روي أنه كان يعيش في مكة رجل فقير متزوج من امرأة صالحة..واشتد بهم الحال يوماً حيث لم يجدوا شيئاً ليأكلوه..ولا شيئاً صالحاً يلبسوه..
▪ فقالت له زوجته:-
يا زوجي العزيز..هلا خرجت تلتمس لنا طعام نأكله أو قماش نختزله للباس جديد ؟!!
فخرج الرجل إلى السوق يبحث عن عمل..بحث وبحث ولكنه لم يجد أي عمل..وبعد أن أعياه البحث توجه إلى بيت الله الحرام..وصلى ركعتين وأخذ يدعو الله أن يفرج عنه همه..وما إن انتهى من دعائه وخرج إلى ساحة الحرم إذ به وجد كيساً..التقطه وفتحه فإذا فيه ألف دينار..
ذهب الرجل إلى زوجته (من شدة حاجتهما) ليفرحها بالمال الذي وجده لكن زوجته ردت المال وقالت له:-
لابد أن ترد هذا المال إلى صاحبه فإن الحرم لا يجوز التقاط لقطته ثم ذكرته بربه قائلةً:- *﴿عسَى رَبنا أنْ يُبدِلنا خَيراً مِنهَا..﴾..*وبالفعل ذهب إلى الحرم ووجد رجل ينادي:- من وجد كيساً فيه ألف دينار؟!!
فرح الرجل الفقير بوجود صاحب الكيس فصاح به قائلاً:- أنا وجدته أيها الرجل..خذ كيسك فقد وجدته في ساحة الحرم..
وكان الجزاء أن نظر المنادي إلى الرجل الفقير طويلاً وإذ بأثر الفقر واضحاً على ثيابه..
▪ ثم قال له:- *خذ الكيس فهو لك..ومعه تسعة آلاف أخرى..*استغرب الرجل الفقير جداً حتى كاد أن يغشى عليه من فرحته..فناداه قائلاً:- ولم ؟؟!
▪ قال المنادي:- لقد أعطاني رجل من بلاد الشام عشرة آلاف دينار..
▪ وقال لي:- اطرح منها آلف في الحرم..ثم ناد عليها..فإن ردها إليك من وجدها فأدفع المال كله إليه فإنه رجل أمين..*← ختام القصة..*
◇﴿عسَى رَبنا أنْ يُبدِلنا خَيراً مِنهَا..﴾..هذه الآية تجسد قاعدةتربوية فى نفوسنا:- من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه..فيأيها المهموم..ويأيها الفقير..ويأيها الضعيف..
- لقد قال الله:-﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ ..﴾.. هذاشرط..
﴿يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ..﴾.. هذاوعد..
﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ..﴾.. هذه مكافأة..فحقق الشرط..لتستحق الوعد..وتنال المكافأة