جاءت امرأة إلى رجل صالح، فسألته: هل يعدل الله في جميع أقداره وأحكامه؟ فقال: هو العدل الذي لا يجور ، ثم سألها: ما قصتك ؟ قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي فلما كان أمس شددت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وأبلغ به أطفالي فإذا أنا ٧بطائر قد انقض علي وأخذ الخرقة والغزل وذهب، وبقيت حزينه لا أملك شيئاً أبلغ به أطفالي. فبينما المرأة مع الرجل الصالح تكلمه إذا بالباب يطرق عليه فأذن له بالدخول وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده: مائة دينار فقالوا أعطها لمستحقها. فقال لهم الرجل الصالح: ما كان سبب حملكم هذا المال قالوا كنا في مركب فهاجت علينا الريح وأشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد أ لقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل فسددنا به عيب المركب فهانت علينا الريح وانسد العيب ونذرنا لله أن يتصدق كل واحد منا بمائة دينار وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت، فالتفت الرجل الصالح إلى المرأة وقال لها: رب يتجر لك في البر والبحر وتسألين هل يعدل، وأعطاها الألف دينار، وقال: أنفقيها على أطفالك.