💜المنبوذة💜

420 20 0
                                    


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
.
خرجت ريما من قاعة الامتحان بعد خروج جودي بدقائق قليلة .. بحثت عنها مطولا لتجدها في النهاية تجلس وحيدة على حافة أحد أحواض النباتات الحجرية المحيطة بالكلية .. تنشد بعض الدفء من حرارة شمس بعد الظهر .. جلست إلى جانبها قائلة بحماس :- هل تصدقين مدى سهولة الأسئلة ؟ لم أشعر بالوقت وأنا أكتب وأكتب دون توقف .. كيف أبليت ؟
هزت جودي رأسها دون أن تنظر إلى صديقتها .. ثم أخذت نفسا عميقا وهي تقول :- لا تسأليني عن الامتحان فأنا لا أذكر حرفا واحدا مما كتبت
أطلت الشفقة من عيني ريما التي تفهمت عدم خروج جودي من أزمتها بعد .. وقد ظهر حزنها واضحا في ملابسها السوداء البسيطة .. ووجهها الخالي من الزينة .. أدركت بأنها لن تتحدث عن الامتحان أو حتى تسألها عن حالها حتى لا تذكرها بوفاة والدها ..

فسألتها محاولة إثارة بعض البهجة في نفسها :- ما هي أخبار طارق هذه الأيام ؟
قالت جودي بتعاسة :- وما أدراني ؟ لقد تشاجرنا قبل يومين ولم يكلمني منذ ذلك الحين
قالت ريما بقلق :- ما الذي حدث ؟
حكت لها جودي باختصار موضوع شجارها مع طارق .. فعبست ريما قائلة :- هو المخطئ بالتأكيد .. ليس من حقه الضغط عليك بهذا الإلحاح مع ظروفك الحالية
:- ماذا علي أن أفعل إذن ؟
:- تجاهليه .. لو أن بشار تصرف معي بقلة الإحساس هذه لامتنعت عن مخاطبته لأسابيع حتى يعود إلي راكعا على ركبتيه طالبا السماح
رفعت كلماتها من معنويات جودي وقللت من إحساسها بالذنب اتجاه طارق .. أتاهما صوت بشار يقول بسخط مصطنع :- يا لثقتك الشديدة بنفسك ..

وما أدراك بأنني ما كنت لأتجاهلك بدوري حتى تتوسلي إلي أن أصفح عنك
التفتت الفتاتان نحوه بذعر من وصوله المفاجئ .. ولكن ريما بذكائها الأنثوي المعهود .. وقفت تتأبط ذراعه قائلة بدلال :- كنت لألحق بك إلى آخر الدنيا وأتوسل إليك صبح مساء حتى تسامحني .. أنت تعرف بأنني لا أحتمل مرور يوم واحد دون أن أراك
قطب بشكل بدا مضحكا وهو يقول متظاهرا بالخشونة :- هه .. جيد أنك تعلمين من هو السيد هنا
:- أنت بالتأكيد يا حبيبي
ثم غمزت لجودي مما جعلها تضحك .. فقال ساخطا :- لقد رأيت تلك الغمزة .. أنت بحاجة إلى درس قاسي أيتها الآنسة المشاكسة
تأملتهما جودي مبتسمة وهما يتجادلان بطفولية حتى استسلما ضاحكين .. ثم استأذنا من جودي وتركاها بعد أن أكدت لهما أنها بخير .. وستعود فورا إلى البيت

وما إن غابا عن بصرها حتى عادت غمامة الحزن تظلل عينيها .. لا شيء يسير كما ترغب .. لقد توفي والدها .. وتشاجرت مع طارق .. وبالكاد تتبادل الحديث مع أماني .. وهاهي تخرج من امتحانها الأول دون أن تعرف كيف أبلت حقا
أخفت وجهها بين يديها .. وأسندت مرفقيها إلى ركبتيها .. فانسدل شعرها الطويل حول وجهها كستار أحمر داكن .. لم تدرك بأن مظهرها كان يدل على تعاسة كبيرة حتى سمعت صوتا هادئا يقول :- هل تحتاجين إلى كتف تبكين عليها ؟
شعرت بكل خلية في جسدها تخفق فجأة .. وبالاضطراب يصعد فجأة إلى فم معدتها .. لم تستطع تحديد حقيقة شعورها إن كان شوقا أو خوفا لوجود آخر شخص توقعت رؤيته في هذا الوقت

حب💜 على أنغام المطر             حيث تعيش القصص. اكتشف الآن