الفصل الثالث

12K 252 1
                                    

الفصل الثالث..
القدر والاختيار المحتوم..ما هو إلا توفيق من الله..ولكن قد نكمل حياتنا بسعادة على إختيار الله لنا..ولكن فى داخلنا نموت بدل المره ألف على ضياع ما كنا نريده!!!.على ضياع شئ كنا نعيش حياتنا من أجله..أو بالأصح كنا نعتقد أننا نعيش حياتنا من أجله!!!

مرت ثلاث سنوات..
تغير فيها الكثير..صبا أصبحت فى الصف الثالث الثانوى..يزيد أصبح فى السنه الثالثة فى الكليه..أدهم عاد لمصر وخطب رحمه التى سعدت كثيرا بتقدمه لخطبتها والفرحة الأكبر أنه يحبها مثلما تحبه!!!
نرمين أصبحت فى كليه علوم..محمود لم ينهى دراسته بعد وعاد لوطنه ولأهله الذين فرحا بقدومه..
****************
فى يوم من الأيام فى المساء بالتحديد الساعه الثامنه مساء..
كان يجلس هشام وإخوته ووالدته مع الجد والعائلة ليباشر هشام الحديث قائلا: حاج خالد..أنا بطلب ايد صبا من حضرتك.
خالد بترحاب: وده يشرفنا بس الأهم رأى العروسة.
كانت صبا فى غرفتها ومعها رحمه وسمعتا كل شئ..من هول المفاجأه جلست صبا على سريرها لا تكاد تصدق ما تلى على مسامعها...أحلامها..تخيلاتها يوم فرحها وهى ترتدى الفستان الأبيض ويزيد يتأبط ذراعها..انهدت واحده تلو الآخرى..لكنها لا تستطيع الرفض دون سبب قاطع..لذا!!!
عم الحزن قلبها..
بعد القليل من الوقت ذهب هشام ومعه عائلته كما جاءو....
أخذت عائشه تنظر لأيمن بشرود فقطع الجد شرودها قائلا: عائشه ممكن تنادى صبا
!!!
أومأت عائشه برأسها لتقوم وتتوجه لغرفتها فوجدت صبا تتحدث مع رحمه فى أحد المسائل فى الكيمياء.
عائشه: صبا..تعالى كلمى جدك خمسه وتعالى كملى..
نظرت صبا لرحمه لتومأ لها بيدها أن تذهب..ذهبت صبا خلف عائشه وقلبها ينبض بعنف وتحاول التماسك حتى لا تبكى من القهر..
جلست بجوار جدها فباشر الجد حديثه قائلا: صبا..بصى يا حبيبتى أنا هكلمك فى موضوع بس مش عايزه يأثر على مذكرتك.
اتفقنا.
صبا بصوت مبحوح منخفض: اتفقنا.
خالد: فى عريس متقدملك هو..
ضربات قلبها بدأت فى التزايد ونافوره من التوتر أصابت رأسها حتى كادت تسقط مغشيا عليها..دموع متحجره فى مقلتى عينيها..ابتلعت ريقها بإزدراء وبصعوبه ليكمل الجد حديثه: يزيد.
فتحت فاهها ببلاهه بينما اعتلى وجه عائشه الصدمه فى حين أن أيمن كان يبتسم بخبث ومكر.
ضحك الجد على منظر صبا ليقول: ههههه
فيه إيه مالك متفاجأه كده!!!
صبا وهى لا تكاد تصدق ما سمعته..يزيد
احقا هذا!!!..يا الله..كم انتظرت..كم دعوت!!..كم رجوتك يا الله!!..كانت تريد أن تقوم وتجول المكان وتصرخ من الفرحه لكن طغا الخجل عليها لتقول: ها..م..مفيش
أردف الجد مكملا حديثه: بس فى واحد كمان هو..
لم تستمع للكلام الذى يقال الآن لا يهمها فى شئ....لتنهى هذه الجلسه قائله بخجل: هافكر يا جدو وهقول لحضرتك ردى..
قامت سريعا جريا لغرفتها..دخلت غرفتها ووضعت يدها على قلبها الذى ينتفض من كثره نبضاته..يكاد يتوقف من الفرحه والسعادة..من لا يعلم أن فى حاله الفرح الشديد او الحزن الشديد قد يؤدى إلى الوفاه
!!!!!
جرت على سريرهاوأخذت تقفز عليه واذنها لا تصدق ما سمعته..عندما اعيتها شقاوتها جلست على سريرها وهى تتذكر ما مضى..شريط ذكرياتها معه يمر أمام عينيها..فتحت مذكرتها وأخذت تكتب ما
يملى عليها قلبها وبعدما إنتهت التقطت الوردة البنفسجية التى لها ذكرى خاصه عندها...اشتمتها بكل سعاده..أغلقت مذكرتها ثم فتحت شرفتها لتجد المطر الشديد ينهمر فى الخارج...سعدت كثيرا  وخرجت بسرعه من غرفتها وتوجهت خارجا بعدما حمدت ربها أن عائشه وأيمن غادرا والجد بغرفته..خرجت ووقفت تحت المطر وهى تشم رائحته التى تعشقها..دعت
من أعماق قلبها بكل ما تريده ولكن فاجأها قدوم يزيد وهو يضع جاكته على رأسه ويجرى للداخل حتى يحتمى من المطر المنهمر..!!!!
*****************
فى منزل هشام..
دخل وهو سعيد لأنه تقدم خطوه فى مسار حبه لها.
قالت سحر له: هشام..أنا مش عايزة ازعلك لكن لازم تعمل حساب فرق السن ما بينكو..
هشام: إن شاء الله خير..هخش أنا أريح علشان أصحى بدرى للشغل بكره.
سحر: ماشى يا حبيبى..ربنا يعينك.
*******************
فى منزل محمود..
كان محمود ووالدته ووالده جالسين يشاهدون التلفاز...
بداخل محمود يعتليه حاله من التوتر والحماس معا لكنه قرر أن يباشر حديثه
قائلا: بابا أنا عايز أخطب.
ابتسمت والدته زينب التى يبدو على وجهها البشاشه والحنان وزغرطت بعلو صوتها من فرحتها وقالت: جه يوم المنى يا حبيبى..من الصبح اخطبلك احلاها بنت.
تنحنح محمود منظفا حلقه ليقول بعدها: مهو أنا خلاص لقيتها.
نظر والده عمرو له وقال بتساؤل: نعرفها ولا من بره!!!
محمود: من بره.
زينب بترقب: مين هى؟!!
محمود: فاطمه مدحت الصياد.
عمرو بصدمه: مييييين!!!
****************
تفاجأت صبا بقدوم يزيد من الخارج فى ذلك الوقت..جرى حتى وصل إليها فوجدها مبتله حتى أخمص قدميها..تفاجأ بها هو أيضا.
سعل عده مرات متتالية فانتفض قلبها خوفا عليه.
صبا بقلق: شكلك خدت برد..تعالى خش معايا أعلمك حاجه دافيه.
يزيد بإمتناع: لأ..أنا هطلع فوق علشان أغير هدومي.
صبا بإصرار: لا..تعالى معايا..فى هدوم ليك عندنا.
وسحبته من يده شديده البرودة للداخل فوجدت...لتجحظ عيناها بصدمه وخوف من المقبل عليها..
****************
دخلا فوجدا الجد مستيقظا وجالسا فى الصاله يشاهد أحد البرامج..لم يستطع الجد إخفاء الدهشة من على وجهه عندما رأى صبا مبتله بالكامل وكذلك يزيد..
الجد بدهشه: صبا.يزيد..إيه اللى خرجكو بره فى المطره والجو ده!!!
صبا بتوتر ليس من استيقاظ الجد فإنها تعلم موعد برنامجه المفضل: آ..آآآ..أصل أنا لما لقيت الدنيا بتمطر..آآ..فخرجت ألعب تحتها و..بعدين لقيت يزيد جى من بره وهو متبلل.
نظر لها الجد نظره لن تفهمها إلا هى فقط!!!
فأجابته بلغه العيون أن " آسفه "
الجد بقله حيله: طب روحى آتى الترنج بتاع يزيد من الدولاب عندى ليه..وروحى غيرى هدومك بسرعة.
تنفست اخيرا بعد كم التوتر الذى مرت به الآن فقالت برجفه من شده البروده: حا..ضر.
بالفعل أحضرت له ملابسه وذهبت لغرفتها حتى تبدل ملابسها بملابس غير مبتله وفجأه وجدت نفسها لا تستطيع التنفس واسودت الدنيا أمام عينيها ووقعت مغشيا عليها..بعد ما أوقعت قارورة المياه التى على المنضده بغير قصد..
فى الخارج..
بدل يزيد ملابسه وتوجه للجد ليسأله عن اخبارها بموضوع الزواج.
الجد: أيوه قلتلها النهارده..بس فى حاجه لازم تعرفها هى......
قطع كلامهم صوت سقوط الزجاجة..أصاب الجد حاله من الفزع بينما أستغرب يزيد من الصوت ليس إلا..
انتفض الجد من جلسته وذهب سريعا وشرع فى طرق باب غرفتها فلم يجد ردا..
قال يزيد بتساؤل: ممكن تكون نامت!!!!
هز الجد رأسه بنفى وقال: لأ..ملحقتش..وبعدين النور مفتوح..
دق الباب مره آخرى وهو يقول بخوف: صبا.
ردى عليا...ليستطرد قائلا بحسم: لأ بقا..أنا هفتح.
فتح الباب ويا ليته ما فتحه حتى لا يفجع قلبه على حفيدته لتعم الصدمه وجههما.
قال الجد ويزيد فى آن واحد بهلع: صبا.
جرى يزيد ليصل إلى الأرض ويتكأ بركبتيه حتى جلس أمامها ليجدها ما زالت بملابسها المبتله..جس درجه حرارة جسدها
ليجدها ساخنه كاللهب..انتفض وقال للجد بخوف وقلق بالغ عليها: دى سخنه مولعه..
الجد بصوت أقرب للبكاء يغلفه الغموض: ليه يا بنتى كده!!!!
حملها يزيد ووضعها على سريرها ثم انتبه إلى كلمات الجد الغامضة ليقترب منه ويقول بترقب متسائلا: جدى..هى صبا فيها حاجه!!!
الجد بحزن: كان لازم هى اللى تقولك..أنا حذرتها وقولتلها متنزلش تحت المطره هتتعب مبتسمعش كلامى وأهى تعبت....تلعثم الجد بعدها لا يعلم ايقول له ما حدث فى السنتين الماضيتين ام لا لكنه قال بحزن دفين: لازم تعرف إن صبا.مريضه.
يزيد وقد علت دقات قلبه وهو يقول ببلاهه وعدم فهم: مريضه..جدى الله يخليك فسر كلامك.
استطرد الجد كلامه كأنه يلقى قنبله على مسامع يزيد: صبا..مريضه..بال..آآ..بالقلب.
أفرغ يزيد فمه وهو يقول بصدمة شديدة بعدما توقف عقله عن العمل: القلب!!!!
أطلق الجد المفاجأه ثم ذهب ليوقظ رحمه.
******************

فى منزل محمود...
عمرو بصدمه: مييييين!!
محمود بإستغراب: فاطمه مدحت الصياد..
هو حضرتك تعرفها!!!
عمرو بفرحة: ألا أعرفها..دى بنت مدحت الصياد شريكى فى الشغل..تعرفيه إنتى يا زينب
زينب بدهشة: فاطمة..مش ديه اللى جاتلنا مع باباها ومامتها للغدا من ايمت شهر؟!!
أجابها عمرو مؤكدا كلامها: أيوه هى.
زينب بسعادة: يا زين ما اخترت يا حبيبى.
وقف محمود فجأه وهو يقول: لا لا..ثانيه واحده كده عليا..أنا مش فاهم أيتها كلمه من اللى اتقالت.
******************
فى منزل هشام..
دخل هشام غرفته وتمدد على ظهره لينظر لسقف الغرفه بفرحه ويدعو من أعماق قلبه أن توافق..لا يعلم متى سلبت قلبه غير أنه يتذكر أول مره رآها فيها عندما ذهب هو ووالدته لعائشه لكى يودعاها قبل سفرها مع أيمن وأولادها....رآها وهى عائده من الخارج كانت وقتها فى الصف الأول الإعدادى...بجمالها وطفولتها وبرائتها أخرجت المشاعر المدفونة بداخله..المشاعر التى لم يصدق فى يوم من الأيام أنها ستتحرك بداخل قفصه الصدرى..
فالمسئوليه التى كان يحملها على اكتافه أنسته أن من حق قلبه الحب..لم يصدق وقتها أنه أحب طفله أصغر من أخته
الصغرى..
شعر وقتها بأنه كشاب فى سن مراهقته..لم يعلم وقتها أنه وقع فى بحر غرامها إلا عندما وجد نفسه أثناء وقت الراحه فى المشفى التى يعمل بها...يخرج ويذهب لمدرستها ويذهب بخطى سريعه لها حتى يراها تخرج مع صديقاتها وهى تركب الباص...كان يتخيلها أمامه فى مواقف كثيره..غمرته السعادة العارمة....أطفأ اضاءه الغرفة حتى يخلد للنوم وبالفعل نام حتى ذهب معها فى حلم جميل..
*********************
فى منزل محمود..
عمرو بتوضيح: أنا هفهمك.
محمود بعد أن جلس ووضع يده تحت ذقنه بطريقة مضحكة: آه يا ريت تكسب فيا
ثواب.
عمرو بغيظ: يا ولا متقطعنيش..ثم أردف قائلا: مدحت الصياد ده راجل أعمال كبير..
رجع من لندن من سنتين كده..بعدها بكام شهر بقينا شركا..وكبرت ما بينا المصالح...
لغايه يا سيدى من قيمه شهر دعيته هو وعيلته يحضرو معانا الغدا..وجه هو وزوجته وبنته الوحيده فاطمه بس كده..
محمود بدهشه: أنا مش مصدق..ثم وقف فجأه مره آخرى وهو يصفق بمرح ويقول: يا بركه دعاكى يا أما..ثم استطرد سريعا بلهفه متسائلا: طب هنخطبها امتى!!!
ضحك عمرو ليقول بعدها: هى صنيه بطاطس هتسويها...ده جواز يا محمود اهدى يا ابنى...ههههه..مش لسه كمان لما أتفق معاه على مقابله ونشوف رأيها الأول..
ده إنت شكلك واقع واقع..ههههه.
محمود بإحراج وهو يفرك شعره الأسمر الكثيف: احم احم..فيه ايه يا حاج بس!! ما
بلاش الإحراج ده.
زينب بحنان: طب أقعد جمبى كده..ده أنا مش مصدقه روحى إنها هى اللى اخترتها.
ابتسم لها محمود بسعادة وبداخله أقيمت حفله ملئها صخب دقات قلبه..
****************
فى منزل العائله..
استيقظت رحمه وفزعت عندما علمت من الجد ما حدث لصبا ومعرفه يزيد..
قامت وارتدت ملابس غير ملابس النوم بسرعه وتوجهت لغرفة صبا لتجد يزيد جالسا على كرسى بجانب سرير صبا وهو ينظر لها بشرود وحزن واضح على صفيحه وجهه..
قطعت شروده قائله: يزيد..ممكن تخرج بره هغيرلها هدومها واديها الدوا.
اومأ برأسه بصمت تام وخرج وأغلق باب الغرفه خلفه ليجلس بجانب الجد...ربت الجد على كتفه وقال له بتساؤل: دلوقتى بعد ما عرفت..إيه قرارك!! أنا كنت بفضل هى اللى تقولك لكن..
قطع كلامه قول يزيد قائلا بحسم وثقه: عمرى يا جدو ما هسبها ولا هخذلها أبدا بس ممكن أعرف إيه اللى تعبها وتعبت إمتى وليه؟!!!

حب تحدى الجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن