٢٠ طن ذهب

47 12 0
                                    

لن تنتهي القصة بذبح سليم فؤاد في العرض المسرحي .. مازالت المهمة قائمة .. مازال الجمهور .. الرهائن المحتجزين في المسرح .. عِلية القوم من رجال الأعمال الكبار و مظفي الدولة الكبار .. الناس العايشة باللهجة المصرية ..  عايشيين حياتهم بالطول و العرض .. الناس التي تعيش في حي الأحلام و  تحضر حفلة رأس السنة .. تلك الرفاهية ..لا يعلمون شيء عن الفقراء الذين يمضون تلك الليلة بالنوم السريع هرباً من ألم الجوع الذي يضرب بطونهم الفارغة
أمسك موبايل سليم فؤاد أمام الشاشة و انتظرت ان تتفاوض الشرطة معي .. بالتأكيد اتصلوا بالموبايل
" من غير كلام كتير .. انتو هتتفاوضو مع الإرهابيين .. و إحنا خُلقنا ضيق .. عشرين طن دهب مقابل الإفراج عن الرووس ( الرؤوس ) الحلوة دي .. في عربيتين نقل كبار "
.
" يعني العربيتين النقل دول عايزهم يجو فين يا ابني .. ادينا المعلومات بس .. ثانياً اللي بتعمله ده آخرته ايه .. فاكر كل ده ممكن يعدي .. سلم نفسك دلوقتي و هنضمنلك تخفيض في شدة العقوبة "
.
" لا يا باشا أنا مش عايز تخفيض أنا عايز الدهب .. و كل عشرين دقيقة هقتل راس .. أحسنلكم تحركو نفسكم بسرعة .. أنا عارف ان الناس اللي معايا دي قيمتها كبيرة عندكم .. يساوو أكتر من كدا بكتير "
..................................
كان لي رجال منتظرين لمرور عربيات النقل من فوق الكوبري
حي الأحلام .. مبني علي جانبي النيل .. مجمع ڤلل .. فاخر .. لا يليق إلا بأعلي ناس في البلد .. ناس لديها من الملايين ما يجعلها لا ترى .. نعم تلك الملايين الكثيرة تجعل أصحابها لا يرون الفقراء تحتهم .. إنهم بعيديين جداً عنهم بحيث لا يشعرون بوجودهم .. لا يعلمون أن مثل هذا المكان قد تم بناءه علي أراضي الفقراء و الضعفاء .. ربما سينقرضون يوماً ما
عندما بدأت عربات الذهب تمر من فوق الكوبري الذي يصل الضفتين كما أعلم و أتوقع
كنت مستعداً لكل شيء
بمجرد وجود سيارات النقل تلك في منتصف الكوبري .. بالتأكيد كان معها حماية .. لكن ليست بالدرجة القيمة .. لم يكونو ليواجهو لصوص أغنياء .. تعلمون لماذا ..لأن الأغنياء لا يسرقون من الأغنياء
بمجرد مرور السيارات فوق الكوبري .. انفجرت سيارات البوليس التي تقوم بتأمينها .. أغلقت سيارات نقل كبيرة أخري الكوبري من الجنبين و نزل الرجال ... و كانت المفاجأة .. أنني خرجت أقودهم
لقد أستعنت بأشخاص مرضي نفسيين و متوحدين في مهمتي الأولي في المسرح .. و أعلنت الإفراج عن نصف أعداد الجمهور .. بمجرد دخول سيارتي النقل اللتان تحملان الذهب فوق بداية الكوبري .. تم الإفراج عن نصف أعداد الجمهور .. كنت أنا من ضمنهم .. و تركت بالداخل
تعلمون المتوحدون المساكين .. ضحيت بهم من أجل المصلحة العامة .. بمجرد خروج نصف الرهائن من الباب انفجر المسرح بالكامل
و كان التسلل سهلاً في مثل هذا الإنفجار .. لأكون في الوقت المناسب مع الرجال لأقابل جائزتي .. ذهبي
خرجت من إحدي سيارات النقل مع الرجال في وقت موازي لإنفجار سيارات الشرطة التي تقوم بتأمين الذهب
أمسكت بجهاز الميكروفون
" إحم إحم .. بدون مقدمات .. الكوبري دا ملغم بالكامل .. أي حركة بسيطة من أي حد .. أي كلاكس أو إنذار عربية .. الكوبري هينفجر بالكامل "

ضغطت زر من جهاز ريموت مع .. فانفجر جزء من الكوبري
" اعتبرو دا تفجير إنذاري .. كل عربية .. كل روح علي الكوبري ده رهينة دلوقتي .. و أكيد سمعتو عن اللي حصل في المسرح .. أنا لسة جاي من هناك دلوقتي "

الفاسدونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن