《28》

2.7K 103 10
                                    

إستيقظ زين على رنين الهاتف
أطفأه بسرعة كي لا تستيقظ زوجته النائمة بعمق
" مرحبا؟" يقول بعد أن رفع السماعة
" زين صباح الخير"
كان هذا صوت هاري
" صباح الخير ماذا هناك؟"
" لقد خرجت من المشفى و كيندال تريد زيارة سيلينا لذا قلت أن أسألك أولا"
" تعاليا لكنها مازالت نائمة زد أنه هنالك الكثير أريد إعلامك به"
" حسنا نصف ساعة و نكون هناك"
أقفل و إتجه نحو حبيبته
وضع يده على بطنها المنتفخة قليلا
و بدأ يفكر حملها سيظهر قريبا عليه التفكير في خطة تجعلها بعيدة عن أعين الجميع
طبع قبلا عديدة برقة جعلتها تستيقظ و تنظر له بكل حب وضعت يدها على خاصته في فرح و قالت
" صباح الخير لكليكما"
إبتسم و أكمل طبع قبلاته و هو يقول
" صباح النور حبيبتي"
" زين أشعر بالجوع"
" سأطبخ لك، لنذهب"
حملها لتتشبث به وصلا إلى المطبخ لتتخذ الطاولة كمقعد و بقيت تراقبه بهيام
" حبيبي أكثر من الشوكولا أرجوك"
" لكي ذلك"
أكمل عمل البانكيك لتأخذه من يده بسرعة
و تنغمس في الأكل و الشوكولا تغطي
فمها و وجهها، تقدم إليها و أمسك بوجهها بين كفيه و رفع رأسها إليه، أخرج لسانه و بدأ
يلعق أماكن الشوكولا بينما يشدها نحوه أكثر
أحاطت قدماها حول خصره تستمتع بالشعور الذي يمنحه، وصل إلى شفتيها ليأخذها في قبلة شغوفة، أخذ نفسا عميقا و إبتعد
لاهثا ثم همس
" أفضل شوكولا تتناولتها في حياتي "
إبتسمت في حياء ثم دفعته بخفة لتكمل أكلها
زين " سيأتي هاري و كيندال "
سيلينا " رائع لقد إشتقت إليها"
" سيلينا بطنك بدأت تنتفخ"
" أعلم زين ما العمل؟"
" أفكر في خطة ما تجعلك مختفية
لتسعة أشهر "
" إن كان الثمن إبتعادي عنك فأنت تحلم"
" لن أبعدك لكن إن إضطررت سأفعل سيلينا
فكري أرجوك، فحياة إبننا التي نتحدث عنها
إن أكملنا التفكير بأنانية ستكون حياته الثمن
ما هي إلا تسعة أشهر و أنت قاربتي على إتمام شهرين، لذا دعينا نفكر بحذر "
تنهدت سيلينا بعمق تريد أن ترفض لكن كلامه صحيح، إن أكملت التصرف بأنانية سيدفع إبنها الثمن
" حسنا زين إفعل ما تريد "
لاحظ حزنها، هو أيضا يشعر بالحزن لكن عليه أن يكون قويا من أجلها، كي يحميها و ولده
من كل مكروه وضع يده على وجنتها و همس
" لا أريدك أن تحزني أرجوكي"
" حبيبي سنفعل أي شيء لحماية إبننا
و لو كان الثمن حياتنا"
طبع قبلة على رأسها و صحح جملتها بينه
و بين نفسه
' سأفعل أي شيء لحمايتكما و لو كان
الثمن حياتي'
قاطع لحظتهما طرق على الباب
زين " سأفتح، لا بد أنه هاري"
صعدت كي تغير ملابسها إلى أخرى واسعة
و نزلت لتنقض عليها كيندال بعناق
بقيا يتحدثان بينما جلس هاري و زين في الخارج
.
.

" ما هذه اللعنة؟"
يقول هاري بعد أن أخبره زين بكل شيء
حدث مؤخرا
سكت زين قليلا ثم أكمل
" هاري سأصبح أب"
نظر نحوه بصدمة ممزوجة بفرح عارم
و عانقه بشدة
" مبارك لك يا رجل "
" شكرا، لكن هاري سأحتاج مساعدتك ﻷخفي سيلينا قبل أن يعلم أحد بحملها "
" طبعا زين أي شيء"
" حسنا إذا إليك ما سنفعل...."
.
.
كانت تجلس مع إبنتها في الغرفة قبل أن تدخل الخادمة و تقول
" سيدتي، آنستي السيد إدوارد ينتظركما
على الإفطار "
أومأت لها تلك السيدة و قالت
" سنأتي"
ثم نظرت نحو إبنتها و أكملت
" هيا يا صغيرتي "
نزلتا ليجدا إدوارد جالس بكل وقار ينتظرهما
ما أن لمحهما حتى قال بسخريته المعتادة
" زوجتي العزيزة تريشا و إبنتي التي
تكرهني بشدة وليها صباح الخير "
نظرت إليه وليها بكره و همست
" كان خيرا حتى رأينا وجهك"
أخذت كل واحدة منهما مكانها و شرعا في الأكل، قطع هذا الصمت صوت إدوارد يقول
" أتعلمين آخر أخبار إبنك؟"
توقفت كلتاهما عن الأكل و نظرتا نحوه
تريشا " إدوارد لقد وعدتني أنك لن تؤذي زين مالذي فعلته؟"
ضحك بشدة، يستفزها و أكمل
" وعدتك صحيح، لكن هو من أراد العبث
و لن أرده خائبا، فقط سنلعب لعبة صغيرة
و الفائز يحصل على سيلينا "
لم تفهم المسكينة قصده عكس إبنتها التي
عرفت كل شيء لكن تظاهرت بالعكس
فأكمل إدوارد
" سيلينا إبنتي و اللعين إبنك واقع في حبها
و بشدة لكني طبعا لن أسمح له فهو يكون إبن
ياسر، و لا أريد من إبنتي أن تدخل في هذا العالم و مع من؟ الشيطان؟ ههه طبعا لا
و بما أن إبنك لن يسمح ﻷحد بأخذها منه
لكني لست أي أحد بالطبع
سأبعدها عنه و إن إضطررت لقتله"
أكمل كلامه بعد مبالاة لتصرخ تريشا
" إدوارد لقد بقيت معك كل هذه السنين مكرهة كي لا تؤذي إبني، و الآن ستسلبه
حياته بسبب الحب كما فعلت مع والده
لن أسمح لك بتدمير إبني إدوارد و لو كان آخر شيء أفعله في هذه الحياة "
كان ينظر نحوها بصدمة إذ أنها المرة الأولى التي تصرخ في وجهه بينما وليها لا تزال تحاول الفهم قالت بعدها بنبرة باكية
" أنت.. أنت قاتل والدي... يا إلهي لا أصدق"
ركضت بعدها بسرعة إلى غرفتها بينما تريشا
إنهارت باكية فقد أفشت السر الذي خبأته عن إبنتها طوال هذه السنين نظر نحوها إدوارد
و قال " لم تكن تعلم"
سكت ثم أكمل
" لما لم تخبريها؟ فهي تكرهني في
كل الأحوال"
تمالكت نفسها قليلا ثم أجابته
" لم تكن تكرهك هي فقط تمقتك بسبب حرمانها من رؤية أخيها و من منعك لها بالخروج لكنها الآن ستكرهك بحق"
لحقت بإبنتها و تركته يشعر بالندم
فلطالما كانت وليها في مقام إبنته
فهو يحبها كما يحب جيجي و سيلينا
فهو من قام بتربيتها منذ الصغر و لم يهتم كونها إبنة ياسر أكثر شخص يكرهه
في الحقيقة هو لم يكن يكره ياسر
فقد كانا أفضل الأصدقاء
هو تريشا و ياسر و كريستينا
هؤلاء الأربعة من أفضل الأصدقاء في الماضي
كان إدوارد يحب تريشا بشدة بينما كانت هي تحب ياسر و هو يبادلها المشاعر أما كريستينا فكانت تحب إدوارد، لم يكن أحدهم يعلم بمشاعر الآخر، حدث أن سافر إدوارد يوما
ليكون نفسه و يتقدم لخطبة تريشا
لكنه عاد بعد سبع سنوات ليجدها متزوجة من صديقه المفضل و رزقت بطفل منه
أحس بالخيانة، في البداية لم يكن يريد
تدمير عائلة المرأة التي أحبها فتغاضى عن الأمر و أكمل حياته مع كريستينا و رزق منها بإبنتين جيجي و سيلينا، لكنه في تلك الفترة تولى أعمال والده القذرة و حدث ما حدث
تقابل يوما هو و ياسر و لم يحتمل فقام بقتله
و أخذ تريشا الحامل بوليها بعد أن قتل والدة ياسر و وعد زين بلقاء آخر و لكنه لم يتوقع يوما أن تقع إبنته و إبن المرأة التي يحبها في حب بعضهما
لا يريد تدمير علاقتهما لكنه تعهد بحماية إبنته مهما حدث و لن يسمح لزين بتخريب ما تعهد به لذلك بعث كريستينا إليهم لتنقل له أخبارهما
و حقيقة هو لم يجد سبب يجعله يبعدهما عن بعض حتى كريستينا رأت كمية الحب بينهما
و توسلته ليتركهما و شأنهما فهي تريد التعويض لسيلينا و سلب زين منها
لن يساعد أبدا..
صرخ في قهر و طلب من أحد أتباعه أن بجلب آخر أخبار إبنتيه
.
.

أكمل هاري فعل ما طلبه زين منه و أخبره

إتجه الآخر نحو زوجته التي تحزم حقائبها
في حزن، عانقها من الخلف و طبع قبلة على رقبتها أدارها نحوه و عانقها بشدة لتبادله
و دموعها تهدد بالنزول لكنها لن تفعل وعدته أنها ستكون قوية و ستلتزم بوعدها له
إنسحب بعد فترة طويلة و همس بصوت
ضعيف يائس
" سآتي لزيارتك كلما سنحت لي الفرصة
أعدك حبيبتي "
أومأت له و هي تتحاشى النظر إليه لكي لا تبكي أمامه، أمسك بوجهها بين يديه و أسند بجبينه على خاصتها و هو ينظر لها بكل حب
" سيلينا أريد منك أن تكوني قوية من أجلي
و من أجل ملاكنا الصغير حسنا؟ قد تكون هذه آخر لحظة بيننا حبيبتي لكنكي لن تضعفي أبدا أليس كذلك فأنتي زوجة الشيطان في الآخر"
ختم كلامه بضحكة سخرية حاول بها تلطيف الأجواء لكنه لم يفلح
" توقف عن التفوه بهذه الحماقة زين أنت ستكون بخير من أجلنا"
أومأ لها و هو يقبل جبينها و يحاول إستنشاق أكبر قدر من رائحتها قبل رحيلها
نزل إلى بطنها يتحسسها برفق
رفع قميصها و بدأ بالحديث
" ملاكي الصغير، أتمنى أن أكون موجودا لحظة قدومك، أحبك أنت و أمك أكثر من أي شيء إعلم هذا"
طبع قبلة عميقة هناك و أكمل
" فقد كونا بخير من أجلي"
نزلت سيلينا على ركبتيها لتقابله بأعين
دامعة و همست
" بل أنت كن بخير من أجلنا حبيبي"
دفع بشفتاه نحو خاصتها في قبلة شغوفة تجمعت فيها مشاعر حب عميقة و حزن شديد و غضب عارم، ثوان حتى إختلطت دموعهما معا، لكن القبلة لم تتوقف بل إزدادت عمقا
كأن إنتهائها يعني إنتهائهما
شهقات سيلينا إرتفعت تجعل زين يبتعد
و يقول بصوت يكاد يسمع بسبب الدموع المحبوسة داخله
" قلنا لا دموع توقفي أرجوكي"
كوبت وجهه بين يداها أيضا
و قالت بنفس النبرة
" أيها المخادع توقف أنت أولا"
مسح كلاهما دموع الآخر و نهضا سويا
و تبادلا آخر قبلة و آخر حضن
نزلا بعد نصف ساعة و كل منهما ترك ضعفه في تلك الغرفة التي شهدت على الكثير بينهما
قابلهما هاري بإبتسامة حزينة و هو يفكر
لما القدر لا يقف في صفهما ما الخطأ الذي إقترفاه كي يحصل كل هذا معهما
حمل الحقائب من عند زين و قال
" سأنتظرك أنا و كيندال في السيارة "
خرج و تركهما قال زين أخيرا بعدما
إحتواها بين ذراعيه
" لحظة الوداع سيلينا "
إبتسمت تحاول إظهار قوتها
" سنكون في إنتظارك لا تتأخر "
" لن أفعل صغيرتي"
إبتعدت و إتجهت نحو الباب بينما لا تزال أيديهم متشابكة.. إبتعدت يدها ببطء
عن يده..كفه.. أصابعه.. أطراف أصابعه..
ثم انفصلا
" أحبك"
كانت آخر كلمة سمعتها قبل أن تغلق بابين خلفها، باب المنزل و قلبها...

〰〰
آرائكم؟ ❤
أكثر مقطع أعجبكم؟
كلما زاد تفاعلكم زادت سرعتي في التنزيل
أفكر في البدأ بتنزيل روايتي الجديدة
بما أنها جاهزة
هل هناك أحد سيتفاعل؟
لا تبخلوا علي بالفوت و الكومنت!

𝓣𝓱𝓮 𝓓𝓮𝓿𝓲𝓵 𝓛𝓸𝓿𝓮𝓼 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن