد كان صوتها متوترا وهي تتحدث بشكل غير مترابط .. فلم تفهم منها جودي إلا بان صلاح كان في شقتها ليلة الامس ..وعن زواجها بهشام
ما الذي قصدته بزواج سريع خلال أسبوعين ؟ بالكاد خطبت للرجل وها هي تتحدث عن زواج .. شعرت جودي بأن أماني لم تطلعها على كل شيء .. فمن الواضح أنها قد تشاجرت مع صلاح مجددا ..وهي لن تطلعها على التفاصيل كالعادة .. فمنذ وفاة والدهما .. وبالرغم من سوء معاملة صلاح لأماني فإن مشاعره الأخوية نحو جودي لا شك في صدقها .. وعمليا هو الشخص الوحيد المتبقي لها من العائلة ..وأماني لا تريد إفساد علاقتهما .. وهذا ما يدفع جودي للتفكير في الأسوأ .. ما الذي حدث بين صلاح وأماني ؟

ارتفع صوت ضحك جماعي صاخب من طاولة قريبة .. قطعت أفكارها وذكرتها بالرجل الجالس أمامها .. والذي بدا عليه التفكير العميق قبل أن يقول :- لقد قابلت صلاح قبل أيام .. وتحدثنا مطولا حول الزفاف
رمشت جودي بعينيها ورددت ببلاهة :- زفاف ! .. أي زفاف ؟
رد طارق بعصبية :- زفافنا انا وأنت بالتأكيد .. أم أنك نسيت بأنها النهاية الطبيعية لأي خطوبة

تنحنحت بحرج قائلة :- لا .. لم أنس .. ولكنك فاجأتني فقط .. لم أفكر بالأمر مؤخرا
قال ساخرا :- أعرف بأنني لا أخطر كثيرا على بالك في الآونة الأخيرة
احمر وجهها لسخرية طارق غير المعهودة .. وامتنعت عن التعليق .. فأكمل :- نرى أنا وصلاح بأن أفضل وقت لإقامة الزفاف هو الاسبوع الذي يلي انتهاء الامتحانات .. أي في شهر ...
قاطعته بتوتر :- أرى أنكما قد اتخذتما كل القرارات بدوت استشارتي .. ألا يحق لي إبداء رأيي في الموضوع ؟

قال ببرود :- وهل لديك أي مشكلة اتجاه الموضوع ؟.. أظن بأن خطوبتنا قد طالت بما يكفي .. أليس كذلك ؟
تململت بانزعاج وقاومت رغبة جامحة في الصراخ به عن عدم استعدادها لأي حديث عن الزفاف .. ولكنه محق .. فهما خطيبان .. أليس كذلك ؟ .. هي لا تخطط للبقاء مخطوبة إليه إلى الأبد .. عاد صوت الضحك الصاخب ليقطع تسلسل أفكارها .. فتناولت حقيبة يدها وقالت بعصبية :- سأغيب للحظات قليلة

حب💜 على أنغام المطر             حيث تعيش القصص. اكتشف الآن