💜أسد مريض💜

392 21 1
                                    


🌸🌸🌸🌸🌸
عندما دخلت جودي على والدها في غرفة نومه وجدته ممددا فوق سريره يحمل بين يديه مجموعة كبيرة من الأوراق .. منهمك في قراءتها .. قال مؤنبة :- ألم ينهك الطبيب عن العمل ؟.

رفع رأسه وأشرق وجهه الشاحب لرؤيتها .. ابتسم وهو يزيح الأوراق جانبا .. وينزع نظاراته السميكة قائلا :- أنا لا أعمل بل أقرأ بعض التقارير فحسب
وضعت صينية العشاء التي تحملها فوق منضدة صغيرة تجاور السرير قائلة :- ظننت بأن وجود صلاح في العمل كاف كي تريح عقلك قليلا من مشاكله
:- هذا صحيح .. ولكن حتى صلاح يحتاج أحيانا إلى الإرشاد

جلست إلى جانبه على طرف السرير قائلة :- أخبرتني الخادمة بأنك لم تتناول شيئا يذكر على الغداء .. لذلك قررت أن أطعمك بنفسي هذه المرة لأتأكد بأنك قد أكلت ما يكفي
ضحك.. ثم أتبع ضحكه بسعال متعب .. ثم قال بشحوب :- تجعلينني أنسى أحيانا من هو الوالد بيننا
نظرت إلى وجهه الشاحب بحزن وإشفاق .. من الصعب عليها أن تتخيل والدها القوي والصارم مريضا .. لاحظت نظراته إليها والمشبعة بالمحبة .. فتحرك قلبها على الفور بالعاطفة .. قال بحنان :- أنت تشبهينها كثيرا .. بجمالها ورقتها وحنانها

ابتسمت بسرور سعيدة لشبهها الكبير بأمها والذي أكسبها حب والدها المضاعف .. أحيانا كانت تشعر بالذنب لرضاها عن كونها طفلته المدللة .. في الوقت الذي ساءت فيه علاقته بأماني إلى أبعد حد .. قالت لتخفف من شعورها بالذنب :- أماني تشبهها أيضا
قال بهدوء :- لا.. أماني تشبهني أنا .. تشبهني تماما
عرفت بأنه لم يقصد الشكل الخارجي .. لم تتبين شعوره الحقيقي وهو يتكلم عن أماني إذ كان وجهه مغلقا لا تعبير فيه فقالت محاولة تليين قلبه :- إنها تعاني حقا لشجاركما يا أبي .. ألم يحن الوقت لتتصالحا ؟ لا تحاول الإنكار فأنت تريد هذا أيضا

صمت لدقائق طويلة ثم قال:- أتصدقيني القول يا جودي .. هل تعتقدين بأن صلاح ليس جيد بما يكفي لها ؟
ترددت في الإجابة .. أرادت أن تدعم أماني والرد بالإيجاب.. ولكنها لم تستطع الكذب على والدها فقالت مستسلمة :- لا
لطالما أحبت صلاح كأخ أكبر لها .. لطالما أحبها هو واهتم بها ودللها في صغرها .. وهو الآن في نظرها رجل وسيم وصالح .. وليس هناك ما يعيبه سوى المشكلة التي حصلت بينه وبين أماني قبل سنوات
هي أيضا لم تتقبل ما حدث .. ولم تسامحه حينها .. ولكن مشاعره نحو أماني ورفض الأخيرة القاطع له .. يمنحه بعض العذر لأي تصرف متهور من جانبه
قال والدها :- إذن ستساعدينني في إقناعها به

قالت بحذر :- لقد حاولت مرارا من قبل دون فائدة .. هل هناك ما يدور في رأسك ؟ هل تفكر بإرغامها على الزواج بالقوة ؟
دخل صلاح في تلك اللحظة بعد أن طرق الباب .. كان ممسكا بمجموعة أوراق نوى كما يبدو إطلاع عمه عليها .. ولكنه تردد عندما رأى جودي .. حياها بلطف ثم جلس على كرسي قريب بينما أجاب والدها على سؤالها :- أماني فتاة بالغة وراشدة .. ولا أحد يستطيع إرغامها على فعل ما تريده .. هل جهزت الأوراق كما طلبت منك يا صلاح ؟
أومأ صلاح برأسه .. بينما تابع والدها حديثه معها :- ولكن إن كانت قد أخذت مني ذكائي كما أرجو .فكل شيء سيكون على ما يرام. بعد محاولتي القادمة والأخيرة لإقناعها بصالحها

حب💜 على أنغام المطر             حيث تعيش القصص. اكتشف الآن