🌸🌸🌸🌸🌸
كانت جودي منزعجة حقا في صباح ذلك اليوم الذي افتتح فيه معرض الفنون في الكلية .. فلا احد ممن يهمها أمرهم قد تمكن من الحضور .. فكل من طارق وأماني مشغول بعمله .. ووالدها لم يغادر سريره منذ أسابيع .. حتى ريما لم تكن موجودة اليوم
ولكن ماخفف عنها ..هو الإقبال الشديد من الزوار على المعرض والاعجاب الذي قوبلت به أعمالها التي عرضت في زاوية صغيرة من المعرض
بالرغم من استمتاعها بالإجابة عن أسئلة المشاهدين حول لوحاتها ..إلا أنها لم تلبث أن بدأت تشعر بالضيق والاختناق من شدة الازدحام .. فما كان منها إلا ان كلفت أحد زملائها المشاركين بالمعرض بأخذ مكانها لدقائق .. وغادرت القاعة والمبنى كله وأخذت نفسا عميقا من هواء الصباح البارد .. لماذا عليها أن تغضب من تخلف عائلتها عن الحضور ؟ فهم قد شاهدو بالفعل لوحاتها قبل أن تقدمها للمعرض .. ولكنها رغبت بأن يشهدو النجاح الذي حققته ..
عادت بعد دقائق إلى الداخل .. حيث وجدت زميلها يقف بعيدا ويتحدث مع أحدهم .. فغضبت وهي تنظر إلى زاويتها حيث اجتمع بعض المشاهدين دون وجود من يمثلها .. فاتجهت إليه لتقطع حديثه مع مرافقه قائلة :- ألا أستطيع الاعتماد عليك لدقائق ؟
نظر إليها ثم إلى رفيقه قائلا :- أنا أيضا لدي ما أفعله يا جودي .. كما أنني قد أبليت حسنا .. بعت
إحدى لوحاتك قبل دقائق قليلة .. تلك التي تمثل القطة الحمراء
اتسعت عيناها واستدارت تلقي نظرة سريعة على أحب لوحاتها إليها ..ثم عادت تقول له بسخط :- كيف فعلت هذا ؟ لوحاتي ليست للبيع .. وخاصة تلك اللوحة
:- لم تخبريني بهذا .. على كل حال لم يفت الأوان بعد .. فالمشتري ما يزال واقفا أمامها .. تستطيعين الإعتذار إليه وسحب البيع
تمتمت ببعض الكلمات الغاضبة .. ثم اتجهت نحو الرجل الذي منحها ظهره وانهمك تماما في تأمل لوحاتها .. خففت سرعتها تدريجيا .. ولم تعرف سبب القلق الذي بدأ يتصاعد داخلها مع اقترابها المستمر من الجسد الطويل والنحيل
بدت الجاذبية الخطرة التي فاحت من الكتفين العريضتين المغطاتين بسترة داكنة أنيقة مألوفة .. أدركت بعد فوات الأوان بأنها يجب أن تهرب .. فعندما تعرفت إليه .. كانت قد أصبحت خلفه تماما .. ارتعاشة جسدها الخفيفة أثارت انتباهه بطريقة ما فاستدار ليواجهها وليؤكد لها مخاوفها
ظلت تنظر إليه للحظات طويلة وقد أسرت عيناه عينيها .. تلاشت الجموع من حولها واختفت الأصوات .. جمدتها نظراته مكانها وهي تتفحص كل جزء من وجهها الشاحب .. ثم ملابسها البسيطة والأنيقة .. أحست بقلبها يخفق بعنف حتى خشيت أن يصل صوته إلى مسامع الرجل الواقف أمامها فيشعر بذعرها واضطرابها
حررها أخيرا من قيود نظراته .. وابتسم بهدوئه الواثق قائلا :- كيف حالك يا جودي ؟
سماع صوته ذي النبرة المنخفضة الجذابة أثملها .. لقد ظنت بأنها قد نسيت كيف يستطيع بنظرة أو همسة من أسرها والاستحواذ عليها .. أين شجاعتها وقوتها ؟ أين القرارات العديدة التي اتخذتها بشأنه ؟ والخطط التي وضعتها في حال قابلته مجددا ؟
استيقظت من سباتها وتراجعت خطوة وهي تنظر حولها بتوتر .. ثم سألته بحدة :- ما الذي تفعله هنا ؟
قال ببساطة :- أفي بوعدي .. ألم أخبرك سابقا بأننا سنلتقي قريبا ؟
نعم .. منذ أسبوعين بالضبط .. لقد ظلت تنظر حولها كل يوم منذ خروجها في الصباح وحتى عودتها إلى البيت مساءا خوفا من أن يظهر فجأة .. وهاهي عندما فقدت حذرها وجدته أمامها كما تذكره تماما .. وسيم .. جذاب .. وساحر .. أشار إلى اللوحة ليقطع أفكارها قائلا :- ولكنني لم أخطط لشراء لوحة .. لم أتوقعك بهذه البراعة
قالت بعصبية :- لقد ارتكب زميلي خطئا .. لوحاتي ليست للبيع .. أنا أعرضها فقط
لم تظهر عليه الدهشة .. وهو يعاود النظر إلى اللوحة .. تأملت جانب وجهه الوسيم بقلب خافق .. وفورا اشتعل داخلها حس الفنان .. وأدركت بأن هذه الوجه المثالي قد خلق ليرسم ويوثق .... ويعشق
عند هذه الفكرة الجريئة .. أخفضت رأسها فورا وقد تورد وجهها خشية أن يقرأ أفكارها .. سمعته يقول :- لقد عرفت بأنك ما كنت لتبيعي صورتك الشخصية لأي كان
أحست كمن صفع على وجهه عندما نطق بكلماته .. لقد رأى اللوحة الكثير من الأشخاص ولم يدرك أحدهم بأنها كانت ترمز إلى نفسها بالقطة الممدة بتكاسل فوق مقعد وثير مذهب .. وترفع رأسها لتنظر بعينين حائرتين إلى كل من يتأمل اللوحة
استمر في تأمل اللوحة قائلا :- نفس لون الشعر البني المائل إلى الحمرة .. والعينين الزيتونيتين بنظرتهما القلقة
حتى طارق لم يفهمها إلى هذا الحد .. لقد ابتسم عندما رأى اللوحة معبرا عن جمال القطة وغنجها .. ثم لم يتعب نفسه بإلقاء نظرة ثانية نحوها
تمتمت :- لماذا رغبت في شرائها ؟
اختفت ابتسامته وقال :- أحببت فكرة اقتناء صورة لك... وإن كانت على شكل قطة
تورد وجهها فأشاحت به بعيدا .. ظلا واقفين دون أن يقول أحدهما كلمة .. ارتفع الضجيج مع تزايد الوافدين إلى داخل المعرض .. لم تعرف جودي سبب تجمد ساقيها وعدم قدرتها على التحرك بعيدا عنه فمجرد الوقوف معه خطأ كبير
وإذ بأحدهم يصطدم بها . . فشهقت بقوة عندما وجدت جسدها يندفع تلقائيا نحو غريمها الذي أمسك بكتفيها قبل أن تصطدم بصدره .. تقلصت المسافة بينهما بشدة حتى تمكنت من سماع صوت أنفاسه العنيفة .. فارتعشت بقوة وقد أحست بدفء يديه يتسرب عبر قماش قميصها الرقيق ليصل إلى أعماقها .. مما دفعها لإبعاد نفسها عنه بسرعة قبل أن تفقد أعصابها .. سمعته يقول بخشونة :- لنذهب من هنا
نظرت إليه بذعر قائلة :- لماذا ؟
:- يجب أن نتحدث .. ولا أظن هذا هو المكان المناسب لنقوم بهذا .. لنذهب إلى كافيتريا الكلية
صاحت بحدة :- لا .. ليس إلى هناك
فنصف طلاب الكلية يعرفونها .. ورؤيتها مع شاب غريب وعلامات الارتباك ظاهرة عليها في وسط الكلية كفيلة بإثارة الأقاويل حولها .. وسرعان ما تصل إلى طارق
ولكن هذه المواجهة ستتم عاجلا أم آجلا .. ومن الأفضل أن تتم في مكان تختاره هي
قالت باقتضاب :- سأقابلك بعد نصف ساعة في مقهى أناناس .. هل تعف كيف تصل إليه
تأملها مليا فأحست بـأنه قادر على قراءة أفكارها ومخاوفها .. ثم قال بهدوء :- سأكون في انتظارك هناك
وعندما غادر .. أحست برئتيها تستعيدان القدرة على التنفس مجددا .. استندت إلى الجدار تقاوم الإعياء .. مجرد وجودها معه يسبب لها الإجهاد والتوتر .. هذه علامة واضحة .. أليست كذلك ؟ هذا الرجل خطر عليها .. كل شيء حوله يشير إلى هذا .. كيف ستذهب للقائه في مكان عام وهي لا تعرف عنه أي شيء سوى اسمه ؟ هذا إذا كان (تمام محفوظ) هو اسمه الحقيقي
أوقفت سيارتها في أحد الشوارع الجانبية القريبة من المقهى المنشود .. وترجلت منها بعد أن تأكدت بأن شعرها الطويل مرتب بعناية .. وأن زينتها المتقنة غير متكلفة .. رتبت قميصها الحريري الأنيق .. ثم سألت نفسها بإحباط عما تفعله .. أما كان من الأسهل عليها أن تتجاهله وترفض لقاءه ؟ سيمل في النهاية ويتوقف عن مطاردتها .. ولكن الفضول الذي قتل القط هو ما جاء بها إلى هنا .. تحتاج إلى أن تعرف المزيد عنه .. من يكون ؟ ماسر كل هذه الثقة بالنفس ؟ ما الذي يريده منها بالضبط ؟.. كانت تعرف بأنها إن استسلمت لهذه النزوة المجنونة فسرعان ما ستقع في النهاية .. فما تفعله الآن يعتبر بجميع المفاهيم خيانة لطارق .. ولكنها وصلت إلى هنا ولا تستطيع التراجع عند هذا الحد
ما إن دخلت إلى المقهى حتى التقت عيناها بعينيه .. كانت تأمل بأن يجلسا في مكان قصي لا يلفت الأنظار .. ولكنه اختار مائدة وقعت في منتصف المكان .. حيث يكونا على مرمى بصر الداخل والخارج .. وحتى المارق من أمام الباب الزجاجي المطل على الشارع
نهض واقفا بأناقة عندما لمحها واقفة عند الباب .. ولكنها أخذت وقتها في تأمله .. لاحظت فجأة كم يبدو مختلفا هذه المرة .. كان مايزال نفس الرجل الذي قابلته قبل أسبوعين .. الرجل الجذاب بلا مبالاته و وثقته بنفسه .. إلا أن ملابسه كانت أكثر أناقة هذه المرة .. اختفى عازف الجيتار البسيط .. وظهر الشاب الساحر اللعوب الذي يعرف تماما تأثيره على النساء
حسمت أمرها وخطت نحوه وقد عزمت على إنهاء الأمر بينهما قبل أن يبدأ .. وعندما لاحظ عبوس وجهها ابتسم .. وكأن توترها يسليه .. وكان لابتسامته تأثيرا خياليا إذ كادت تتعثر في مشيتها وتسقط أمامه
قال برقة :- لم لا تجلسين قليلا قبل أن تبدأي القتال ؟
رفعت حاجبيها بدهشة .. ثم أدركت بأن ملامحها كالعادة لا تستطيع إخفاء مشاعرها .. قال عندما جلست :- هل تشربين شيئا ؟
قالت بفظاظة :- لا .. أريد فقط أن أنهي هذا الأمر
قال ساخرا :- تريدين إنهاء الأمر قبل أن تصل أعين خطيبك إلى هنا .. أليس كذلك ؟
شعرت بانزعاج لقراءته أفكارها .. فسألته مباشرة :- ما الذي تريده مني ؟
نظر إلى عينيها المتمردتين بتمعن وقال بهدوء :- ما الذي تظنين أنني أريده يا جودي ؟
قالت بحدة :- لا أعرف.. ولا أريد أن أعرف . أريدك أن تبتعد عني وتكف عن ملاحقتي أو الاتصال بي
رسم ابتسامة جانبية صغيرة على شفتيه وهو يعلق :- كاذبة
توترت عندما اعتدل ليواجه هجومها قائلا بهدوء :- عندما التقينا ذلك المساء في المطعم .. حصل شيء بيننا .. لا أعرف ما هو .. ولكنني واثق بأنك قد شعرت به مثلي تماما .. أحسست تلك اللحظة بأنني أعرفك منذ سنوات طويلة .. لقد قدر لنا أن نكون معا يا جودي .. وهذا ما سيحصل
أثارت كلماته اضطرابها .. نعم .. لقد أحست بدورها بذلك الرابط الذي جمع بينهما في تلك اللحظات .. ولكن ما يقوله حول القدر .. ومصيرهما بأن يكونا معا مجرد هراء
يخيفها ألا يكون كذلك
قالت بتوتر :- هذا غير صحيح .. أنا حتى لا أعرف عنك شيئا
قال ببساطة :- أما أنا فأعرف عنك ما يكفي .. أنت جودي النجار .. ابنة رجل الأعمال المعروف .. تدرسين اللغة الانجليزية في كلية الآداب .. ورسامة موهوبة
ثم مال رأسه نحوها لينظر في عينيها قائلا :- وبمجرد النظر إلى عينيك يستطيع أي انسان أن يقرأ روحك .. أنت رقيقة .. شفافة .. رومانسية للغاية .. لديك أحلام كبيرة وجامحة تخفينها عن المجتمع المغلق الذي تعيشين فيه
حبست أنفاسها عندما رقت نظرته وهو يقول :- أستطيع تحقيق كل أحلامك يا جودي
أخفضت عينيها لاهثة وهي تشعر بيديها المضمومتين بشدة تعرقان .. سمعت صوته يقول برقة :-
اسأليني فقط .. وسأخبرك بكل ما ترغبين بمعرفته عني
ساد صمت طويل بينهما .. لم يتخلله سوى ضجيج بعض الرواد الشباب المندفعين إلى المقهى طلبا لعض الاسترخاء .. كانت مضطربة .. وكل خلية في جسدها تتجاوب مع كلماته .. وكل ذرة من كيانها تتوق لمعرفة المزيد عنه .. ولكن ما تبقى من رشدها ظل يذكرها بإصرار بأن ما تفعله خطأ .. خطأ كبير .. إنها لاتخون طارق فحسب بأفعالها وأفكارها .. بل تخون والدها الذي منحها ثقته العمياء .. فهي ابنته المفضلة التي ستحقق له جميع أحلامه وستشرفه أمام الناس .. وهاهي تعرض جميع خططه للخطر بالتسكع برفقة عازم جيتار لا يمتلك سوى وسامته وشخصيته المدمرة .. لا .. لن تقع في خطأ أماني الذي دمر جميع أحلامها .. وحطم علاقتها بوالدها إلى الأبد .. ولكنها لم تستطع سوى أن تهمس :- سأتزوج قريبا ب .....
قاطعها بضجر :- بطارق منصور .. أعرف .. ولكن ما أتوق لمعرفته هو إن كنت تحبينه أم لا ..
قالت متوترة :- بالطبع أحبه
:- كاذبة .. أنت لا تحبينه .. بل لا تحملين نحوه أي شيء من العاطفة .. ذلك الرجل لن يسعدك أبدا
قالت بحدة مدافعة عن نفسها :- طارق هو الإنسان المناسب لي
قال ساخرا :- بالتأكيد .. بمفهوم البيع والشراء .. إنه ثري وابن عائلة عريقة .. أخبريني كم دفع لك مهرا مقابل ما سيحصل عليه من متعة بعد الزواج
شهقت بعنف لوقاحة كلماته .. اختطفت حقيبة يدها و هبت واقفة .. فأسرع يمسك بمعصمها قبل أن تتحرك وهو يقول :- لا تتسرعي يا جودي .. قد تقضين حياتك كلها تتساءلين عما خسره كل منا لمجرد أنك تجاهلت قلبك واستمعت لصوت عقلك
اضطربت وهي تنظر إليه من علو .. إلى أصابعه التي التفت حول معصمها بإحكام .. إلى عينيه القاتمتين وملامحه المتوترة .. سرت في جسدها موجة غريبة من العاطفة .. وعرفت بأنها لن تصمد طويلا إذا ظل ينظر إليها بهذه الطريقة .. قالت بصوت أجش :- اترك يدي لو سمحت
التفتت الأنظار نحوهما باهتمام وفضول مما نبه تمام إلى مظهرهما الدرامي .. فنهض واقفا دون أن يتركها .. فانتفض جسدها لإحساسه بجاذبية الجسد الطويل على بعد بوصات عنها .. سحبها إلى خارج المقهى .. حيث خلا الشارع من أعين الفضوليين .. اقترب منها كثيرا هذه المرة فاستنشقت رائحة عطره الغامضة والمثيرة .. ففقدت كل صلابتها وهي تنظر إلى عينيه قال لها بخفوت :- عديني بأنك ستمنحيننا تلك الفرصة يا جودي .. سنلتقي مجددا ونتحدث كأي شاب وفتاة يلتقيان في الظروف الصحيحة ... وسيعرف كل منا الكثير عن الآخر .. عندها ستوقنين بنفسك بأننا قد خلقنا لنكون معا
همست لاهثة:- لا أستطيع أن أعدك
لمس ذقنها الصغيرة وابتسم برقة قائلا :- أما أنا فأعدك بأنك لن تكوني أبدا لرجل آخر
ابتعد عنها قليلا وهو يقول :- أما بالنسبة للوحة فأنا لم أعد أريدها بعد الآن .. لا أظنني سأرضى أبدا بأقل من النموذج الأصلي
بابتسامة واعدة ومغرية .. تركها ومشى مبتعدا
أما هي فقد لاحظت جيدا كيف ارتجف جسدها كرد فعل على كلماته وتلميحاته المتملكة .. هذا الرجل يريدها بأي طريقة كانت .. والمصيبة أن مجرد التفكير بهذا يجعل قلبها يرتعش باستسلام وترقب
احمر وجهها .. وتدفقت دموع الخوف الشديد من اكتشافها مدى ضعفها
وعندما بدأت بجذب المزيد من الأنظار .. قدرت بأن الوقت قد حان كي تهرب إلى ملجأ أمين يحميها من وساوسها .. إلى طارق .
----------------------------
الفصل انتهي.... 💜💜
توقعاتكم ورأيكم بالفصل 🌸
أنت تقرأ
حب💜 على أنغام المطر
Fanfictionنظر إليها بتأمل شعرها الأشقر الرطب الذي التصقت أطرافه بجبينها ووجنتيها.....واسترخائها الكامل تحت المطر فقال: سيدة الشتاء. رددت بإضطراب: سيدة الشتاء ابتسم بغموض قائلا: كان لها حبيب قاسي القلب بارد المشاعر... تشاجرا ذات ليلة ممطرة وه...