|1|

520 67 58
                                    


هَل سَبـق أن دخلت غُرفـَةٍ ما و وجَـدت مِصاصَ دِمـاء؟ لا، ليس ذلك النَّوعُ الجذَّاب بل مَسخٌ بـأطرافٍ عظميةٍ و جِلدِه شاحِبُ اللَّـون؟ ذلك النَّـوعُ الذي يُزَمـجِرُ إليك حالمـا تَدخُل كـوحشٍ على وشكِ الإنقِضاضُ علَيك؟ ذلك النَّوعُ الذي يُسمِّرك مكانَك بأعينٍ غائِرة و سـاحِرة، فتترُكك غير قادرٍ علي الهرَبِ وأنت ترَى ذلِك الشَّيء البَشِع يُكشِفُ عن نَّفسِه ببُطءٍ مِن وَراءِ الظِلالِ؟

هل سَبقَ و شَعرتَ بنبضَات قلبِك تتسَـارعُ كأنما أنتَ في سِباقٍ في الوَقتِ الذي ترفُض فيهِ أرجُلِك الحَرَكَةِ تماماً؟ هل سَبقَ و شَعرتَ بالوَقـتِ و هوَ يتبـاطأُ و في غُمضةِ عينٍ تَجِـدُ ذلِك المسخُ قد عَبرَ الغُرفَةِ بالفِعلِ و هو الآن يقِفُ بجِوارِ كتِفَيـك؟ هل سَبقَ و ارتجَفتَ بخوفٍ حين وضَع يدًا مَخدوشَـةً فوقَ رأسِكَ و الأُخرَى تحت ذقنِكَ حتى يستَطيعُ إمالَتَكَ، كاشِفٌ عن عُنقِك؟ هل سَبقَ و تلَوْيـتَ وهو يُمـرِّرُ لِسانَـه الخشِنُ أسفَل خدَّيكَ، مارٍ بفَكيكَ و إلى حُلقِكَ وكأنما يتسلَّـلُ باحِثٌ عن شُريانـِك؟

هل سَبقَ و شعرتَ بـه ينفخُ نفسَه الساخِن بالقُربِ من مكان نبضِك—التيَّار الذي يُرشِد لعقلِك؟ هل سَبقَ و شعرتَ بلِسـانِه ساكِنٌ هُناك عن الحركَةِ و كأنما يستلِّذُ بهذه اللَّحظة؟ هل بعد إذٍ سَبقَ و شعرتَ بنفسِك تغرِق في بحرٍ من الظلامِ الدامِسِ و هُنا تأتي اللَّحظةُ التي تستوعِبُ فيها أن ليسَ كُلَّ مِصاصِ دماءٍ يتغـذى على الدِّماء—أي أنَّ بعضَـهُم يتغَـذى على الذِّكـرَيـات؟

إذاً هل سَبقَ و حدَث ذَلِك؟ رُبما لا.
ولكِّن دعنـي أُعيدُ طرحَ ذلك السُّؤال بطَريـقةٍ أُخرى..

هل سَبقَ و دخلتَ غُرفَــةً مَّـا و مِن ثَـمَّ نسيتَ سبَـب قُدومِـك؟

________________

متنسوش الڤـوت و كومـنت رأيكم 💕.
كان معكـم نـيرڤـانا.
Sweet Dreams .

- Nirvana.

Lights Out.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن