5

2.8K 163 132
                                    


الفصل القادم بعد:

¤ 20🌟
¤ 20 💬

✨✨✨

اتسعت عيني سيرا و بحدقتيها ارتسمت تفاصيل الوجه الأسمر الذي لا يبعد عنها سوى انشات قليلة و قد اشتد جلده على عظمه فبدت وجنتيه مرتفعتين، و فكه مرسوما بطريقة لاحت بنظرها قاسية و امتزجا الحاجبين الأسودين الكثيفين ليصيرا خطا واحدا و أطلت نظرة وحشية من ظلام العينين المحدقتين بها و لسبب مجهول انقبض قلبها بداخل صدرها و عاد صوت من ذكرياتها يهمس عند أذنيها: اهرب، اهرب فقدرك قاس جدا يا فتاة.
أحست بنفسها تختنق و الكابوس القديم يفتح الباب الموصد بذاكرتها ليعود بكامل سوداويته، انتفضت لمرة أخيرة فضغط بوزنه عليها أكثر، و شعرت بعظام قفصها الصدري تطقطق تحت الحمل، حدقت به لمرة أخيرة فرأته على حقيقته انسان قد من صخر، قادر و جدا على الأذية دون أن يرف له جفن، و لسبب غريب راودها شعور غريب أن كل سواده سيتجه نحوها، أغمضت عينيها بقوة و همد جسدها و هي تحاول ألا تنهار، بحق الإله تماسكي.
عندما كسرت تواصلها البصري معه عاد تعقله ليغمر ذاته دافعا بالغضب عنه، غضب تحول نحو ذاته عندما لاحظ ما يفعله، تنحى عنها و هو يدس يده بانفعال بشعره صارخا: انقلعي.

احتاجت لبضع لحظات أخرى قبل أن تستجمع طاقة تكفيها للوقوف فيما استدار هو معطيا لها ظهره العاري محاولا استعادة رزانته التي لا يدري متى أضاعها، هو الذي استحال على منافسيه تشتيت تركيزه تستفزه امرأة ظهرت من العدم بأدنى حركة منها، إنها قادرة على نيل جائزة غينيس للقدرة على الازعاج.

بوصولها للباب كانت دقات قلبها  قد انتظمت و اشتعلت نار التمرد بداخلها فسألته ببرود و هي تمد قامتها التي لا تصل حتى لأسفل كتفه: بقولك انقلعي، هل تقصد أن انقلع من الغرفة أو من البيت، أتمنى أن يكون كلامك محددا لأفهمه؟.
بكل مرة تفتح فيها فمها الكبير ينفجر الغضب بداخله، إنه لم يغضب هكذا بحياته، فلما يهتم الآن لكلام قزمة تحمل نبرتها تحديا يثيره و يلقي بتعقله مع أول حرف تصرخ به.

حدد كلامك، فأنت تربك من حولك ثم تحاسبهم على أخطاء تدفعهم لها دفعا بأوامرك المشتتة.

فليشهد عليه الله أنه سيقتلها.

اقترب منها الى ان تلامس جسديهما و بدا غير عابئ بمفهومه عن المساحة الشخصية ليهمس قرب أذنها ببطئ: حتى مديرك لن يقدر على إخراجك من هذا البيت إلا أن أقرر العكس.
بدا بوقوفه هذا مهددا و كأنه تجسيد لشر قديم، لكنها لم تهتم،  إنه بنظرها مجرد ثري أخر يحسب أنه مركز الكون، و أن الشمس تشرق كل يوم لإرضائه، و أن الناس تواجدو فقط لطاعته،  فهزت كتفيها قائلة ببساطة: حسنا.
و استدارت مغادرة فيما بدا سيزار كمن صفع على حين غرة: "حسنا" هي ردها على تهديده الصريح.
امتدت يده لتغلق الباب الذي تركته مفتوحا بقوة ارتجت لها الجدران صارخا: إلى الجحيم.

حب على أضرحة الماضي ❤ _مكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن