الفصل السادس عشردلفت عتاب لغرفة صفوة وجدتها جالسة على فراشها تمسك بكتابها شاردة تنحنحت عتاب لتنبهها و جلست جوارها على الفراش قائلة..
” أخبريني بما حدث اليوم في الجامعة لتثوري هكذا “
ردت صفوة بهدوء.. ” لا شيء أختي لم يحدث شيء “
ابتسمت عتاب و سألتها بهدوء ..” لماذا لست موافقة على أستاذ زين الدين إذن الا ترينه جيدا “
قالت صفوة بضيق.. ” لا .. لا أراه جيدا و أنا لن أوافق و لو كان الوحيد الذي سيتقدم لي في حياتي فأريحا نفسيكما “
قالت عتاب ضاحكة ..” ماذا فعل يا ترى لحقدك عليه هكذا مؤكد فعل شيء كبير أخبريني عنه “
ردت صفوة بلامبالاة ..” أخبرتك لا شيء و لتخبري زوجك و فريد أني لن أوافق عليه و ليبلغاه بذلك و الأن هل أستطيع المذاكرة بهدوء فالإختبارات قد قربت و ليس لدي وقت أضيعه “
نهضت عتاب لتتركها تستذكر لا داعي للضغط عليها الأن لحين تهدئ و سيكون لهما حديث أخر ..” حسنا حبيبتي كما تريدين سأتركك الأن لأذهب وأرى صفوة الصغيرة فهى أكثر فتياتي عنادا “
نظرت إليها صفوة غاضبة فضحكت عتاب و تركتها و أغلقت الباب خلفها زفرت صفوة بضيق و ألقت الكتاب جانبا و هى تتمتم بغيظ ..
” اللعنة عليك إيها المتحرش هل تظن أني سأطير فرحا عندما تخبرني بذلك حسنا سنرى من الذي سيوافق على خطبتك المزعومة و تعال و اقترب مني في الجامعة “**************
جلست صامتة على المقعد في غرفة الجلوس بعد أن آفاقت من غيابها عن الوعى أخبرتها والدتها أن فريد ينتظرها ليتحدث معها قليلاً.. نهضت جميلة و قامت بغسل وجهها و تبديل ملابسها و خرجت لتراه و من وقتها و هى صامتة تنتظر أن يتحدث تهرب بعيناها منه لا تستطيع أن تنظر لوجهه.. سمعت صوته الهادئ الذي يشعرها بالطمأنينة عند سماعها له يقول..” حبيبتي أنظري إلي “
لمعت عيناها بالدموع و أغلقتها لتفر دمعاتها من بين رموشها فقال فريد بحزم ..” تعلمين إن رأيتك تبكين مرة أخرى سأعاقبك و أخذك معي للشاطئ مرة ثانية تتذكرين يوم ذهابنا لهناك جميلتي “
أنتفض جسدها عند سماعها لتدليله لها فلاحظ فريد ذلك فسألها برقة ..” لم تعودي تحبين مناداتي لك بذلك ؟ أم يذكرك بشيء “
انكمشت جميلة و ظلت صامتة فتنهد فريد و نهض من مجلسه البعيد عنها و جلس جوارها ليمسك بيدها التي حاولت سحبها من بين يديه بعنف فهدئها قائلاً ..” حبيبتي أهدئي .. أنت ستظلين حبيبتي و جميلتي و زوجتي أنا لن أسمح لشيء بالوقوف بيننا ..أسمعيني جيدا جميلة أنا أريدك أن تعودي للجامعة لتنتظمي في دراستك فالعام أوشك على الانتهاء و أنا لا أريدك أن ترسبي و نضيع عام أخر و أنا أنتظر لتكوني معي “
خرج صوتها متحشرج ملتاع ..” أنا لا أريد أن أخرج من المنزل الأن لا أحد يضغط علي في ذلك أرجوكم “
اقترب منها فريد و لف ذراعه حول كتفيها فحاولت جميلة الإبتعاد عنه قائلة بألم .. ” لا تلمسني فريد أرجوك “
أمسك بكتفيها بحزم يضمها قرب صدره قائلاً ..” حبيبتي أنا لن أؤذيك لا تخافي و لكن أيضا لن أتركك تغرقين في هواجسك عن ما حدث أعلم أني أتعجل الأمور و لا أعطيك الفرصة لتبرئي و لكن لا أريدك أن تغرقي في الحزن و الرثاء على النفس ..أنا أريدك قوية كما كنتِ من قبل لا أريد أن أرى هذا الضعف بعد الأن ..أنت ستعودين لدراستك و حياتك كما كنتِ من قبل هل تفهمين “
هزت رأسها قائلة بعنف ..” أنا لا أستطيع الأن لم لا تفهم ؟ “
” أفهم ماذا جميلة أجيبيني “ سألها فريد بحدة ..
قالت صارخة و هى تعود و تنفجر في البكاء ..” أنا خائفة ..خائفة أخشى أن أراه مرة أخرى فيؤذيني أنت لا تعرف ما فعله بي هناك فريد “
قال فريد بألم ..” و لا أريد أن أعرف جميلة و هذا ليس معناه أني لا أهتم و لكني فقط أشعر بالعجز أني لم أستطع حمايتك و أجنبك ما حدث و أريدك أن تعلمي أنه إذا أردت الحديث عن الأمر كلي أذان صاغية حبيبتي أنا أود لو أخذ ألمك كله داخلي لإريحك و لكن لا أريد الضغط عليك لتتحدثي و لذلك أريدك أن تعودي لدراستك و لا تقلقي ستكونين في عيني و قلبي و لن أسمح لأحد بالاقتراب منك أو إيذائك مفهوم حبيبتي “
كانت جميلة تبكي بصمت و قلبها ينصت قبل أذنها ..سمعت صوته يقول برقة ..” ما رأيك غدا نذهب لرؤية الجدة فريدة فهى طلبت رؤيتك تعلمين أنها مريضة و لن تستطيع الخروج من المنزل “
هزت رأسها بصمت فابتسم قائلاً ..” أنا جائع لم لا نتناول الطعام معا من يد خالتي سناء و لكن في المرة المقبلة سيكون من يدك أنت أتفقنا صغيرتي “
تعمد فريد تغير اسم تدليلها للوقت الحالي حتى تعود و تطمئن و تعود الثقة إليها و تشعر بالأمان و أنه لا أحد يستطيع إيذائها و هو جوارها ....
أنت تقرأ
من أجلك جميلتي ج3 قطعة من القلب
أدب نسائيوزرا لم ترتكبه حملته منذ نعومة أظفارها، ليلاحقها طيفه و يعدو خلفها حتى تصدى له فارسها الفريد، لتُضرم نار الصراع من تحت رماد السنين محاولة العبث بأغلى ما تملك....فهل سيولي فارسها الأدبار ؟؟!! و لمن ستكون الكلمة الفَصْل؟!! #من_أجلك_جميلتي غرتني بجيش...