الفصل السابع

8.5K 167 1
                                    


قهر ، يصاحبه ألم ، يصاحبه عذاب قد يستمر طيلة الحياة ، ينهش أجسادنا مثل المرض العضاد الذى ما يلبث إلا ويترك الجسد وقد أصبح فتاتا ينسى مع مرور الزمن واعصار الريح...
________________

فى مصر...
كان هشام فى غرفة العمليات يجرى عملية لطفلة فى السابعة مريضة بثقب فى القلب ،
كثيرا تفكيره يخونه ولكن سريعا ما يعود لعمله بتركيز ، بعد انتهاء العملية حمد الله أنها انتهت لينعم ببعض الراحة والإسترخاء ، توجه إلى غرفته ليجلس على مكتبه ويستند بظهره على ظهر الكرسى ، ثم شبك أصابعه ووضعها خلف رأسه وبهذه الوضعية بدأ شيطانه يوسوس له: خلاص هتسبها ليه ؟! مش ديه صبا اللى كنت عايزاها ليك بس..ازاى هتنساها !!!!
جاء صديقا له هو فادى يسأله:
هشام انت معايا ؟!
هشام بإنتباه:
ها....فى حاجة يا فادى ؟!!
تعجب فادى من عدم انتباهه وقال:
لاااااا ده انت فى عالم تانى ....
ثم استطرد متسائلا:
مالك اليومين دول وطولت فى الأجازه ليه ؟!!
تنهد هشام وغمغم:
مفيش يا فادى.
فادى بعدم اقتناع:
باين عليك مهموم يا صاحبي..لدرجة انك كنت سرحان فى العملية.
صرح هشام ببغض:
اتجوزت يا فادى.
فادى بعدم فهم:
هى مين ديه !!
قال هشام بحزن:
صبا اتجوزت يزيد من أسبوع.
فادى بتذكر:
آه افتكرت مش ديه اللى كنت بتحكيلى عنها !!!
هز هشام رأسه ادلاء على صحة الكلام ، فقال هشام بعدم رضا:
اتجوزته...لكن كان لازم توافق عليا..هو فيه ايه مش فيا !!!
سأل فادى بتفكير:
مش يمكن وافقت عليه علشان بتحبه ؟!!
جحظت عينا هشام ليقول بصدمة:
بتحبه !!
ربت فادى على كتف هشام مواسيا إياه قائلا: هشام..ارضى بالمكتوب وربنا يسعدك مع واحدة غيرها..ألف واحده تتمناك ..
ثم أكمل بغمزة:
ولا مش واخد بالك من الدكتورة نهلة !
قال هشام بلا مبالاة:
مش فى بالى أصلا.
______________

فى تركيا..
اتصل أدهم بيزيد بطلب من الجد وأيمن ليطمئنوا على وصولهم وبعد انتهاء المكالمة ،
انتهى يزيد أيضا من ارتداء ملابسه ، ارتدت صبا فستان تركوازى اللون تتخلله بعض الزهور الوردية وجاكيت جينز وارتدت حجابها ثم التفتت ليزيد وهتفت بفرحة طفولية:
أنا خلصت.
يزيد بمزاح:
أول مره صراحة أشوف بنت بتلبس فى ربع ساعة بس.
عقدت حاجبيها وشبكت يديها وعقدتهم أمام صدرها وقالت بإستعلاء مصطنع:
مش كلهم على فكره وأنا بخلص بسرعة...
ثم رفعت اصبعها قريبا من وجهه بتحذير:
ولا ليك رأى تانى !!
قبل اصبعها المشار فى وجهه بخفة ثم نظر لها برومانسية وقال:
وأول مرة أشوف بنوتة قمر بالشكل ده وهى متعصبة.
اقترب منها لتجرى وتحاول أن تسبقه وتفتح الباب ولكنه أمسكها قبل فتحها إياه ليحملها وهى تصيح بغضب طفولى:
نزلنى..نزلنى بقى.
صاح يزيد بتوعد مصطنع:
أنا بتهددينى..على آخر الزمن يزيد إبن أيمن باشا يتهدد ! .. لا لا لن نسكت على هذا..

قهقهت بشدة على طريقة أداؤه المسرحية تلك فقالت بتوسل:
أرجوك يالا بقى ننزل.
قال يزيد بإمتناع وهو يعقد يديه أمام صدره مثل فعلتها:
مش قبل ما تعتذرى.
ذهبت له سريعا لتقبله من وجنته ولكنه بحركة سريعة التقط قبلتها بالقرب من فاهه لتجحظ عيناها وهو ينظر لها بنظرة ماكرة ، ابتعدت بخجل وارتباك قائلة:
م..مش..يلا بقى.
ابتسم على ارتباكها ليقترب منها وتأبط ذراعها ثم قال:
يالا بينا يا صبايا.
خرجا معا لأول مكان فى تركيا وهو مانافجات هو جولة بالقارب على النهر الجميل التركوازى واصطحبو معهما كاميرا لإلتقاط الصور التذكارية لهما ، وبعدها توجهها لأحد مطاعم الأسماك الشهيرة بتلك المنطقة ليقضيا سهرة وبهكذا ، مر يوم من رحلتهم ومن ثم توجهها بإرهاق لغرفتهما لتغفو صبا بين أحضانه بتعب ليغط هو الآخر فى نوم عميق .
______________

حب تحدى الجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن