الفصل السابع عشر

5.6K 116 3
                                    

   الفصل السابع عشر....
عادت من كانت لى الداء والدواء..وعينيها حدود الأرض والسماء..من صرخ قلبى لعشقها بالأرجاء..ورسمت بحبى لها الأحلام..طويت لأجلها بحور واكوان..ها هى قد عادت من جديد..لتشفى جراح قد مر عليها زمن بعيد..لرؤيتها مره واحدة.. يدعو قلبى ليلا ونهار..بإبتسامه واحده منها..أرى الكون قد تلون بألوان الطيف..
كان لا يصدق عينيه أنه رآها بعد الكثير من الشهور؛كان يراها وهى تجلس بجانب نرمين وتمسك طفلها؛عندما يرى طفلها ذاك يشعر بنيران الغيره تنفجر بداخله،ولكنها الآن وحيده،فانتهز يا قلبى الفرصه واحيا من جديد بعد الميته التى عشت فيها
لسنين..
مرت ساعتين لتدق الساعه السادسه ليغادر الجميع وتقترب منه وتقول بصوت منخفض:تقوم بالسلامه أن شاء الله.
ابتسم إبتسامه ملأت ثغره ليقول بحب:إن شاء الله.
اختفت من أمامه لتعاود آﻵم قلبه تاره اخرى ولكن بعذاب وجراح جديده لن يتركها تتعفن ويعاقبها الزمن.سيجعلها حبيبته صغيرته هى وحده؛له فقط..
عاد فادى ليجلس بجانبه بعدما بقت والدته معه وآخوه عاصم ليقول فادى بإصرار:روحى انتى يا أمى.هشام آخره كام ساعه وانا بنفسى هوصله البيت.
سحر بقلق:بس..
قطع كلامها فادى ليقول بإصرار:يالا يا عاصم خد والدتك وروحو مفيش داعى لقعدتكو هنا.أنا هاقعد معاه..
تحت إصراره الشديد غادرت سحر مع عاصم على مضض..
سأله هشام قائلا:كنت فين يا فادى!!
فادى بحزن عميق:خلصت ورق الطلاق وهيوصلها النهارده،مقدرتش أسيبك وامشى.
هشام بصدمه:طلقتها ليه يا فادى أدام بتحبها...!!!
فادى بإبتسامه مغتصبه:لأننا مش متوفقين مع بعض.وده كان الحل الأنسب لينا احنا الأثنين.ثم قال بمرح:يالا بقا شد حيلك علشان تروح بيتك النهارده.
سأله هشام بقلق واضح:فادى هو أنا عندى ايه!ده مش إرهاق بس..!!
******************
فادى وهو يسأل الطبيب فى غرفته:يعنى يا راضى هو كده يقدر يروح النهارده!!
راضى بتوضيح:أيوه.وزى ما قولتلك لازم يحصل بالحرف الواحد فى غضون تلت أربع شهور مينفعش التأخير عن كده.
فادى بتفهم:أيوه ماشى.شكرا يا راضى.
راضى بطمأنينه:ان شاء الله خير.
فادى:يارب..
*********************
دقت الساعه الثانيه عشر وهى الساعه التى حددتها لتجلس فيها وتفتح رساله من صندوق الأسرار خاصته.
نامت نرمين معها اليوم بعدما وافق يوسف وهشام.
استغلت انها نامت لتفتحها الآن أغلقت عينيها لتضع يدها فى الصندوق وتسحب رساله عشوائيه ومن ثم فتحتها لتقرأ بقلبها قبل عينيها:كلما فاض بالقلب الحنين..وزاد شوقى لعينيكى والأنين..أرسلتك رساله بيضاء..رساله فارغه من الكلمات والأحرف خاويه..فصمت منى القلب متعجب..فهمس لى بصوت الشوق الحزين..بأن اكتب لكى انى أهواكى..اشتاقكى..فاض منى الحنين فوصل بابك..قال القلب وامرنى بقوله..خبرها أن الشوق إليها يغتالنى..اكتب لها عن عذابنا فى الفراق..انصعت له بصدر واسع فياض وكتبت..إن حس الشوق نارا..إن سكن العشق دارا..إن تبع الحب دربا..إن فاض بى الشوق بحرا..ستقرأ فى الغرام سطورى..ستعرف فى الهيام حروفى..سيصل للنبض سلامى..سأخبركى فيضان حروف لم تكتب..إعصار مشاعر بالحنين لم ترسم..عن رسائل فى الغرام والهوى لم ترسل..ستقول أن كل ما بى يصرخ لكى بقوله(إنى أحبك..إنى اشتاقك).نزلت دموعها على وجنتيها بتأثر وشوق وحنين.قرأتها عده مرات فحفظتها من كثره التكرار.أغلقت الصندوق وتوضأت وارتدت حجابها ووضعت مصليتها على الأرض لتناجى رب العالمين الذى يجيب دعاء الساجدين...
*******************
أوصل فادى هشام ليجد والدته وآخيه عاصم منتظرين قدومه؛ دخل غرفته بعدما جلس قليلا وغادر فادى.
على ثغره إبتسامه ملئت محياه لرؤيتها اليوم..
********************
مرت خمسه أشهر ليحدث فيها أحداث بسيطه وهى أن يزيد ومحمود قد قارب وقت سفرهما لإستكمال الدراسه، صبا ونرمين انتهتا من هذه السنه لتكون صبا فى ثالثه هندسه ونرمين فى رابعه علوم،أدهم سافر ونتيجه لذلك أقامت رحمه مع والدها بطلب من أدهم حتى يطمئن عليها بذلك، محمود يحاول بشتى الطرق نسيان فاطمه ولكن للأسف فهى عالقه فى ذهنه وبشده لأنه أحبها حبا جما؛ فاطمه تنتظر بفارغ الصبر انتهاء الأجازه لتسافر وتكمل دراستها خارجا لتراه هو الآخر لأن حده شوقها وحنينها لرؤيته بلغت ذروتها،أتم الآن طفل صبا  سنه وبدأت أسنانه تنبت من جذورها،عابد ورفيده سيعودون للدراسه أيضا بعدما أقامو فى لبنان للأبد وأقامت والده رفيده بمنزل قريب منهم لأنها ارمله ولم تستطع ترك ابنتها فى بلد غريبه وبعد مرور سنه من زواجهما من الله عليهما بنعمه الأطفال لتنتظر رفيده قدوم طفلها الصغير فهى الآن حامل فى الشهر الثالث،فادى يخطط ويسعى للانتقام بأشد طريقه ليرتاح والديه فى قبرهما على ما يظن،هشام عاد لحزنه مره آخرى ولكن هذه المره هى الأشد لأنها القاضيه له وسنعلم فيما بعد لماذا هذه المره هى القاضيه..!! صبا بفرحه:ألف مبروك يا حبيبتى،انا فرحانه جدااا آخيرا شوفتك لبسه الأبيض يا نرمين.
احتضنتها نرمين وهى تقول بمرح:الله يبارك فيكى يا حبيبتى!وبعدين تعالى هنا انتى كنتى فاكره انى هعنس ولا إيه!!
قهقت صبا بسعاده لم تشعر بها منذ زمن وقطعت على نفسها وعدا بأن لا تترك للحزن مجالا لها فى هذا اليوم بالتحديد:صراحه آه،بس مين يسيب القمر ديه وميتجوزهاش.
فرحه صديقه نرمين بمرح:لا لا انتى كده هتخليها تتغر.
ضحك الجميع على قولها ليسمعو مزامير السيارات معلنه عن قدوم العريس.ل
تقول سحر بسعاده:عريسك جه.
لتعلو الزغاريط المكان وتقترب خلود والده يوسف منها وتقبلها من خدها وتقول بحنان:ربنا يسعدك يا بنتى إنتى ويوسف ومتشفوش وحش فى حياتكو.
نرمين بإبتسامه:ربنا يخليكى ليا يا أمى.
دخل العريس ومعه صديقه محمود وهشام وعاصم بعدما أعلنو عن دخولهم ليبحث يوسف عن زوجته ويقول بإستغراب وتساؤل لوالدته:أومال عروستى فين يا
أمى!!!!
وإذ فجأه تخرج نرمين من غرفه ملحقه بالكوافير ووراءها صبا وفرحه وبعض من صديقاتها وراءها لتجحظ عيناه من هول المفاجأه ليقترب منها فرحا ويقول بسعاده بالغه:إنتى اتنقبتى يا شمسى.
نظرت له نرمين نظره خجله وقالت بحياء:ايه رأيك فى مفاجأتى!!
يوسف بفرحه عارمه:احلى مفاجأه يا
شمسى.
اقترب منها وقبل جبينها لتنطلق الزغاريد مره آخرى ويقترب منها عاصم وهشام ويباركون لها ثم يتوجهو جميعا بسياراتهم إلى قاعه الزفاف لتكون منفصله أيضا وبهذا يكون فرحا إسلاميا..
بعد المزيد من الوقت دقت الساعه الحادية عشر لينتهي الزفاف وتودع نرمين إخوتها ووالدتها وجميع العائله ليأخذها يوسف إلى منزله وكان السائق هشام أخيها.وصلو إلى منزلهم ليودعا هشام وتنتهى الزفه.
بمجرد أن أصبحا بمفردهما فى مملكتهما اقترب منها بخطى بطيئه ليرفع النقاب عن وجهها ليظهر له قمر فى وسط السماء الحالكه السواد بعينيها المحددتين بالكحل لتظهر عينيها السوداء كنجم ساطع فى أفق الفضاء قال لها بحب:مبروك يا شمسى.
نظرت لعينيه التى تأسرها وما زالت حتى الآن فهو صاحب عينين رماديه سحرتها حينما التقت به فى الجامعه
نرمين بخجل ممزوج بحب:الله يبارك فيك.
يوسف وهو يحدق فيها:يالا روحى إلبسى علشان نصلى ولا هنفضل بصين لبعض كده طول الليل.
نرمين بتلقائية:أصل لون عينيك حلوين
أووى.
يوسف بخبث:قولتيلى بقا؛ثم أكمل بمكر:طب يالا علشان نصلى علشان ديه السنه بدل ما ندخل دلوقتى حالا.
اندفعت حمره الدم لوجنتيها سريعا لتقول بتوتر:ح..حاضر
وسرعان ما اختفت من أمامه...
***********************
كان هو الذى يسوق السياره وكانت تحدق فيه لثوان لتبعد نظرها عنه قبل أن يلحظها.فى الشهر الفائت طلب منها طلبا كان مؤلما قليلا بالنسبه لها لكنها ستنفذه له؛لأنها متى حاولت كرهه والإنتقام منه فى اى شئ فشلت فشلا ذريعا بسبب قلبها هذا الأحمق الذى يسكن داخل ضلوعها،وصلو بعدما دقت الساعه الثانيه عشر إلا الربع.صعدت عائشه التى كانت تتغاضى النظر إليها ومعها رنا وأحمد وأيمن.استوقفت يزيد بعدما دخل جدها لتقول له:يزيد ممكن تستنى بس هجبلك حاجه!
اومأ برأسه موافقا لها، غابت من أمام عينيه لمده لا تكثر عن ثلاث دقائق لتعطيه غلاف به العديد من الصور.
فتحه ليجد ما أراده ليبتسم لها بإمتنان ويقول شاكرا:شكرا.
قالت بجمود مصطنع:مفيش مشكله فى انى ادهولك لأنه ابنك ومن حقك ده.
يزيد:أنا طالع؛وشكرا مره تانيه.
ومن ثم صعد وتركها هى وقلبها يئن من الوجع.
نظرت لمكان صعوده لينهار وجه الجمود ويحل محله الوجه الذى بات لها حقيقيا.
قالت بحزن وعتاب:بتشكرنى يا يزيد على إيه!بتشكرنى إنك شوفت ابنك وصوره.
دخلت وأغلقت الباب خلفها لتقرأ إحدى رسائله ثم تصلى كلياليها المعتاده ثم تنام...
******************
فى منزل نرمين ويوسف انتها من صلاتهما ووضع كفه فوق رأسها ليقول الدعاء ثم قاما وتناولا وجبه سريعه لينظر يوسف لها بشوق ويقول بمكر:طب ايه!
تصنعت هى عدم الفهم لتقول ببلاهه:فى ايه يا يوسف..!!
يوسف بطفوله:نعم يا ماما ثم قلد صوتها ليقول:فى ايه يا يوسف.ثم قال بحب:فى يا شمسى إن دى ليله دخلتنا ولا ايه!
ومن ثم اقترب منها ليحملها وقد استكانت هى بين احضانه بعدما علقت يديها برقبته لترفع رايه الاستسلام له بكامل رغبتها...
*******************
عاد هشام بعدما عادت أمه وعاصم ليجد والدته جالسه وتبكى وعاصم بجانبها يحاول تهدئتها.
جلس هشام بجانبها من الجهه الآخرى ومسح دموعها بطرف إصبعه ليقول لها بمرح:هى لحقت توحشك ولا ايه يا سحوره!!
سحر ببكاء:مش قادره أصدق انها خلاص سبت البيت.هتوحشنى اووى.
