الثامن &من أجلك جميلتي &صابرين شعبان

9.6K 346 33
                                    


الفصل الثامن

كانت كلمته تخترق قلبها قبل عقلها و لمسته لشفتيها كأنها وعد لها أنه سيكون رقيقا و حانيا معها و لن يمسها بسوء أخفضت عينيها و أبعدت شفتيها عنه فابتسم فريد برقة يبدوا أنك تخطيت زوج شقيقتك وقاحة فريد هل تريد تقبيلها أمام المارة لقد جننت حتما تنهد بحرارة و قال لجميلة المحتقنة الوجه ..
" تعالي نسير قليلاً قبل العودة إلى المنزل أم تريدين الرحيل الآن "
هزت رأسها نافية و قالت بصوت مرتبك .." لا فلنسر قليلاً أن لم تكن تريد ذلك أنت لا بأس "
ضحك فريد بخشونة قائلاً بمكر .." أنت حقاً لا تريدين أن تعرفي ما أريده جميلة و لكني أعدك أن أخبرك به يوماً "
شعر بإرتباكها فلم يشأ أن يحرجها بحديثه الموحي فنهض عن الرمال و مد يده إليها يساعدها أمسكت جميلة بيده بخجل و نهضت و بدلا من أن يتركها لف ذراعه حول خصرها يقربها منه أثناء السير كان يشعر بأرتعاشها و بحرارة جسدها الملامس له أنها ستحرقه .. هدء تنفسه حتى لا يخرج شهقات و دقاته تهدر داخل صدره و سارا على الشاطئ ببطء تغوص قدميهما في الرمال الدافئة بعد صمت بينهما لم يطل كثيرا سألها فريد .." كيف هى دراستك جميلة هل تقابلين صعوبة في شيء منها "
ردت جميلة بخفوت و هى تحاول أن تركز على حديثه و تبعد تفكيرها عن ما تشعر به و هى ملتصقة به هكذا كانت تود لو أبعدته عنها و خرجت من حصار ذراعه و لكن أبى جسدها أن يطيع عقلها .." لا كل شيء بخير أنا و صفوة نسير بها بشكل جيد لا تقلق "
أبتسم فريد قائلاً .." لست قلقا أنا أعلم أنك مجتهدة جميلة فقط تمنيت أن تقولي أنك تحتاجين بعض المساعدة لأحظى ببعض الوقت معك "
لم تجبه من شدة خجلها و إن أرادت أن تجيبه ماذا ستقول و لسانها يعقد داخل فمها فلا تستطيع النطق .. بعد قليل ستخبره أن يذهبا للمنزل فهى لم تعد تتحمل كل هذه الإضطرابات في مشاعرها .. سألها فريد بجدية .. " هل تريدين أن أتي لإيصالك بعد الجامعة كل يوم مع صفوة جميلة أم لا تحبذين مجيئي "
ردت قائلة .." لا أريد أن نعطلك عن عملك "
رد مؤكداً .." أنت لن تعطليني في شيء فقط أخبريني "
قالت بتردد خشية أن يفهم حديثها بشكل خاطئ .." أفضل أن لا تفعل فريد "
سألها بإهتمام لجوابها .." لماذا "
ردت جميلة بضيق .." لا أريد للفتيات أن يعلقن على مجيئك بحديثهن الساخر "
تعجب فريد و تسأل .." لماذا يسخرن مني و من مجيئي هل بي شيء خاطئ يثير السخرية "
ماذا تقول له أنهن يظلون يتحدثون عن وسامته و رزانته و جسده القوى و مقارنته بالشباب لديهم في الجامعة كلما رأينه أتيا ليأخذهن .. ردت بهدوء حتى لا يكتشف شيء من نبرة صوتها .." لا ..فقط لا أحبذ ذلك "
شعر بالضيق لتكتمها و لكنه لم يظهر ذلك في جوابه .." على راحتك جميلة و لكن لي رجاء فقط إن لم تمانعي أن تهاتفيني عند وصولك إلى المنزل لأطمئن أتفقنا "
بدلا من إجابته سألته .." هل تفعل ذلك مع صفوة "
لم يفهم مغزى سؤالها و لكنه أجاب على أى حال .." بالطبع بعض الأحيان و عتاب أيضاً تطمئنني إن لم أتي لأخذها "
لا تعرف لم شعرت بالضيق رغم أنها تعلم أن صفوة و فريد يعتبران بعضهما أخوين هل هى تضايقت من أنه يريد معاملتها كما يعامل صفوة و لا يميزها عنها في شيء ..ماذا تريدين أكثر من ذلك أنه يهتم بك و يقلق عليك لقد أخبرك للتو أنه يحبك ماذا تريدين بعد جميلة .. ردت بهدوء .." حسنا فريد سأفعل "
شعرت و كأنه ضمها أكثر بذراعه الملتفة حول خصرها فقالت بإرتباك .." هل يمكننا العودة إلى المنزل الآن حتى لا يتضايق أبي من تأخرى "
أجابها فريد .." حسنا حبيبتي لا بأس لقد أمضينا وقتا طويلا بالفعل و لا أريد أن أغضب العم محمود مني منذ الآن حتي يسمح لنا بالخروج معا مرة أخرى "
عادا بصمت للسيارة ففتح لها فريد الباب قائلاً .. " أجلسي و أخرجي قدميك خارج السيارة جميلة .."
لم تعرف ماذا يريد من ذلك و لكنها أطاعته بصمت ..أخرج فريد منديله من جيبه و أمسك بإحدى قدميها قام بإزالة الرمال بمنديلة برفق و أمسك بحذائها ليلبسها إياه كانت جميلة متصلبة من فعلته تكاد تموت خجلا و دهشة مما يفعل قام بتنظيف قدمها الأخرى و فعل مثل ما فعل مع الأولى و ألبسها حذائها ثم قام بنفض الرمال عن طرف ثوبها الذي جف بفعل النسيم الهادئ الذي كان يلامسهم بخفة بعد أن أنتهى أخرج مشط للشعر صغير من جيبه و مر به على غرتها و خصلاتها المشعثة بفعل النسيم أعاد المشط لجيبه بعد أن أنتهى و قال أمرا برقة .." أعتدلي في جلستك حبيبتي "
أدخلت جميلة قدميها داخل السيارة أغلق الباب بهدوء و لف حولها ليجلس مكانه أنزل بنطاله و أرتدي حذائه و قال باسما " نرحل جميلتي "
هزت جميلة رأسها موافقة فأدار فريد السيارة و أنطلق عائدا بها لمنزلها .. بعد أن أوصلها للمنزل رفض دعوة سناء للدخول معتذراً قائلاً .." مرة أخرى خالتي عندما يكون العم محمود هنا "
قالت سناء بعتب .." لا تخجل بني أنا مثل والدتك و هنا ياسين وممدوح بالداخل لا تخجل منا "
أعتذر فريد قائلاً .." مرة أخرى خالتي أعدك و لكن الآن جميلة لديها مذاكرة و الأولاد أيضاً سأتي يوم إجازتهم أبلغي العم محمود سلامي "
رحل فريد فدلفت جميلة لغرفتها بعد أن أستأذنت والدتها هاربه من أي تحقيق يمكن يفتح معها لمعرفة كيف أمضت الوقت مع فريد ...

من أجلك جميلتي ج3  قطعة من القلب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن