العشرون &من أجلك جميلتي &صابرين شعبان

9.9K 344 29
                                    


الفصل العشرون

جالسة على المقعد جوار فراشه في المشفى و زين يقول بهدوء .. " لقد جاءت لتطمئن عليك رغم أني أخبرتها أنك بخير و ستعود قريبا للمنزل "
قالت صفوة بمزاح .." لا أعرف عمي لقد أقنعته بشق الأنفس ليحضرني لأراك لا أعرف لم هو كان متردد في إحضاري ربما كان يخشى عليك مني "
ضحك والد زين الذي يتفهم لم ولده قلق من إحضارها يخشى أن تقابل والدته و تقع أمامها بالحديث عن ما يخفيانه فوالدته لم تعرف شيء عن مخططهم هو و والده .. " لا بأس زين أتيتما في وقتكما فوالدتك ذهبت للمنزل لتبدل ملابسها و تأتي لي ببعض الأشياء من هناك "
سألته صفوة باسمة .." كيف حالك عمي متى موعد جراحتك "
رد والد زين بهدوء متجاهلا توتر جسد ولده الواقف جوارها .." غداً يا ابنتي أطمئني أنه أمر بسيط "
أجابته صفوة داعية بصدق .." سلمك الله عمي "
أبتسم والد زين ممتنا .." شكراً لك حبيبتي أخبراني متى ستتزوجان أنا متعجل للغاية "
ضحكت صفوة بإرتباك .." لقد عقدنا قراننا للتو عمي و تبق لي عامين لحين أنهي دراستي "
أجاب زين والده .." أنا لست متعجل أبي و لا أمانع من الإنتظار لحين تنهى صفوة دراستها "
أومأ والده موافقا و ظلا يتحدثان في مواضيع مختلفة لحين نهضت صفوة قائلة بخجل .." عن إذنكما سأذهب للمرحاض لغسل وجهي فالجو حار اليوم .. "
قال زين .." هل أتي معك حبيبتي "
أجابته صفوة باسمة .." لا داعي زين حتى لا يظل عمي وحده سأعود بسرعة "
خرجت مسرعة و في منتصف الطريق تذكرت حقيبتها فعادت أدراجها لتأخذ منديلها من الحقيبة لتجفيف وجهها و يديها بعد غسلهما .. قبل أن تدلف للغرفة ثانية سمعت والده يقول بهدوء .." لم لا تخبرها أني بخير زين هل تراها كيف هى قلقة دون داع ها قد تزوجتم بني لم لا تخبرها أن جراحتي جراحة بسيطة في ذراعي و ليست خطيرة بالمرة كما أوهمتها و لكن وجودي فقط لبعض التحاليل قبل إجرائها "
سمعت زين يجيبه بجمود .." لا أستطيع أبي أن أخبرتها ثق أنها ستتركني فلم أفعل ذلك أنت و في المشفى و جراحة و ستجريها إذن لم أكذب "
شعرت صفوة بالصدمة مما تسمع فعادت أدراجها لتذهب للمرحاض و هى تسير كالمغيبة .. كل هذا كان كذب مرض والده جراحته المتعجلة هل كذب في قوله أنه يحبها أيضاً يبدوا ذلك .. ماذا يريد منها إذن لم فعل كل هذه المسرحية هو و والده .. يا إلهي والده أيضاً مشترك معه في كذبته .. هل والدته أيضاً تعلم .. هل صرت لعبة لهذا الوغد الكاذب .. حسنا زين الدين عطار سترى مني ما لا يسرك .. دلفت للمرحاض لتغسل وجهها الذي كان غارقا في الدموع دون أن تشعر .. أنتظرت حتى هدأت و عادت لغسل وجهها مرة أخرى و خرجت لتعود إلى غرفة والده رسمت على شفتيها بسمة باردة لا تريد أن يلاحظ والده شيئاً هى ليست حانقة عليه يبدوا أن ابنه أقنعة أنه يحبها و لذلك قام بمساعدته
دلفت للغرفة مرة أخرى و قالت بجمود .."زين هل لنا أن نودع عمي و نذهب لقد تأخر الوقت "
لاحظ زين إضطرابها فنظر لوالده بقلق الذي أومأ برأسه موافقا .. قال زين باسما .." حسنا حبيبتي هيا بنا لقد هاتفتني أمي و قد وصلت في الأسفل "
أمسكت صفوة حقيبتها و قالت لوالد زين باسمة ..
" شفيت و عوفيت عمي سأتي لرؤيتك مرة أخرى "
ودعها باسما فخرجت تسير بجوار زين بجمود .. سألها بتوتر و هو يلاحظ صمتها و تغير مزاجها .. " حبيبتي هل حدث شيء ضايقك تبدين متضايقة و مضطربة "
ابتسمت في وجهه ببرود و قالت بدلال .." حبيبي زين طالما أنت معي لا شيء سيضايقني فأنت لن تفعل شيء يضايقني أو يحزنني أليس كذلك"
توتر زين من طريقتها في الحديث رغم خفقان قلبه لسماعها تنعته بحبيبها و لا يعرف هل هى تسخر منه أم تتحدث بصدق .. هل تبدوا طريقتها إتهام له أم تساؤل برئ .. سألها بهدوء و رسم بسمة لم تصل لعينيه .." هل تشكين في ذلك حبيبتي "
مطت شفتيها ببرود و أجابت .." لا بالطبع "
قابلت والدته في ردهة الأستقبال في المشفى فألقت التحية عليها و بعد القبلات و المعانقات ودعتها باسمة واعدة إياها بالمجيء و رؤيتها وقتا أخر .. خرجا من المشفى و أستقلا سيارة للتوجه للمنزل فسألها زين برجاء " لم لا نذهب للتنزه قليلاً فالوقت باكرا للعودة "
ردت صفوة ببرود .." لا أستطيع تعلم أن فريد و جميلة سيتزوجان بعد ثلاث أسابيع و هى تحتاج إلي معها لتنتهي سريعًا من جلب حاجياتها "
تمتم زين بخسارة .." يا لحظهما مبارك لهما و العقبة لنا "
زمت شفتيها بقوة و صمتت مما جعله يتوتر أكثر من مزاجها الذي تحول مائة و ثمانون درجة .. وصلا لأول الحارة فترجلا من السيارة ليكملا الشارع الضيق سيرا دلفا إلى المنزل فوقفت صفوة في المدخل و نظرت إليه بحقد قائلة .. " أريد الطلاق .. طلقني زين "
شهق حانقا و سألها بغضب .." هل جننت صفوة لنا أيام فقط عاقدين القران "
سألته بجمود و تحذير .. " لن تفعل إذن "
رد بغضب .." لا لن أفعل .. ما بك أيتها العنيدة هل خطى أحدهم على ظلك لتجني هكذا "
رفعت يدها و كورتها لتلكمه في وجهه لتأتي الضربة في أنفه لينزف بغزارة و هى تقول .. " تحمل إذن أيها الكاذب هذا ما ستلاقيه مني كلما رأيت وجهك أمامي "
أخرج منديلا ليضعه على أنفه يكتم نزفه و هو يقول بغضب .." أيتها الشرسة العنيدة لن أمرر لك فعلتك هذه .. لم كل هذا أيتها المجنونة ماذا فعلت لذلك "
قالت و هى تستدير لتصعد .." أسأل والدك أيها الكاذب "
أمسك بيدها ليديرها قبل أن تصعد فركلته على عظمة ساقة ثم لكمته في معدته ليتأوه بألم و هو يتوعدها قائلاً .." قسما يا صفوة لترين مني عقابا شديدًا على فعلتك هذه و سأجعلك تصرخين ألما "
عادت إليه مرة أخرى بغضب تريد الهجوم عليه و هى تشعر بحريق في صدرها و تقاوم دموعها حتى لا تهطل و يرى ضعفها .. " أيها الكاذب الحقير .. لم تزوجتني "
ضربته على صدره بيديها غاضبة فأمسك بيديها و ترك منديله يسقط على الأرض .. و هو يشدها إليه بقوة قائلاً راعدا .. " أخبرتك لأني أحبك أيتها الحمقاء أحبك أليس هذا كافيا لك "
انفجرت باكية و هى تقول بحرقة .." لقد سمعتك و والدك أيها الحقير سمعتك بأذني أيها الكاذب لم تفعل بي ذلك ماذا فعلت لك "
احتواها بقوة و هى تبعده بعنف و هو يقول بقوة .." لأني أحبك أقسم لك هذا هو السبب الوحيد لقيامي بذلك أقسم لك حبيبتي للأن لديك شكوك تجاه مشاعري نحوك ماذا تريدين لأثبت لك حبي أخبريني "
شهقت صفوة بالبكاء و هى تضربه على كتفه .." أنت كاذب تكذب طوال الوقت كيف أصدقك "
لف ذراعيه حولها ليضمها فركلته على عظمة ساقه  متحملا  الألم و لكنه لم يفلتها و أجاب برجاء ..” أسف هذه أول أخطائي  معك أرجوك أغفريها لي و إن تكررت أفعلي ما تريدين بي و لو قتلتني لن أمانع حبيبتي “
قالت صارخة ..”  لا لن أفعل زين ستعود و تكذب علي مرة أخرى أنا لن أسامحك لخداعك لي “
أمسك وجهها بين راحتيه قائلاً بهمس ..” أسف حبيبتي .. أسف سأقولها حتى ترضي “ حاولت نزع يديه بعيداً عن وجهها و لكنه  كان ممسكا إياها بقوة   سحب رأسها إليه و قبل شفتيها برقة و هو يرجوها قائلاً .. ” سامحيني صفوة  أرجوك لا تكوني قاسية القلب “
تمتمت بخفوت متألمة..” أتركني زين و لا تفعل ما يغضبني أكثر من ما فعلت لن أعرف ماذا سأفعل معك “
قال زين بشغف .. ” أفعلي ما تريدينه حبيبتي و لوقتلتني و لكن لتتركيني الأن أتذوق هذه الشفاه الوردية التي تثير جنوني “
قالت صفوة غاضبة ..” إياك أن تفعلها و إلا قسما لن ترى بعينك اليمنى “
ضحك زين بخفوت و ألتصق بها قائلاً ..” فداك كلتا عيني حبيبتي  لقد أعطيتك قلبي منذ زمن لن أمانع بعيناي و روحي لو شئت “
أنهى جملته ليقبلها بشغف و هو يحتوي جسدها بقوة حتى لا يترك لها مجالا للهرب .. أنت صفوة غاضبة و هى تريد إبعاده و لكنه كان كالصدفة التي أغلقت على اللؤلؤة .. شعر بجسدها بدأ أن يسترخي فزاد هجومه عليها  مما جعلها ترتعد بين ذراعيه .. عندما أنتشلهم صوت فجر الساخر قائلاً .. ” ما هذا  الذي يحدث  عرض إباحي حي في منزلنا و أين على الدرج .. “
صرخت صفوة و استدارت راكضة تصعد لشقتهم  ..وقف زين بجمود و قال ببرود ..” أسف لرؤيتك هذا .. أعتذر في المرة القادمة سأنتبه حتى لا يرانا أحد “
رفع فجر حاجبه ساخرا .. ” لا بأس سامحتك .. لقد أعدت لي ذكرى قديمة  عزيزة على قلبي لذلك سأتغاضي عن الأمر فقد سبقتك إليه “
سأله زين بفضول ..” سبقتني لماذا “
ربت فجر على كتفه قائلاً ..” لا تشغل بالك و أحمد ربك أني من رأك و ليس فريد و إلا .. “
تحسس فجر معدته  و شفته فسأله زين ..” و إلا ماذا “
قال فجر بمرح و هو يشير لأنف زين ..” لا شيء فيبدوا أن قبضة أحد العائلة زارتك على أيه حال “
وضع زين يده على أنفه قائلاً بسخرية ..” لا بأس إن كان عقابي لها كما رأيت فلا بأس لتفعلها مرة أخرى “
ضحك فجر ساخرا ..” أنضم للعائلة سيد زين “
تمتم زين بمرح ..” حسنا مرة أخرى ليس الأن بعد إذنك “
هز فجر رأسه بمرح و ودعه قائلاً بخفوت ..” متوحشتي أشتقت  تقبيلك أسفل الدرج حقا ..يا لها من أيام جامحة مرت علينا ..و كأن أيامنا هذه أقل جموحاً .. هه أصعد فجر لعلك تحظى اليوم بليلة حب مع متوحشتك بعيداً عن قطاع الطرق الذين أنجبتهم معها  “
صعد فجر الدرج ببطء و هو يمني نفسه بلقاء جامح مع متوحشته عتاب ....

من أجلك جميلتي ج3  قطعة من القلب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن