|9|

181 34 45
                                    


صقفة صقفة

أنه الصيف، اوووه ما أجمله فصل حيث دفئ الشمس يلفح وجوهنا، و التنانير المُزركشة و الألوان المُفعمة بالحيوية، حيث نسيم البحر الذى يُصلح النفسيات المُكتئبة.

على ذكر البحر ذهبنا انا و إثنان من صديقاتي لنقضي اجازة الصيف بإحدى المدن الساحلية،
حيث قررنا استئجار شقة لنُقيم فيها طوال فترة إقامتنا في المدينة، و لكن بالطبع انه مَوسْم الإجازات حيثُ جميع سُكان المدن الاخرى يُسافرون لتقضية إجازاتهم لذلك فجميع الشُقق و الفنادق محجوزة لأجل غير مُسمى.

لم نكُن نعرف ماذا سنفعل بالطبع لن نبيت في الشارع و ليس لنا أي أقرباء هنا.
اتصلنا بأحد السماسرة و طلبنا أن يجد لنا شقة لنستأجرها بأى ثمنٍ كان، حسناً يبدوا انه يوجد واحدة فارغة و لحسن الحظ سعرها مناسب للغاية .

أعطانا الرجل العنوان، و ذهبنا إلى هناك فوراً لنجده منتظراً امام البناية حَيّانا بسرعة بطريقة غريبة و اصطحبنا للداخل،

تبدو قديمة بعض الشئ، مُكونة من ثلاثة طوابق، لا يوجد حارس ولا مصعد.

لا أسمع أى صوت لجيران بإستثناء الدور الاول عندما فُتح باب الشقة الوحيدة بغتة و ظهرت امرأة عجوز، هزيلة الجسد ذات عيون جاحظة و شعر اشعث، نظرت لنا بذعر ثم اسرعت بإغلاق باب شقتها، كان الوضع غريباً نظرنا متعجبين للسمسار الذى ازدرد ريقه..

و قال: "انها عجوز خرِفة فقط حاولوا ان لا تحتكوا بها فإنها تقول العديد من الغرائب" .

كلامه يبدو مقنعاً مما جعلنا نتجاهل الموضوع و نكمل صعود السُلم حتى وصلنا للطابق الثالث و الاخير.

كالعادة الطابق يحتوى على شقة واحدة فقط تقبع فى جانب الطابق، توجهنا إليها و أمامنا السمسار الذي أخرج المفتاح من جيبه و اعطاه لي و تراجع للخلف، هذا الرجل حقا غريب.

اقتربتُ من باب الشقة و فتحتها لتضربنا الرائحة العفِنة التي كانت محبوسة في الداخل نظرنا جميعا للسمسار بغضب..

قالت احدى صديقاتى: " يا إلهي ما بال هذه الرائحة و كأن شيئا قد مات فى الداخل".

اجابها السمسار : "لقد ظلت هذه الشقة مقفولة لفترة حيث سافر أصحابها ثم قرروا تأجيرها للمصيفين، لا تقلقوا ستذهب الرائحة ما ان يتم فتح النوافذ لبعض الوقت، و الآن لقد سلمتكم الشقة على ان ارحل فلدي الكثير من الاعمال".

قال هذه الكلمات ثم رحل بدون أن ينتظر أي اجابة منا،
دخلنا للشقة و انطلقنا فوراً لفتح جميع النوافذ عسى أن تذهب هذه الرائحة، قضينا اليوم في تنظيف الشقة و اعداد الطعام حتى حل الليل فإنطلقنا مُنهكين نحو الغرف التي اخترناها للنوم.

Lights Out.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن