الخامس عشر &من أجلك جميلتي & صابرين شعبان

9.4K 375 39
                                    


الفصل الخامس عشر

وقف أمامها بعد انتهاء المحاضرة و هى تجمع أشيائها بتمهل بذراع واحد و الآخر مجبرا و معلق بـ رقبتها بحامل.. كان معظم الطلبة قد غادروا المدرج و لم يتبق غير القليل الذي يستعد بدوره للخروج غير منتبهين أن أستاذهم مازال هنا شعر زين بألم لمرأها هكذا متألمة و شاحبة بعد ما حدث لخطيبة أخيها و صديقتها المقربة بدت و كأنها مصباح و قد ضعف ضوئه أراد إخراجها من هدوئها المستفز هذا لأعصابه.. فسألها زين بهدوء ..
” تريدين المساعدة صفوة “
هزت رأسها و هى مازالت تجمع أشيائها بتمهل متمتمة ..
” شكراً لك أستاذ لقد قربت على الإنتهاء “
عاد لسؤالها بهدوء .. ” كيف حال جميلة هل أصبحت بخير“
أجابته صفوة و هى تحاول التماسك حتى لا تعود و تنفجر باكية على ما حدث لصديقتها ..” بخير أستاذ شكراً لك “
وجدت صفوة يده  تحط على يدها الممسكة بكتبها كالصقر الذي أنقض على أرنب صغير مذعور .. حاولت إبعاد يدها و سحبها من تحت يده قائلة بغضب ..
” أستاذ زين أنت تتعدى حدودك معي و هذا ليس في صالحك “
ابتسم زين بمكر قائلاً و هو يضغط على يدها ..” ماذا ستفعلين صفوة فيدك الأخرى مجبرة و هذه في يدي كما ترين “
حاولت صفوة سحب يدها بعنف فلم تستطع فنهضت قائلة بغضب ..” أستاذ إن لم تترگ يدي لا تلم غير نفسك لم سأفعله أمام الطلبة هنا وقتها ماذا سيكون مظهرك أمامهم “
تلفت زين حوله ليجد أن الجميع قد غادر و هى لم تنتبه فقال يجيبها و قد شعر بالحماسة   لمعرفة ما ستفعله معه و قد رأى شيء من تهورها مع عمرو .. ” ماذا ستفعلين صفوة لقد تحمست لأعرف “
شعرت بالغضب من بروده فنهضت قائلة بتحذير ..
” أستاذ زين أترك يدي “
قال يجيبها بغموض ..” أنا لا أريد يدك فقط صفوة أنا أريدك كلك فلم تتذمرين من شيء بسيط كهذا “
ردت عليه ببرود .. ” ماذا تريد أيضاً .. تقبيلي مثلاً  أستاذ“
لمعت عيني زين و سألها بقسوة ..” و هل ستقبلين  ذلك إن قلت أجل “
ابتسمت صفوة و قالت بلامبالاة  ..”  بالطبع أستاذ أقترب فأنت بعيد “
شعر زين بالغضب هل ستقبله حقا هذه الفتاة الوقحة هل كانت تدعي أمامه الإحترام  و هى .. دنا منها زين و سمر عينيه في عيناها يحاول قرأتها و ما تفكر به ..و عندما ظلت منتظره و لم تبتعد ارتسم الغضب على وجهه و اقترب منها و لم يهتم إن راه أحد يقبلها هذه الوقحة .. شعر زين بالألم عندما وجد رأس صفوة تصطدم برأسه  و هى تنظر إليه بحقد تراجع من الضربة و ترك يدها لتسقط هى أيضاً من شدة الألم و هى تفرك جبهتها بيديها متألمة .. نظر إليها بذهول لبعض الوقت قبل أن تلين ملامحه و تنفرج بفرح و هو يطلق قهقهة عالية مرحة جعلتها تشعر تجاهه بالحقد أكثر و هى تقول ..
” أنت وقح أستاذ و أنا لن أحضر  مادتك مرة أخرى و الآن أغرب عن وجهي و إلا “
سألها زين ساخرا بعد أن تمالك نفسه من الضحك .. ” و إلا ماذا ستقطعين رأسي و تعلقينه على باب غرفتك هذا جيد لأراك كل صباح و أنت خارجة من غرفتك تفركين عيناك كالاطفال و تحكين رأسك و تنثرين  خصلاتك المشعثة حول وجهك أكثر ..   أووه هذا سيكون جيدا لي بالتأكيد لقد بدأ خيالي يجمح لأشياء أخرى أيضاً  “
حاولت صفوة التحرك لتتركه و ترحل قائلة .. ” أنت وقح أستاذ و أنا سأبلغ عنك إدارة الجامعة ليتخذوا إجراء ضدك  أنت غير آمين  على الطلبة لديك أيها المتحرش  البغيض “
ضحك زين و قال ببرود .. ” هل وقوفي مع خطيبتي و امساك يدها يكون تحرشا من وجهة نظرك “
التفت إليه صفوة ببرود .. ” هل هذا ما ستدعيه لتهرب من التهمة  تدعي خطبتي “
رد زين ببرود ..” و لكني لا أدعي لقد طلبت يدك من شهرين عزيزتي و كنا ننتظر فقط إنتهاء دراستك هذا العام “
قالت صفوة بعصبية .. ” أنت كاذب لم يخبرني أحد بذلك “
طقطق زين بفمه .. ” عزيزتي  عيب عليك تقولين على خطيبك كاذب  أسألي فريد و زوج شقيقتك إذا لم تصدقيني و الآن سأذهب فلدي محاضرة أخرى و قد تأخرت “
جلست صفوة على المقعد بتهالك و هى تتوعد فريد على إخفائه شيء كهذا عنها لو كان صحيح “

من أجلك جميلتي ج3  قطعة من القلب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن