هذه من أروع القصص التي ستسمعها في حياتك عن جزاء من يحفظ الأمانة و يُرجع الحقوق إلى أهلها ، القصة يرويها أبو عقيل رحمه الله و هو من العلماء الزهاد.
يقول أبو عقيل رحمه الله : في يوم من الأيام كنت حاجا و بينما أنا في الحج ، وجدت عقدا في خيط أحمر من لؤلؤ فأخت أبحث عن صاحبه في الحج حتى قيل لي أن هناك شيخ كبير يبحث عن عقد له ، فذهبت إليه و قلت له هل لك عقد ؟ قال نعم . فطلبت منه أن يصفه لي فوصفه كما هو ، فقدمت له عقده.
انتهى الحج فذهبت إلى بيت المقدس ثم مررت على الشام قبل عودتي إلى بلدي ، فوصلت إلى مسجد في حلب فصليت فيه في وقت برد شديد و كنت جائع في ذاك الوقت و لا مسكن لي و لا مأوى و لم يكن لدي مال قط ، و في الفجر رآني الناس فأمروني أن أصلي بهم ، لأن إمامهم قد توفي ، فأخذت أصلي بهم أياما طويلة نظرا لعدم وجود إمام يعوض إمامهم.
فقالوا لي يوما ، أن الشخص المتوفي قد خلف بنتا فطلبوا مني أن أتزوجها و أمكث عندهم و أكون إماما لهم ، لكني أخبرتهم أنه ليس لدي مال و لا عتاد فقالوا لا مشكل فهي ميسورة الحال و عندها دار ولوحدها. فتزوجتها و أقمت في بيتها و أصبحت إماما لهم.
و في يوم من الأيام رأيت نفس العقد الذي وجدته في الحج !! فكانت المفاجئة ، قلت لزوجتي من أين لكي العقد ؟ قالت إنه لي ... فسردتُ لها قصة العقد و كيف وجدته وأعطيته لذاك الشيخ الكبير.
فقالت : ذاك العقد لوالدي و لقد كان أبى يدعوا كل يوم و ليلة بأن يزوجني برجل مثل الرجل الذي أرجع له العقد ... و ها قد استجاب الله له نظرا لوفائك يا ابا عقيل ...
إنها الأمانة و ما أدراك ما الأمانة.