الثالث و العشرون & من أجلك جميلتي & صابرين شعبان

11.9K 364 72
                                    


الفصل الثالث و العشرون

بعد أنصراف الجميع بعد أن أطمئنا عليه و رحلوا تاركين جميلة جالسة معه .. جلست جواره على الفراش فأمسك بيديها مقبلا و هو يتمتم
" أعتذر على كل ما تفوهت به و ضايقك أنا فقط لم أريد سوى سعادتك"
قالت جميلة بألم .." بل أنا الأسفة لأنك تأذيت بسببي "
قال فريد يجيبها بحنان .. " أفديك بحياتي صغيرتي "
تمتمت بخفوت متألمة.. " بل أنت حياتي كلها فريد "
تمتم بنفاذ صبر و هو يسحبها بجواره ..
" أريد العودة سريعًا للمنزل حتى أحظى بك جواري "
ساعدته جميلة على الأستلقاء قائلة برقة .. ،"لتغفو قليلاً إذن حتى تشفى سريعا و نعود لبيتنا "
قال فريد باسما بشغب .." فلتحكي لي حكاية لأغفو و حتى تتعودين لحين يأتي أولادنا "
ابتسمت جميلة بشجن و تذكرت تلك الفترة قبل خطبتهما و زواجهما عندما كان يأتي للجامعة متحججا بصفوة رغم أنها كانت تعلم أنه يأتي من أجلها هى .. تنهدت و قالت برقة ..و أصابعها تغوص في خصلاته الناعمة برفق حان.. " كان يا ماكان يا سادة يا كرام صلوا على خير الأنام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام..
كانت هناك فتاة جالسة في حديقة غناء تنتظر صديقتها التي ذهبت لتوصل جدتها لغرفتها .. كانت الفتاة شاردة تتلاعب بخصلاتها لتستمع لقول أميرها .. بأي ألة تشبه قصتنا جميلتي، نظرت الفتاة إليه بذهول، لتجده هو أيضاً متعجبا مذهول، و لم تفهم ما يقول، خفق قلبها و أرتعدت، و نظراته عليها مسلطة، فهبت واقفة و فرت من أمامه هاربة، و صوته يأتي خلفها أن أنتظري جميلتي، و من وقتها و هو سكن أفكارها فعلمت أنها بحبه مدلهة.. لم يكف عن ملاحقتها و ألقائه الأوامر لها، و كأنه ينتظر طاعتها لها، علمت أنه تقدم لخطبتها و رفض أبيها بالنيابة عنها، و لكنه كان عنيد يابس الرأس، ذهب لشخص علم أنه لن يرفض أحدهم طلبها، فأرسل لها هذا الشخص ليسألها، و گأنها تتنظر ليُأخذ رائيها، تدللت و گأنها لا تريد، ثم بعد ذلك وافقت و تمت خطبتهما .. كان يتقرب لها فخجلت، وعن قربه تمنعت و لكن كما أخبرتك كان عنيد الرأس فصمم على زواجها و قد كان له ما أراد ثم أتى يوم قرانها ثم حدث يومها .. يومها .. "
تحشرج صوتها و صمتت كتمت شهقاتها فتحامل فريد على نفسه لينهض من على الفراش ليمسك بجسدها يحتويها بحنان و قلبه يؤلمه و هو يستمع لحبيبته التي تخبره أنها لطالما أحبته لسنوات طويلة و قد ظنها تكرهه تمتم قائلاً بألم و عيناه تلمع بالدموع و قد عجز عن درء ذلك الألم عنها .. " لا بأس حبيبتي أنت في أمان الأن لا شيء سيؤذيك أنا معك و لن أتركك "
دفنت وجهها في صدره قائلة و دموعها تغرق وجهها .." أحبك فريد"
تمتم بحنان قائلاً .." و أنا أحبك صغيرتي "

***********
كان يستعد لمغادرة المشفى عندما أتى صوت عتاب قائلة بأمر.. " ستأتي معنا للمنزل لتحظى ببعض الراحة و جميلة ستذهب لبيت والدها لتستعد للزفاف و جدتي فريدة تخبرك أن الزفاف في منزلها و تحذرك إن اعترضت ستعاقبك معها "
ضحك فريد و أنحنى ليعقد رباط حذائه قائلاً .. " راحة و في بيتنا عتاب"
فنهرته عتاب قائلة و هى تقترب منه .. " أنهض لا تفعل ذلك أنا سأعقده لك جرحك لم يشف بعد و سيؤلمك "
نحتها جميلة التي كانت تجمع ملابسه في الحقيبة الصغيرة و تغلقها قائلة بحزم .. " أنا سأعقدها له أختي أنت فقط أذهبي بالحقيبة للسيارة و نحن سنلحق بك "
لوت عتاب شفتيها في ابتسامة ماكرة و قالت و هى تأخذ الحقيبة ..
" حسنا أسرعا و لا تتأخرا علينا ليترككم فجر و يرحل "
خرجت و تركتهم فأنحنت جميلة أمامه فمد يده قائلاً بحزم .. " لا تفعلي ذلك"
رفعت رأسها إليه تنظر لعينيه قائلة بثقة .. " أحبك "
رد فريد قائلاً .." لا أريدك أن تنحني أمامي "
أجابته جميلة برقة .. "و لكني لم أعترض عندما فعلتها معي "
صمت فريد فأردفت بحنان .. " أبعد يدك حبيبي لننتهي و نخرج من هنا"
تركها فريد تعقد رباط حذائه ثم قامت و عدلت سرواله ثم نهضت لتعدل ياقة قميصه تمتمت باسمة .. " مستعد للمغادرة "
ابتسم فريد و لف ذراعه حول خصرها ليخرج من الغرفة قائلاً ..
" لنرحل من هنا "
خرج كلاهما و قد أطمئنا على بعضهما و أن كل شئ أصبح بخير أخيراً

من أجلك جميلتي ج3  قطعة من القلب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن