تأجيل من عزرائيل

199 22 17
                                    

كسر حاجز الصمت شيء لم يكن في الحسبان .. قدم لزنزانتي المتواضعة ضابط .. لم ألاحظ رتبته لأنه دخل زنزانتي و لم يكن يرتدي بذلته الميري بل كان يرتدي ملكي
" السلام عليكم يا بطل "
وعليكم السلام .. اتفضل ، معلش بقي المكان مش قد كدا زي ما انت شايف بس أنا للأسف معملتش حسابي اني استقبل ضيوف والله .. اتفضل يا باشا نورت ... "
جلس بجانبي و نظر في عيني " طبعاً انت عارف انك فاضل أسبوع و تبقي في مكان أحسن من هنا "
" الحمد لله يا باشا والله الحتة دي فيها إختلافات سعادتك بس ربنا يسهل الحال .. أقدار برضو "
" أنا جايبلك عرض من عزرائيل .. تأجيل للموضوع بتاعك ... "
أخرج سيجارة و عرض علي طبعاً
" لا يباشا مبدخنش والله .... وبعدين أنا داخل علي أيام مفترجة"
طبعاً مقدرش يمسك نفسه من الضحك .. ولع سيجارته
" يعني طفل من الملجأ ناس ربنا يكرمهم اتبنوه و أخدوه ابن ليهم ، و ربنا فتح عليهم و بعد ما مكنش في أمل يخلفو ربنا كرمهم و جابولو أخ
وبعد ما اخوه يوصل سن سبع سنين يلاقوه مدبوح .. تخيل كدا طفل عنده عشر سنين يرتكب جريمة قتل بشعة زي دي ... يروح الأحداث ياخد أقصي عقوبة للقاصرين ياخد ١٥ سنة في السجن ، يطلع من السجن يروح يدبح أبوه و أمه و كمان الطفلة اللي بيكونو خلفوها في فترة حبسه .... شخص أنهي عيلة كاملة أسرة كاملة انتهت كدا ..... "
" قصة بنت كلب يا باشا بس قدرهم .. خلينا في المهم يا باشا "
" بص يا سيدي ، معاك المقدم سامح سليم .. أنا قاصدك في خدمة و قصادها خدمة ليك .... لو عايز تعمل مفتاح هتروح لبتاع المفاتيح مش هتروح لنجار .. أنا في شخص مدايقني و عايزك تصفهولي .... انت ليه بقي
انت قتلت أربع أشخاص بنفس الطريقة ، عملت جريمتين بدافع نفسي بينهم ١٥ سنة بنفس الأسلوب و دي حاجة مميزة ... عايزك تقتل أربع أشخاص بنفس الطريقة ... تدبحهم بنفس الطريقة .. قاتل متسلسل مختل عقلياً هرب من السجن و كمل جرايمه بنفس الطريقة بتاعته .... فالشخص اللي عايزك تصفيه هيبقي انتهي كدا في طريقك و أنا لا غبار عليا ..... قصاد كدا انت بعيد عن حبل المشنقة "
" مش فاهم برضو يا باشا يعني إيه بعيد دي .. براءة يعني ، مش براءة "
" انت هتتعدم كمان سبع أيام معندكش حاجة تخسرها .. لو قتلت مليون واحد هيعدموك مرتين أكيد لأ .. إنما بعيد دي هتكون أثناء القبض عليه لقي حتفه .. و ورقك ينتهي و القصة تنتهي و تعيش حياتك و أنا أعيش من غير صداع .. قبلت الديل "
أومأت برأسي "قبلت يا باشا .. أكيد الحكومة عارفة مصلحتي أكتر مني "

أعطاني حبة برشام و أخبرني أن أبتلعها غدا ً ..
"حبة البرشام دي هتسبب ألم في البطن شبه بألم الزايدة فيتم نقلك للمستشفي لإجراء العملية و هناك ... هنشوف شغلنا "
كان يقصد أن أتمكن من الهروب نظرياً و سيتمكن من التواصل معي بطريقته
عندما و قف ليغادر بعد ان تم الاتفاق
" باشا ممكن طلب أخير بس ................"

الفاسدونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن