|18|

100 21 2
                                    

أعلم انكم تعودتم منى على القصص الدموية المليئة بالقتل و لكن اليوم سنحكى لكم عن الفتاة الألمانية أناليز ميشيل سيكون الاسم مألوف لبعضكم و غريب للبعض الاخر لذا دعونى ابدأ فى الحديث عن القصة المؤلمة لهذه الفتاة ... ولدت أناليز فى ٢١ سبتمبر ١٩٥٢ فى ألمانيا الغربية حيث ولدت لعائلة كاثوليكية متدينة وعاشت حياة طبيعية حتى سن السادسة عشر حيث ظهرت عليها فجأة بعض الأعراض الغريبة كالأرتجاف الشديد وعدم السيطرة على حركات بعض أجزاء جسدها لذلك قام والديها بإدخالها إلى المشفى لتلقي العلاج ولكن حالتها استمرت بالتدهور حيث بدأت برؤية خيالات و اطياف كانت تقول انها شريرة و تحاول اذيتها كما انها كانت تسمع اصواتا وصرخات مرعبة في رأسها تخبرها بأنها ستحترق فى نيران جهنم......خلال جلسات العلاج النفسى اخبرت أناليز طبيبها بأن هناك جن يسيطر على جسدها و يؤذيها وان الاصوات الغريبة بدأت تأمرها بأن تقوم ببعض الأعمال التي لا تود القيام بها، لكن طبيبها فسر كلامها على أنه مجرد هلوسات لا علاقة لها بالمنطق و ان اناليز تعانى خطبا ما بعقلها مما جعل الفتاة المسكينة تفقد الأمل في العلاج الطبي وبدأت تلتمس الحصول عليه عن طريق جلسات طرد الأرواح التابعة للكنيسة.. قام والديها برجاء عدة قساوسة للقيام بعملية إخراج الجن من جسد ابنتهم إلا ان طلبهم تم رفضه مرتين وذلك لأن للكنيسة معايير خاصة للأعتراف بأن شخصا ما ممسوس بالجن ومن أهم هذه المعايير هو ان يبدي الشخص كرها شديدا من الرموز الدينية أو ان يتكلم بلغة أجنبية ليس له أو لأي شخص من عائلته أي إلمام بها أو أن يحوز على قوى خارقة غريبة. أصبحت حالة أناليز سيئة للغاية حيث بدأت اخذت تسب وتشتم افراد عائلتها وتعض من يحاول الاقتراب منها كما بدأت تمتنع عن تناول الطعام لأن الجن الذي يسكنها يمنعها من ذلك و أصبحت تنام على الأرضيات بدلا من سريرها و تمزق ملابسها وتلتهم العناكب والذباب، كما أنها صارت تصرخ بهستيرية لساعات وتحطم أي صليب تقع يدها عليه وتمزق صور المسيح وتكسر أواني الزهور  وبدأت تقضم أجزاء من جسدها وتتبول على أرضية الغرفة وتشرب بولها احيانا. و بسبب سوء حالتها الذى أدى إلى إيذاء نفسها ومن حولها. وافقت الكنيسة أخيرا على إجراء جلسات استخراج الجن من جسد أناليز وخلال عامي 1975 – 1976 تم اجراء جلسة أو جلستين اسبوعيا لأناليز التي اخبرتهم خلال هذه الجلسات بأن جسدها مسكون من قبل ستة من الجن الأشرار أو أكثر من بينهم قابيل ونيرون وهتلر. و رغم تحسن حالة أناليز غير انها لم تشفى تماما وكانت تتعرض بصورة مستمرة إلى نوبات هستيرية شديدة تشبه الصرع يتجمد جسدها خلالها كالمصاب بالشلل وتفقد الوعي، استمرت جلسات طرد الجن في الكنيسة لعدة أشهر وغالبا كان يحضرها نفس الاشخاص المكونين من القساوسة ووالدا أناليز واحيانا بعض المصلين. قام القساوسة بتسجيل وقائع الجلسات على 40 شريطا صوتيا خلال فترة عشرة أشهر وكانت أناليز فى احيانا كثيرة تخرج عن السيطرة خلال الجلسات مما يحتاج لثلاثة رجال اشداء ليسيطروا عليها رغم ان وزنها كان قد أصبح لا يتعدى الاربعين كيلوجرام واحيانا كانوا يضطرون لتقييدها بالسلاسل الحديدية حتى لا تؤذى نفسها أو اى أحد. أجريت آخر جلسة في 30 يوليو 1976 وكانت أناليز خلال هذه الفترة قد انهكت تماما حيث كانت تعاني من ذات الرئة ومن حمى شديدة كما كانت قد أصبح جسدها نحيل و ضعيف للغاية بسبب امتناعها عن تناول الطعام لفترات طويلة وكانت آخر جملة لها خلال جلستها الأخيرة هي "اتوسل من اجل المغفرة"، وفي مساء ذلك اليوم التفتت أناليز إلى امها للمرة الأخيرة وقالت بصوت متهدج "اماه، اني خائفة" وكانت هذه هي آخر كلماتها إذ فارقت الحياة في نفس الليلة. قامت الشرطة بأعتقال القسيين اللذين اجريا جلسات طرد الجن وكذلك والدي أناليز بتهمة الاهمال المؤدي إلى الموت فحسب تقرير الشرطة فإن السبب الرئيسي لموت أناليز هو الجوع نتيجة امتناعها عن تناول الطعام وخلصت الشرطة بأنه لو تم اجبار أناليز على تناول الطعام قبل اسبوع من وفاتها لكان بالأمكان تفادي ما حدث. كما تم عرض بعض الاشرطة التي سجلت لأناليز خلال جلسات الكنيسة والتي كانت تحتوى على بعض الجمل أو العبارات الغريبة ومنها على سبيل المثال حوار اشبه بالجدال بين اثنين من الجن حول ايهم عليه ترك جسد أناليس اولا وكانا يتكلمان بصوت رجولي وبلهجة غريبة. إلا ان الطبيب النفسي الذي جلبته المحكمة ليحلل علميا حالة الفتاة قال انها كانت تعاني من حالة اضطراب نفسي شديد وانه كان من الممكن انقاذها من الموت لو تم احضارها إلى المستشفى قبل اسبوع من وفاتها وبناء على ذلك فقد وجدت المحكمة والدا أناليز وكذلك القساوسة مذنبين وحكمت عليهم بستة أشهر من السجن مع التعليق لكل منهم. بعد وفاتها أصبحت أناليز بمثابة القديسة في نظر الكثيرين وأصبح قبرها مزارا للكثير من الزوار كما أن حياتها وقصتها أصبحت محل اهتمام كبير وتم تصوير عدة افلام مستوحاة من قصتها لعل اشهرها هو الفيلم الأمريكي طرد الأرواح من إيميلي روز The Exorcism of Emily Rose.

-Celeste

Lights Out.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن