الفصل الرابع

10.9K 240 1
                                    

الفصل الرابع....
الغيب..لا يعلم الغيب إلا الله..الغيب الذى يحمل لنا مفاجئات..قد تكون مما دعينا به وأخيرا تحقق..وقد يكون حلا لمشكلة ما..وقد يكون شئ يجعلك تخر ساجدا وقتها..لكن ما علينا إلا الإيمان بيقين أن ما يأتى من الله مهما كان ما هو إلا خيرا....
********************
فى غرفة صبا..
ابدلت رحمه لها ملابسها واعطتها دوائها وهى ما زالت نائمه ووضعت لها كمادات حتى تنخفض حرارتها وحاولت بقدر الإمكان التخفيف من سخونة جسدها....
كانت صبا فى حاله من اللاوعى فكانت تأن كثيرا من الألم وكانت تهلوث بعبارات غير مفهومة...أعطت رحمه لها دوائها وهى عباره عن حقنه...بعدما دثرتها فى فراشها جيدا واطمأنت عليها...أطفأت الإضاءة ثم خرجت لتجد الجد ينظر لها مكفهرا وجهه من القلق قائلا: أخبارها إيه دلوقتى؟!!!
رحمه مطمئنة إياه: ادتلها الحقنه ومسبتهاش إلا ما حرارتها بقيت معقولة.
الجد ويزيد بإرتياح: الحمد لله.
رحمه بإستغراب: بس هى تعبت فجأه كده ليه!! هى آه ماخدتش دواها النهارده وطبعا يا بابا لازم توجهها..بس ليه كانت سخنه جامد كده!!!
أجابها الجد قائلا: أنا خرجت أتفرج على التليفزيون لقيتها جايه هى ويزيد مبلولين من المطره وهى ما اخدتش دواها فقلب معاها بسخونيه وتعب شديد..ثم أردف بتعنيف وتوعد: بس لما تصحالى
وتفوق بس.
كان يزيد يفكر فى اخبار الجد بأنه يريد رؤيتها لكنه عدل عن ذلك بأن ترتاح ثم يراها فى الصباح وهو ذاهب لكليته..
يزيد بصوت منخفض: طب هطلع انا علشان عندى كليه الصبح وهبقى اعدى عليها.
الجد: ماشى يا حبيبى..تصبح على خير.
يزيد بنفس النبره: وإنت من أهله.
بعدما صعد للأعلى قالت رحمه بقلق: بابا هو كده خلاص عرف...هل طلبه منك هيتغير؟!!!
تنهد الجد وقال بعدها: لا..سألته وهو متمسك بيها..هو ده اللى طلعلها من الدنيا..
أنا متأكد إنها بتحبه..وهو كمان..ربنا
يسعدهم.
رحمه: امييين يارب..أنا هنام معاها بقا علشان أتابعها بليل.
********************
فى غرفه يزيد..
بعدما دخل المنزل ووجد الجميع نائما.دخل غرفته بهدوء تام..توجه مباشره لحمامه وتوضأ ومن ثم ذهب ليسجد بين يدى الله بتضرع وهو يدعو لها بالشفاء وتحقيق ما تتمناه..وتحقيق حلمه هو الآخر..بعدما انتهى أطفأ الإضاءة ولم تخل الغرفه من إضاءة القمر الخافتة...تنهد وهو يتذكر كلام الجد عن سبب مرضها..
**************
فلاش باااااك..
الجد: يوم ما سافرتو دخلت لقيتها نامت...
بعدها بثلاث شهور ابتدت الدراسة ورجعت من الدروس ولسه جايه تخش اوضتها راحت واقعه مغمى عليها...رحنا بسرعه أنا ورحمه لأقرب مستشفى وهناك قالولنا..
الطبيب بأسف: هى عندها خلل فى عضله القلب والأشعة بينت إن ده عندها من ساعه ولادتها بس موصلش للدرجه ديه من التعب إلا لو اتعرضت لحاله نفسية سيئه فأدى إن مشكله قلبها تظهر دلوقتى.
الجد بصدمه: طب..والمفروض نعمل إيه؟!!
الطبيب: إن شاء الله هكتبلها على علاج تمشى عليه وفى حقنه بتتاخد وقت الضرورة..ده وقت الدوا ما يفدش معاها.
بس....
الجد بترقب: بس إيه يا دكتور!!!
أكمل الدكتور حديثه: بس لو الحاله اتدهورت هنضطر نعمل عمليه زرع قلب.
الجد بصدمه شديدة: إيه!!!!!!!
*******************
باااااك
تنهد بألم وهو يريح جسده ليأخذ قسطا من الراحه ولكن...حركاتها وهى تلعب تحت المطر متجسده أمام عينيه وتشغل باله.
*******************
فى صباح اليوم التالى..
استيقظت صبا وهى تشعر بالدوار الخفيف فوجدت رحمه نائمه على الأريكه التى بجانب سريرها...استغربت وحاولت تذكر اى شئ مما حدث بالأمس ولكن ذاكرتها لم تسعفها إلا قليلا..لعبها تحت المطر...مجئ يزيد..دخول غرفتها..ثم اسودت الدنيا أمام عينيها ولم تتذكر شئ بعدها..ايقظت رحمه   
بخفه لرنه المنبه.
قامت رحمه بفزع: إيه فى إيه!! ثم التقطت أنفاسها بهدوء لتقول: أستغفر الله العظيم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..كويس إنك صحيتينى...أحاول أصحى من الكابوس مبصحاش.
صبا بإبتسامه مرهقه: طب الحمد لله.
تذكرت رحمه مرضها لتقول بتساؤل: اخبارك  ايه دلوقتى؟!!
صبا: الحمد لله..لتستطرد متسائله: هو أنا حصلى إيه إمبارح!!
قصت لها رحمه كل ما حدث ولكن لم تذكر جزء معرفه يزيد بمرضها لتقوم وتقول: هقوم أنا بقا أحضر الفطار وانتى ريحى شويه إن لبدنكى عليكى حق!!
صبا بإبتسامه بسيطه: حاضر.
خرجت رحمه فوجدت.....
*****************
استيقظ هشام بسعادة فائقه والابتسامة تملؤ محياه وهو يتذكر ما حدث بالأمس..
قام وأخذ شور سريع وارتدى ملابسه ثم خرج ليجد والدته تحضر الفطور.
هشام بإبتسامه مشرقه: صباح النور.
سحر وهى تبادله البسمه: صباح النور يا حبيبى..روح أقعد على السفره وأنا جايه
وراك.
هشام: ماشى.
وضعت الاطباق على السفرة وكانت عباره عن الفول والبيض المسلوق وأنواع شتى من الجبن والعسل والخبز والمخلل..
تناول فطوره ثم....
*******************
ذهب محمود لعمله مبكرا..إنه فى جامعة لغات وترجمه لكنه يستطيع مساعدة والده فى بعض أعماله..لأن والده يملك شركه سياحيه كبيرة...فى حين أنه يساعد السياح كمرشد سياحى..توجه لوالده فقال له عمرو بجديه: فى وفد جاى من روسيا وطايرتهم بعد نص ساعه من دلوقتى فعقبال ما توصل هيكون طايرتهم الخاصه وصلت.
محمود: ماشى..أنا همشى أنا بقا.
كان يريد أن يسأل والده عن مراده لكنه هم بالخروج ليوقفه والده وهو ينظر له نظره ثاقبة: ما سألتنيش يعنى عن اللى طلبته!!
محمود ببعض من الجديه: ما أنا قولت إن إحنا فى شغل فمرضيتش اسأل.
عمرو: هنروحلهم بعد بكره.
محمود بسعادة: بجد..إقترب بسرعه من والده واحتضنه وقبله من خده قائلا بمرح:
اعمورتى انتا يا جميل.
عمرو بعصبية خفيفه: محمود..يلا روح بقا علشان متتأخرش.
محمود بفرح: حاضر يا حاج...ده انا هظبطلك السياحه فى مصر وهتقول حوده قال....ومن ثم خرج.
قهقه والده عليه وهو يدعو له بالسعادة.
******************
خرجت رحمه لتجد يزيد يجلس مع الجد فى الصاله..استغربت ثم تذكرت ما قاله بالأمس....ألقت عليهما تحيه الصباح ثم توجهت للمطبخ لتحضير الفطور.
فى غرفه صبا...
بعدما خرجت رحمه من الغرفه...حاولت العودة إلى النوم مره آخرى لكن لم تستطع..
فهمت بالنهوض بعد أن شعرت أن دوارها قد بدأ يقل..أخذت ملابس لها وذهبت لحمامها لتأخذ شور ينفض عنها آثار التعب  يوم أمس..بعد 10 دقائق انتهت من الاغتسال وخرجت لتمشط شعرها الأسود الكثيف...تذكرت أن يزيد طلبها للزواج لتبتسم بسعاده وعدم تصديق...انتهت ثم همت بالخروج وفتحت باب الغرفه لتجد يزيد جالسا مع الجد...دخلت سريعا وأغلقت الباب واستندت بظهرها عليه وهى تتنفس بهدوء وارتياح أن يزيد لم يراها....
ذهبت وابدلت ثيابها بملابس أخرى محتشمة وارتدت حجابها ثم خرجت لتلقى
التحيه على جدها ثم اقتربت منه وقبلته من وجنته ومن ثم ألقت التحيه على يزيد بخجل..
قال الجد معنفا إياها: ينفع كده تتعبى وانتى عارفه إن ده غلط على..
بتر كلامه يزيد قائلا: معلشى يا جدى هى هتاخد بالها من نفسها...ثم استطرد بمرح بسيط: هى آه خضتنا عليها..بس شافت غلاوتها علينا أد إيه...وهى هتاخد دوا البرد وهتبقى كويسة وأنا هخلى بالى أول ما المطره تمطر هبص عليها من الشباك.
نظر له الجد بإستغراب فبادله يزيد النظرة بأن هذا أفضل..
قالت صبا بحياء: أنا هروح أساعد رحمه.
الجد: بس إنتى لسه تعبانه خشى ريحى علشان تفوقى وتروحى دروسك.
صبا بممانعه طفولية: بس أنا مش عايزه أنام تانى...وبعدين أنا بحب أعمل البطاطس
المحمرة.
يزيد وهو يضحك بصمت ويقول فى نفسه:
بتحبى تعملى بطاطس محمره...يا نهااارى عليا هتجوز طفله...بس احسن طفله.
الجد: يعنى بالله عليكى واحده تعبانه وتقولى..ومن ثم قلدها: بحب اعمل البطاطس المحمرة.
احمرت وجنتيها بشده من الغيظ وهى ترى يزيد يضحك...ضربت الأرض بكلتا قدميها مثل الأطفال وهى تدخل للمطبخ.
الجد بإستغراب: مالها ديه وشها أحمر زى الطماطماية فجأه كده!!!
يزيد بخبث: ما تخدش فى بالك يا جدى..أنا كده اطمنت عليها..أروح انا بقا لجامعتى لحسن المحاضرة الأولى قربت.
الجد بحنان: طب أفطر الأول وبعدين روح جامعتك.
يزيد بمرح: وإنت تفتكر عيشه تسيبنى من غير فطار كده...سلام يا جدى.
الجد بإبتسامه: سلام.
قام يزيد ليفتح الباب ليجد...
***********************
إنتهى هشام من تناول فطوره ثم حمل حقيبته وهو يقبل والدته من خدها بعدما دعت له مثل كل صباح...
سحر بحنان اموى: خلى بالك من نفسك ومتجهدش نفسك لدرجه إنك تخش تنام من غير ما تاكل.
هشام بمراوغه: هحاول بس ما اوعدكيش.
تنهدت سحر لتقول بعدها: ربنا يصلح حالك يا حبيبى.
خرج عاصم من غرفته وهو يقول بمرح: امييين يا ست الكل...ولو مفيهاش ازعاج ارشقيلى دعوه الزوجه الصالحة معاكى كل يوم.
سحر: يا شيخ اتوكس مش لما تخلص جامعتك الأول وتشتغل.
اقترب عاصم منها وهو يقول بمزاح: ليه بس كده بتحبطى معنوياتي يا حجه!!!
ضحك هشام ثم قال: خلص جامعتك وأنا عندى شغل ليك والمرتب كويس.
عاصم وهو يتصنع اللامبالاه: ماشى يا عم..ثم أكمل بخبث: روح يلا بقا شوف العيانين بتوعك وسبنى مع المزه ديه.
سحر بعصبية خفيفه: ولد..إنت بتجيب الكلام ده منين!!!!
عاصم بمرح: يااااا يا حجه..ده إنتى شكلك من العصر العباسي بس مش مشكله هتتعودى على عصرنا عصر المزز والروشنه.
سحر بنفاذ صبر: لاااا...كده كفايه أنا رايحه المطبخ ليحصلى حاجه وتكون انت السبب
ضحك هشام على مرح عاصم وقال: خف شويه يا ابنى..هو إنت مفكر أمك واحد صاحبك.
عاصم بمرح: يا عم ما أنا مليش Girl Friend
فامك بقا بقت الGirl Friend  بتاعتى.
ضحك هشام عليه مره آخرى وهو يغادر.
عاصم بصوت عالى: يا سحورتى..أنا داخل انااااام واتمنى متصحينيش إلا لما أصحى أنا وقد أعذر من أنذر..
سحر من داخل المطبخ: نوم الظالم عباده.
عاصم بدهشة مصطنعه: ماشى يا سحورتى..خليتينى ظالم...محسبولك دى..ودخل ليكمل نومه..
**********************
وصل محمود بعد نصف ساعه ليجد الوفد السياحي على وشك النزول من طائرتهم الخاصه..
بدأ فى تذكرها أيام الجامعة ليقول بتفكير بصوت عالى: بس يا ترى عرفانى ولا لأ!!!!
قطع تفكيره خروج الوفد من الطائره فتقدم منهم سريعا وهو يقول بترحاب: Welcome To Egypt.
ليردو جميعا بإبتسامه : .Thanks......
توجهو جميعا لسيارتهم وركب هو سيارته حتى يوجهههم للفندق الذى سيمكثون به.
********************
خرج يزيد ليجد أدهم يمد يده ليرن الجرس
قابله يزيد مبتسما قائلا: صباح الخير.
أدهم: صباح النور..ثم أردف بتساؤل: الحاج صاحى!!!
أجابه يزيد قائلا: أيوه..خش إنت بقا..أنا ماشى علشان الجامعة.
أدهم بإبتسامه: ربنا معاك.
غادر يزيد ودخل أدهم ليلقى على الجد تحيه الصباح.
الجد بإبتسامه بشوشه: تعالى يا أدهم اقعد جمبى عايز اكلمك فى موضوع.
أدهم بإستغراب: حاضر.
قام وجلس بجانب الجد ليباشر الجد حديثه قائلا: أدهم..إنت مش ناوى تروح تشوف أبوك عدى عليك كام سنه مرحتش تشوفه.
أدهم بإقتضاب: ولا عمرى ما هعمل كده..ويا
ريت يا حاج مانتكلمش فى الموضوع ده
تانى.
الجد بعصبية خفيفه: مهما كان يا أدهم فإعرف إنك على قطعان صله رحمك لوالدك هتتحاسب عليها.
أدهم وهو يمسك دموعه بصعوبه من
الهطول: واللى عمله معايا ده يستحق إنى ازوره!!!!!
الجد وهو يحاول أن يرقق قلب أدهم: مهما سوى وعمل فيك هو أبوك..وكفاية لحد اليوم ميعرفلكش طريق.
أدهم بنبره مخنوقة: ده احسنلى واحسنله..
ثم استطرد بسخرية مريره: مع إنى على قد
علمى إنه أصلا ما دورش عليا!!!!
#يتبع

حب تحدى الجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن