الحادي و العشرون &من أجلك جميلتي & صابرين شعبان

9.9K 364 64
                                    


الفصل الحادي و العشرون

يوم الزفاف
جلست جميلة أمام مصففة الشعر متوترة .. تشعر بالقلق مما حدث اليوم  فبعد رفض فريد ذهابها لدي مصفف الشعر ..أتصل بإحداهن لتأتي و ما أن أتت هذه الأخيرة حتى أخرجها فريد قائلاً .. أنه ستأتي إحداهن معرفته ..و لكنه نقدها  أجرتها و صرفها ..لم تفهم تصرفه و لكنها صمتت واعده نفسها بالسؤال عن ذلك فيما بعد بينهما ..  كان اليوم أشبه بخلية النحل .. أجتمع الجميع لدي جميلة في منزلهم  مما جعل المنزل  يبدوا كالسوق  من كثرة الأطفال الذين كانون يلعبون و يركضون تحت الأقدام  .. غير أن الشباب يمرحون في الخارج بطريقتهم و لم يشائون الجلوس في المنزل و هو مزدحم بالأطفال  .. كانت الجدة فريدة قد حضرت رغم تعبها  و أصرت أن تكون مع جميلة .. جلست في غرفتها على الفراش لتشعر بالراحة و عيناها تراقب كل خلجة من خلجات  جميلة القلقة شعرت نحوها بالحنان والعطف على هذه الفتاة التي تعاني الحزن حتى في أجمل أيام حياتها غير قادرة على الفرح كباقي الفتيات ..   دلفت عتاب تحمل في يديها صنية طعام كبيرة وضعتها أمام فريدة على الفراش قائلة .. ” جدتي أحضرت طعامك معي “
ثم ألتفتت للفتاة المصففة و جميلة قائلة ..” هيا تعاليا للخارج لتناول الطعام مع العائلة و لكننا سنجلس على الأرض و الرجال على المائدة “
قالت فريدة بهدوء باسمة ..” أتركي جميلة عتاب ستتناول الطعام معي هنا “
ردت عتاب و هى تمسك بيد الفتاة و  يخرجان ..” حسنا جدتي كما تريدين“
تركتاهم و أغلقت عتاب الباب خلفها   فقالت فريدة لجميلة الشاحبة
” تعالي حبيبتي تناولي الطعام ستحتاجين لقوتك اليوم  فأنت مازالت في بدايته “
ردت جميلة بقلق من معاني كلمات فريدة  رغم أنها لا تعلم أن الجدة تقصد بذلك الرجل الذي يحوم حولها و ينتظرون أي وقت لينقض عليها
” لا أريد جدتي لست جائعة “
فقالت فريدة محذرة أن لا تطيع ..” جميلة تعالي تناولي طعامك حبيبتي “
نهضت جميلة و أتجهت للفراش و جلست أمام فريدة و بينهما صنية الطعام .. و لكنها لم تمد يدها لتناوله .. قالت فريدة بهدوء .. ” تناوليه جميلة تحتاجين للطاقة فالزفاف سينتهي في وقت متأخر .. “
قالت جميلة بقلق و عيناها تلمع ..” لم أكن أريد زفاف كبير جدتي  أنا لا أشعر بالراحة لذلك “
ابتسمت فريدة تعلم أنها قلقة على فريد من ذلك الرجل تعلم هواجسها و خوفها و لكن لابد من ذلك و أن لا تعرف شيء لتسير الأمور بشكل طبيعي ..لا تستطيع أن تخبرها أن هناك عناصر للشرطة حولها في كل مكان و ينتظرون في قاعة الزفاف حتى سائق سيارتهم واحد منهم و مصففة شعرها أيضاً إحداهن .. قالت تطمئنها ..” حبيبتي الجميع هنا حولك  لم القلق  “
تنهدت جميلة قائلة ..”  لا أعرف جدتي و لكنه شعور ينتابني اليوم  أشعر بشيء يجثم على صدري  “
قالت فريدة بهدوء ..” اليوم حبيبتي يوم زفافك لا يجب أن تدعي  شيء أو أحد يفسد عليك فرحتك  حتى يكون ذكرى جميلة لك و لزوجك إن أفسدته الأن بالقلق و الخوف و ظللت متوجسة من حدوث شيء و عندما لا يحدث تكونين قد   ضيعت فرحتك و لم استمتعي به كباقي الفتيات   و كلما أتى هذا اليوم على خاطرك كل ما ستتذكرينه وقتها هو  كم كنت قلقة و غير سعيدة  و أفسدت فرحة الجميع حولك  بحزنك و ضيقك ربما يظنون أنك لا تريدين زوجك و لذلك أنت حزينة .. و عندها لن يكون أحدا منهم سعيدا بزواجكم “
مسحت دموعها بهدوء و رسمت بسمة على شفتيها قائلة .. ” معك حق جدتي لا يجب أن أفسد فرحتى لهاجس داخلي .. علي أن أستمتع بهذا اليوم ليكون ذكرى جميلة مع فريد و حتى يكون زفافي هو ذكرى سعيدة للجميع أيضاً “
ابتسمت فريدة و قالت بحنان ..” إذن تناولي الطعام حتى تكونين صافية الذهن و لديك الطاقة لإبعاد الأولاد عن ثوبك الأبيض الجميل خشية أفساده فهو أيضاً سيكون من ضمن ذكرياتك السعيدة “
ضحكت جميلة بمرح ..” نعم جدتي معك حق أنهم يشبهون العصابة عندما يجتمعون  “
قالت فريدة بمرح و حنان ..” حماهم الله لوالديهم أنهم نعمة من الله يجب المحافظة عليها و ليس التذمر منها أتمنى أن أرى أولادكم  قبل رحيلي عن هذه الحياة “
قالت جميلة متذمرة .. ” أنت الأن من سيفيد زواجي بحديثك هذا جدتي “
ضحكت فريدة بمرح و أجابت .. ” لن أستطيع حبيبتي أتمنى لك السعادة يا ابنتي .. هيا تناولي الطعام فأنا مت جوعا “
و هكذا مر اليوم على العائلة كأفضل ما يكون  و الجميع في حالة من البهجة و السعادة ...

من أجلك جميلتي ج3  قطعة من القلب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن