يوم السبت موعدنا مع أبطال الرواية...
.
استمتعوا..•••
كانت أشعة الشمس تتسلل عبر زجاج النافذة لتقع على شعر سيرا الذي يلمع بلون أحمر مشع فبدت و كأن النيران قد شبت برأسها، و كان هذا الوصف حقيقيا لحد بعيد فهي حرفيا تشتعل، براكين غضب تنفجر بداخلها بينما تنظر للظهر العريض المغطى بسترة كلاسيكية سوداء مفصلة على مقاسه تماما يسير مبتعدا، هو ببساطة داس على حسن نيتها و قفل مغادرا آخذا منديلها معه، كتلة الغرور المتحركة ذاك لم يكن قليل الأدب معها فقط بل سلبها هدية أمها و أحب منديل عندها، ولولت جملة واحدة بداخل رأسها و أخذت تطرق عظام جمجمتها مسببة لها صداعا مؤلما: اكسر رأسه المغرور.
التوى فمها باشمئزاز مقاومة شعورا طاغيا بالغثيان، كيف يجرؤ على التعامل مع أسفها الصادق بهذه الطريقة، لقد انحنت بحسن نية لتلتقط ما وقع منه و لم تنتبه لأنه انحنى أيضا لذا عندما رفعت رأسها ارتطمت بوجهه، كيف لها بحق الإله أن تراه عندما انحنى فهي لا تملك عينين بأعلى رأسها، حسنا لقد كان ارتطاما عنيفا و لكنه يظل مجرد حادث، حادث عرضي بسيط لا يستحق أن يرغي و يزبد بسببه هكذا، لكنها الآن ستمنحه سببا أكثر من كاف للانفجار لأنها ستمسح به الرواق.- وغد، متعجرف.
تمتمت بهذه الصفتين و شحذت كل ذرة تهور تملكها لتنفذ ما يجول بخاطرها لكن و كرياح تجري بما لا تشتهي السفن ما إن مدت رجلها لاحقة به حتى حاوطتها يد المدير العجوز فرفعت وجهها إليه و بين تضاريس وجهه قرأت أنه يعلم جيدا ما تنوي فعله، لذا و دونما لف أو دوران قالت: أنت تعلم أنه يستحق أن أكسر رأسه.
هز المدير رأسه ببطئ مجيبا: أظن بأنها المرة الأولى منذ تعارفنا تقولين شيئا صحيحا.
تجاهلت ملاحظته الساخرة فالمهم أنه يوافقها الرأي كما قال لأول مرة فتشدقت و الحقد يغمر كلماتها: و تعلم أني قادرة على ذلك.حك المدير بيده الحرة ذقنه فيما أبقى الثانية ممسكة بها و كأنه يخاف أن تغافله و تقوم بما تعتزمه قبل أن يجيب: أظن أني سأراهن على ذلك.
ثم أطلق ضحكة قوية و كأنه قص ما يفترض أنها نكتة مضحكة رغم أن كلامه لم يعني لها شيئا محددا.لم يتعب نفسه بتفسير كلامه بل ساقها إلى مكتبه تاركا إياها تكتوي بنيران غضبها، و ما إن صارا بالداخل حتى أفلتها ليجلس على كرسيه قائلا بسرعة و كأن قراره كان وليد اللحظة: بالنسبة للعطلة التي طلبتها فأجدني عاجزا عن منحها لك.
كان عليها أن تتوقع ذلك فلا شيء سيسير على ما يرام بعد بداية اليوم غير المشجعة، شعرت بالغضب كفقاعة تكبر و تكبر بداخلها لتحجب عنها كل شيء و قبل تغرق تماما بتلك الحالة اللاعقلانية جزت على أسنانها: ما قصدك مارك من حقي الحصول على عطلة، هذا حقي، حق مكفول بالقانون.
أنت تقرأ
حب على أضرحة الماضي ❤ _مكتملة_
Romanceليست مشكلتنا أن حبنا كان نوعا محرما أو مغامرة عشقية لم يفترض بنا خوضها.. لم يكن و بأي حال خروجا عن المألوف.. مشكلتنا كانت أبسط من ذلك.. أبسط بكثير.. تكمن بواطنها في أن قصتنا العادية جدا أتت بعد نقطة كبيرة للنهاية.. نهاية حيوات، نهاية قصص، نهاية أناس...