هشام:بس دى سنه الحياه يا أمى.وبعدين ما هى هتيجى لينا زيارات واحنا كمان نروحلها كل أسبوعين ماشى يا سحورتى.
سحر بإقتناع:ماشى.ثم أردفت قائله بحنان:ربنا يخليك ليا يا حبيبى ولإخواتك ويرزقك ببنت الحلال اللى تصونك.
شعر بغصه فى حلقه ليقول بإبتسامه مغتصبه:ان شاء الله يا أمى.يالا بقا انا هخش أنام لأنى جبت آخرى النهارده.
سحر:نوم العافيه يا حبيبى..
دخل وجلس على سريره لتنزل دموعه المحبوسه ويقول بحزن:هتوحشينى اووى يا صبا وانتو كمان هتوحشونى..
******************
صعد ليجد والدته جالسه تنتظره بينما إخوته وأيمن قد دخلوا ونامو.
قالت عائشه بتساؤل:كانت عايزه منك إيه يا يزيد!
يزيد بإبتسامه:أنا اللى كنت عايز منها يا
أمى.
وأظهر لها الغلاف وقال:ديه صور آدم طلبتها منها،عايز أشوف صوره.
عائشه بحنان:ماشى يا حبيبى،أنا داخله أنام كنت عايزه أطمن عليك قبل ما أنام.
اقترب منها وقبلها من جبينها ليقول:تسلميلى يا أمى.
دخلت ليدخل هو الآخر غرفته ويضئ المصباح ويجلس على سريره ويفتح الغلاف بلهفه لينظر لصور طفله الذى حرم منه وهو مازال مولودا والعديد من الصور فى مختلف شهوره الأولى قال فى نفسه متسائلا:أتعلم هى أنى فى يوم من الأيام كنت سأطلب ذلك منها أم لأنها ذكرى لها هى فقط!!
شاهد الصور لتجحظ عيناه بصدمه وهو ينظر فى الصور التاليه، صور تجمعه هو وهى فى أحد الأماكن الشهيره فى تركيا وصور زفافهما، ينظر لها بمفاجأة حتى إنتهت صورهما وبدأ مره آخرى فى رؤيه صور طفله،انتهى منهم ليعاود النظر فى صورهما ليدقق النظر فى سماء عينيها التى أصبح كالغريق بداخلها يومها هذا،يوم نظر لعينيها وأصبح اسيرها.وجد الفرحه والسعادة تقفز من عينيها وابتسامه منتشره على ثغرها.
أغلق الصور ليغلق بعدها الإضاءه ليضع رأسه على الوسادة ويغمض عينيه بعنف حتى تغادر صورتها عقله..
************************
فى الساعه الرابعه فجرا كانت صبا تجاهد آلآم قلبها الذى اشتدت عليها فى تلك الليله بالأخص.
حاولت أن تنام وتتناسها ولكن ألمها أبى الخضوع.لتنظر لطفلها النائم وينبض قلبها بعنف خائفه أن تكون تلك نهايتها وتترك طفلها وحيدا بدونها.
وصلت لهاتفها بصعوبة لتتصل بيزيد دون أدنى تردد منها..
كان غارقا فى النوم ليجد هاتفه يرن فى هذا الوقت،
نظر فيه بملل لينتفض عندما رأ إسمها على الشاشه،كيف يكون رقمها معه،بل كيف رقمه هو معها ولماذا تتصل وفى هذا الوقت
......!!!!!!
انتهت الرنه لينظر للهاتف ليفاجئ بأنها ترن مره آخرى،رد عليها ليقول بتساؤل فضولى:انتى جبتى رقمى منين ورقمى معاكى ازاى!!
صدمته عندما قالت بصوت مرتجف يظهر عليه شهقات متتالية:يزيد،الحقنى أرجوك..
ومن ثم انقطع صوتها ولم يسمع إلا صوت أنفاس بطيئة ليقوم سريعا ويرتدى تيشرت وهو يكلمها ويحاول بقدر الإمكان أن يجعلها متيقظه معه،ذهب لغرفه والديه ليطرق الباب وقلقه قد بلغ ذروته
استيقظت عائشه كما قد استيقظ أيمن
فتح أيمن الباب ليجد يزيد والقلق واضح على جميع تقاسيم وجهه.
أيمن:فيه ايه يا يزيد!
#يتبع
متنسوش فولو وكومنت 😀😊

حب تحدى الجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن