لا أدري لما لم يظهر الفصل يبدو أن الواتباد لا يزال يبتلع النصوص!!!***
- أخبرتهم هناك بأني أسير أثناء نومي؟
حتى و سيزار ينطق السؤال بلسانه لم يصدقه، لقد قضى أكثر من نصف عمره يبني برجا عاجيا حول اسمه ليجعله حاضرا يثير الرهبة بالنفوس ثم و هكذا بفرقعة أصابع أصبح هناك من سينفجر ضاحكا عند سماع هذا الاسم و كيف لا و هو للرجل الذي يسير دون وعي أثناء النوم و كاد يودي بحياته بتهشيم جمجمته لولا وجود ملاكه الحارس.
لاحظ الشيطانة الصغيرة الجالسة بجانبه تهز رأسها ببطئ مجيبة بنعم حذرة على السؤال فانفجر الغضب بداخله كبركان حارق أخذت حممه تذيب أحشاءه و زمجر بقسوة: ماذا؟.
صوته أفزع السائق الذي أدار عجلة القيادة بقوة فانحرفت السيارة بشدة نحو اليمين قبل أن يضغط بحزم على الفرامل فاصطدم رأس سيزار بزجاج النافذة و أحس بالصداع يزأر بداخله، فيما ارتمى جسد سيرا بأحضانه و قد دست رأسها بصدره و أمسكت يديها بقميصه بقوة استسلمت لها الأزرار الثلاث الأولى التى انتزعت من مكانها، رفعت وجهها إليه متسائلة و هي تبعد شعرها عن فمه: هل أنت بخير؟
لو كانت النظرات تقتل لكانت خرت ميتة بتلك اللحظة، فعينيه توجهان لها رصاصا أسودا يحاول اغتيالها.- أنا سأجعلك تندمين..
خرجت الكلمات من بين أسنانه حادة كسكين، لكن البقية الباقية من جملته قطعت بصرختها المفاجئة و هي تمد جسدها عبره لتتطلع على النافذة قبل أن تنزل الزجاج صارخة: لقد رأيتك كريستينا فلا تحاولي الاختباء، و ما هذا بيدك مناديل ورقية!.
ثم انفجر صوتها و بدا أنه يسمع من مدخل المدينة: تبعين مناديلا بفترة الامتحانات، أنت واقعة بمشكلة كبيرة يا فتاة.لم يستطع سيزار تحليل الموقف بطريقة منطقية خصوصا و هو محشور لظهر الكرسي، و من يفترض أن تكون خادمته الآسفة لتهشيم رأسه و الخائفة من العقوبه تمد جسدها عليه كطقة برية و كأنه غير موجود.
لقد كان غضبه يقابل بخوف تنطق به رفات الجفون و رجفات الأجساد أما الآن و قبل أن يكمل رثاء حاله صرخ و هي ترمي هذه المرة بكامل ثقلها على ركبتيه ساحقة عضلات رجليه لتخرج من جهته و هي تعدل حذائها الرياضي الذي سقط منها و هي تتخبط لتخرج عبره: يفضل أن تتوقفي عن الركض يا فتاة لأني عندما أمسكك سأبرحك ضربا.و رأى رغم دهشته كتلة من الشعر الأسود تركض مبتعدة عبر السيارات المتوقفة لحقتها من يفترض أنها خادمته.
- يا الله لقد أرسل لي مارك مجنونة.
و مال ليربت على كرسي السائق: انطلق نحو البيت بسرعة.
و كمن يهرب من مسرح جريمة شنيعة لم يستدر للخلف أبدا.- يفترض أنها بفترة امتحانات.
كانت الجملة الوحيدة التي تدور برأس سيرا و هي تندفع راكضة عبر صفوف المشاة و بصرها لا يحيد عن الطفلة ذات الثلاثة عشر عاما الهاربة منها عندما اصطدمت بضخم رمى بها أرضا، متجاهلة نزف ركبتها نهضت مواصلة الركض و الخوف يزحف ليحتلها، لم تتصل بالميتم منذ أكثر من أسبوع، هل حدث شيء ما، لقد قصرت بواجباتها و هذا إكثر ما تكرهه.
ابتسمت عندما انعطفت الفتاة نحو أحد الازقة و تمتمت أمسكتك.
أنت تقرأ
حب على أضرحة الماضي ❤ _مكتملة_
Romanceليست مشكلتنا أن حبنا كان نوعا محرما أو مغامرة عشقية لم يفترض بنا خوضها.. لم يكن و بأي حال خروجا عن المألوف.. مشكلتنا كانت أبسط من ذلك.. أبسط بكثير.. تكمن بواطنها في أن قصتنا العادية جدا أتت بعد نقطة كبيرة للنهاية.. نهاية حيوات، نهاية قصص، نهاية أناس...