نيران من الأرض و نيران من السماء

40 14 0
                                    

أحضر أحدهم الميكروفون .. و لاسلكي أحد الشرطة .. ... ...
" أنا الهيستيري .. لكل من يسمعني .. من قاعة المحكمة .. القاعة محصنة أولاً .. ثانياً ..
نص الڤلل (جمع ڤيلا أكيد ) و البيوت وكل المنشآت في حي الأحلام مفخخة
الألغام موجودة في كل مكان في النص الشرقي لحي الأحلام اللي إحنا فيه دلوقتي
متسألوش إزاي  و ليه .. لأن ببساطة مفيش وقت للكلام .. كمان عشر دقائق هفجر عشر بيوت .. و كل عشر دقائق عشر منشآت هتنفجر
انجو بحياتكم قدر المستطاع .. و أول الراحلين يا عِلية القوم ... هو قسم شرطة حي الأحلام "
ضغط الزر .. و بدأت الإحتفالات ...
" طلب وحيد هو إحضار رئيس الوزراء إلي الاستاد اليوم .. بأسرع ما يمكن
لأفرج عن الرهائن و المنشآت و حي الأحلام بالكامل "
" أخيراً بدأ الأكشن "
و بدأت بالخروج من المحكمة في وسط رجالي .. و جدت يحي منتظرني بالخارج .. فربت علي كتفه " عاش يا وحش .." و أنا أضحك بهيستيرية
خرجت لأجد العالم في نهايته .. التفجيرات و الحرائق .. لقد قلبت حي الأحلام  الخاص بعلية القوم إلي جحيم علي الأرض .. إنها ليست أرضهم إنها أرض سامي علاء .. دماء أخوه .. عرق الفقراء الذين جبنوا و خافوا و باعوا لسليم فؤاد ..
لقد كان رجلاً رائعاً
" غادرت قاعة المحكمة و فجرتها خلفي بمن فيها .. نعم ، سيعتقدون أنني غبي و سأتحصن بها ، لن أفعل ذلك .. و إذا كان الأمر أمر رهائن فإن أمامي الكثير و الكثير
" أمر مؤسف خسارة أرواح الناس .. آه والله "
الكل يهلع ليهرب و الحكومة تحاول تدارك الموقف و التعامل معي .. أعلنت عن أماكن الرهائن المفخخة .. حتي لا تتهور الحكومة و تقوم بالهجوم بالجيش .. أحاطو بحي الأحلام و حاصروه .. و لكن كان الأمل في نقطة الضعف .. الرهائن
أربعة أبراج مليئة بالرهائن .. و مفخخة .. ورجال مستعدون للموت قبل محاولة الجيش لإقتحامها
........
محاولات و مفاوضات كثيرة ... ولكنهم حتي لا يعلمون أين أنا ..
يحي هو من يقوم بالتفاوض المباشر مع الحكومة ..
علي حدود حي الأحلام .. غرف عمليات مجهزة و دبابات و مدرعات و طائرات f16 .. أخرجت إليهم من يتفاوض معهم .. يحي
إن قتلوه تكون النهاية و تنفجر المدينة بالكامل
لا سبيل إلا إحضار رئيس الوزراء إلي النادي ...
أردت أن أستريح من مشاكل المفاوضات .. لأنهم لن يستجيو لذلك الطلب ..  مهما طلبت .. حتي إذا طلبت أسطول طائرات فماذا ستكون النهاية .. فأنا بالتأكيد لن أخرج من تلك المدينة حياً ..
تريدون أن تروا حي الأحلام الآن
عشر مباني ، ڤلل و منشآااات ضخمة و أبراج عالية .. تنفجر كل عشر دقائق .. بنوك فارغة .. منهوبة .. لدي أموال بلا حدود .. بنوك فارغة .. و مدد لا ينتهي و متفجرات في كل مكان و تفجيرات في كل مكان
نهاية العالم تقوم الآن في حي الأحلام .. و تأتي لحظات السكون و الهدوء .. لا تحتسبو أصوات التفجيرات كضوضاء .. إنها أصوات صافية .. إنها معزوفتي الفضلة
بل إحتسبو أصوات البشر هي أصوات الضوضاء
كنت أعزف علي البيانو .. في ڤيلا من أجمل الڤلل .. علي أرض سليم فؤاد في كل هدوء .. أنهيت معزوفتي .. أخذت القناع و تأكدت أن الحجر في جيبي و خرجت لأجد الرجال منتظرين .. أخبروني أن رئيس الوزراء وافق علي مقابلتي و أن يحي بخبرني أن مجدي سليمان سيأتي في حماية من طائرات f16 ليتفاوض معي بنفسه علي أرض استاد حي الأحلام الكبير
تعلمون بمجرد خروجي .. معي سيارات نقل محملة بالمدافع .. أسلحة مضادة للطائرات .. إنني أحارب ..
خرجت .. متجه إلي أبراج الرهائن .. لأخبرهم بإنتهاء الحرب
تعلمون لقد انتهت الحرب بالفعل
لقد أخذ مجدي سليمان قرار لا يأخذه إلا فراعنة مصر .. بالطبع لقد توقعت منه ذلك .. يجب عليك توقع كل ما هو غير متوقع
ضحي مجدي سليمان بحي الأحلام بالكامل .. أخبره يحي بأماكن الرهائن و مواقع الرجال و أعلن الحرب ..
تم قصف المدينة كأنها الحرب علي إسرائيل .. لا تحتاجون أن تتوقعوا المشهد مع القصف و إنفجار الألغام
نيران من الأرض و نيران من السماء
أعلنوا أن الكلب المسعور .. ذلك المهووس المريض النفسي قام بالإنتحار و تفجيير أماكن الرهائن .. و باغتتني رصاصات القناصة لأسقط
ممسكاً بالحجر في يدي .. ملقي علي الأرض و أشاهد تلك اللوحة الجمالية الرائعة
يالها من نهاية درامية .. و كأنني أسمع في أذني آخر ما عزفت من الألحان الأوبرالية
إنها النهاية المأساوية لكل شيء .. لم أعد أستطع التشبث بالواقع .. و بدأت أحس بالتنميل في أطرافي كأنها شُلت .. تتسارع أنفاسي لتحاول أن تُسعِف خلايا المخ بالدماء .. بدأ الواقع يتلاشي من أمامي

الفاسدونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن