مراحب جميعا:الفصل هو الأطول لحد الآن و هو هدية للجميلة jehad_999
❄❄❄
لا تنسوا ترك انفعلاتكم و اراءكم لنواصل الرحلة يدا بيد للختام.
❄❄❄
ألقت سيرا بوجهها على الجدار البارد لغرفة الزينة الفارغة، و هي تحاول التحكم بضربات قلبها العشوائية، ما الذي قاله؟ شعلتي!.
صرخ كيانها: لم ينس، و لا هي نسيت أكبر خطأ اقترفه طوال مسيرتها المهنية العامرة بالأخطاء.
-انت تقعين بشر أعمالك يا فتاة.
كشرت للهمس البغيض بداخلها، كم مر على الحادثة، أكثر من سنتين، إنه وقت كاف للنسيان فلما تنبض عيونه بمعرفتها و كأنه لم ينسها للحظة.
أغمضت عينيها متذكرة ملامحه بشعره الذي يلمع بلون نحاسي يتساقط بنعومة على جبهة عريضة و عظام وجنتين عالية مع أنف حاد، و فك حاد الزوايا، و جسد عضلي بامتياز، لقد اكتسب وزنا و جعله ذلك بعيدا عن كيس العظام الذي كانه، لكن الذي أثار رعبها أنها رفعت رأسها لترى وجه لقد كان يقف على رجليه!.
أطلقت تأوها بقله حيله و عادت ذاكرتها لذلك الخريف حين وقفت أمام البوابة الحديدية الضخمة المطلية بلون ذهبي يتوسطها نقش كبير لنسر كبير فاردا جناحيه، لقد اطالت النظر يومها لذلك النسر و سرت قشعريرة مريعة على طول عمودها الفقري، و شعرت أن النسر حي ويجعلك تأمله تحس بأنه سينقض عليك ليمزقك، ليسحب روحك من جسدك، لسبب ما جعل ذلك النقش جسمها ينتفض بعنف، فتح الباب للخوف ليزحف إلى أوصالها أرادت ببساطة الاستدارة و العودة من حيث أتت، عاد ذلك الإحساس الداخلي يأمرها بالهرب، بالابتعاد من هنا، ذلك الحدس الذي طالما حدثها والدها عنه كان دائما يقول لها" أتعلمين يا سيرا أن بداخل كل واحد منا جهاز إنذار حساس جدا يعمل على تنبيهنا عندما توشك الأخطار على الإيقاع بنا، عليك يا ابنتي أن تثقي بهذا الإحساس و تتبعيه، لأن الموت هو النهاية الحتمية لكل شخص لا يتراجع في الوقت المناسب" .
إنها لا تشك بحكمة والدها فشخص قضى أغلب سنوات حياته في سلك الشرطة يعرف جيدا شروط النجاة في هذا العالم، كانت لاتزال واقفة تتنازعها رغبتين واحدة تريد منها العودة من حيث أتت و الأخرى تدفعها للمضي قدما عندما توقفت بجانبها سيارة بيضاء اللون ذي نوافذ مظللة، نزل زجاج النافذة فجأة لتلمح من خلالها عينين رماديتين حادتين، جعلتها النظرة المطلة منهما تنكمش و كأنها في أبرد يوم من أيام الشتاء، فيما تعالت دقات قلبها و كأنها قرع الطبول أرادت الإشاحة بوجهها بعيدا لكي تكسر عنها تعويذة تلك النظرة التي بثت الرعب في نفسها، لكنها لم تستطع إلا أن تتجمد في مكانها، ارتفع الزجاج مرة أخرى ووجدت نفسها تحدق ببلاهة إلى انعكاس صورتها عليه، كانت تلك المرة الوحيدة التي رأت فيها السيد ريكاردو كبير العائلة و الأمر الناهي فيها .
أنت تقرأ
حب على أضرحة الماضي ❤ _مكتملة_
Romanceليست مشكلتنا أن حبنا كان نوعا محرما أو مغامرة عشقية لم يفترض بنا خوضها.. لم يكن و بأي حال خروجا عن المألوف.. مشكلتنا كانت أبسط من ذلك.. أبسط بكثير.. تكمن بواطنها في أن قصتنا العادية جدا أتت بعد نقطة كبيرة للنهاية.. نهاية حيوات، نهاية قصص، نهاية أناس...