💜بين نارين💜

329 15 0
                                    


❄❄❄❄❄❄
عندما فتحت اماني عينيها في صباح اليوم التالي .. كان اول ما أحست به هو الارهاق الشديد والرغبة في العودة إلى عالم النوم المريح والخالي من الهم .. حتى نبهتها حركة قادمة من خلف باب غرفتها المغلق .. في تلك اللحظة .. تذكرت كل ما حدث في الليلة السابقة فهبت من السرير بذعر وفكرة عودة صلاح تكاد تفتك بها .. ولكن باب الغرفة ظل مغلقا .. والحركة المكتومة والمتقطعة لم تتوقف .. تسللت نحو الباب وفتحت جزءا منه بحذر دون أن تصدر أي صوت .. وعندما ألقت نظرة عبره حبست أنفاسها وعجزت عن الاتيان بأي حركة

لقد كان هشام هناك .. جاثيا على إحدى ركبتيه امام باب الشقة الخارجي يحاول إصلاح قفله المكسور.. لم يكن وجود هشام في هذا الوقت المبكر من الصباح هو ما أثار اضطراب اماني .. بل مظهره المدمر بعد أن تخلى عن سترته .. وحل أزرار قميصه العليا حتى الصدر .. ورفع أكمامه حتى مرفقيه مبرزا عضلات ساعديه القوية

أحست بخفقات قلبها تتسارع امام جاذبيته الجسدية الطاغية رغم المسافة التي تفصل بينهما .. لطالما أدركت قوة بنيته حتى من خلال ملابسه الانيقة .. ولكنها أدركت الآن وخاصة عندما اعتدل واقفا ليدير المقبض مختبرا جودته .. مدى بدائية ووحشية تكوين جسده الرجولي الضخم .. كان طويلا للغاية .. ولم يكن الطول الفارع بالصفة النادرة بين رجال مدينتها .. ولكن أن يترافق طول قامته مع كمال وضخامة عضلات جسده المفتولة جعله يبدو بعيدا عن رجل الأعمال الانيق الطبع والملبس الذي عرفته دائما .. لقد بدا في هذه اللحظة أقرب إلى ذلك الشاب الذي لم يترك عملا شاقا ومهينا إلا وقام به كي يطعم نفسه وعائلته

انسحبت بهدوء مغلقة الباب خلفها . واستندت إليه بظهرها محاولة تهدئة خفقات قلبها المجنونة .. ما الذي أصابها ؟ .. لم تعتد أبدا على النظر إلى الرجال بهذه الطريقة المتفحصة والمقيمة .. حتى أثناء معرفتها لفارس .. لم تحتل جاذبيته الجسدية جزءا كبيرا من تفكيرها .. فهي بالكاد الآن تستطيع تذكر ملامح وجهه

تذكرت ما حدث ليلة الأمس والدعم الذي قدمه هشام لها .. لا يمكنها أن تتخيل ما كاد يحصل لو لم يصل في تلك اللحظة .. تكره الاعتراف بهذا .. ولكن ديونه عليها قد زادت كثيرا .. وما تخشاه هو ان يأتي ذلك اليوم الذي تصل فيه حاجتها إليه إلى حد المرض ..

تذكرت تعاطفه معها وتفهمه .. لقد تحدثت للمرة الاولى عما حدث بينها وبين والدها مع شخص غريب ببساطة وراحة .. وبدون تفكير .. والمصيبة أن رده عليها كان ما تحتاج إليه بالضبط
كلما زادت معرفتها به .. كلما أدركت مدى كمال صفاته ومثاليته .. إنه الرجل الذي ربط نفسه بها أمام الناس لينقذها من صلاح .. وينقذ سمعتها التي تلطخت في المدينة دون ان يطلب مقابلا لنفسه

وحتى الآن لم تر منه أي تصرف سيء ومعيب يثلج صدرها ويزيد من قناعتها بعدم وجود رجل يستحق احترامها
أخذت نفسا عميقا لتستعيد هدوئها .. ثم بدلت ملابسها استعدادا لمواجهته .. وعندما خرجت من غرفته أخيرا.. كانت تبدو أفضل وقد ارتدت سروالا من الجينز وكنزة رقيقة

حب💜 على أنغام المطر             حيث تعيش القصص. اكتشف الآن